كيف تبدأ مشروع مشتل زراعيًا صغيرًا؟
1 يناير، 2020كن مديرًا لنفسك
1 يناير، 2020
انتشرت في الواقع المعاصر آفة الموظف المتملق الذي يسعى للارتقاء بكل الطرق الخاطئة، وهو من الأسقام الاجتماعية التي تعاني منها الكثير من
المؤسسات والمنظمات.
.
صفات الموظف المتملق
يعتمد الموظف المتملق على التودد إلى المدراء بطريقة قد تصل إلى الحد المهين، كما يحرص على أن يستخدم الكلام الليّن، ويُبدي من الود ما ليس في
داخله، وتحت شعار “الغاية تبرر الوسيلة”، تبدأ رحلته في النفاق الاجتماعي؛ من أجل الحصول على “ترقية”، أو “علاوة”، أو “حوافز” ليست
في محلها.
يبرر هذا النوع من الموظفين، كل تصرفاته؛ إذ إنه يستخدم نظرية المؤامرة تارة، ويستعين بالتلوّن الحربائي، والمدح باستماتة تارة أخرى.
مهما حاول هذا النوع من الموظفين التلوّن فإن معدنه الرئيسي يظل ظاهرًا للكثير من زملائه، وهو الأمر الذي يجعله يستخدم “نظرية المؤامرة” عذرًا
لتصرفاته غير الأخلاقية، فينشر رسالة بين الجميع مفادها بأن العاملين يقومون باستهدافه، ويعملون على إيذائه بكل الطرق الممكنة، وغير الممكنة على
حدٍ سواء، وعوضًا عن العمل باجتهاد، والسعي وراء تحقيق الإنجازات الحقيقية، يعمل على الإيقاع بالآخرين، والظهور بقناع الحمل الوديع أمام المدراء.
.
التملق الوظيفي وسيلة الجبناء
بات التملق الوظيفي وسيلة الجبناء وغير الأكفاء في الاعتلاء بالمؤسسات، وعند العودة عدة خطوات إلى الوراء، تظهر الصورة القبيحة لهذا النوع من
الأشخاص، وهو الأمر الذي يتطلب التعامل بذكاء كبير من قِبل إدارة الموارد البشرية مع فريق العمل ككل.
إن المتملق أو الراكض وراء التسلُق الوظيفي يحترف التلوّن حسب المعطيات، والمواقف، والمصالح؛ فيتجرد من قيمه تمامًا، ويصبح هدفه الوحيد هو
التقرُب من المدير، ويعرب دائمًا عن إعجابه بعقلية المسؤول، ويؤكد أنها فذة، بل يوافقه في كل قراراته مهما كانت خاطئة، أو مضرة.
يكون هذا النوع من الموظفين على دراية كاملة بعدم براعته في العمل؛ لذا فإن تلك الوسيلة تعتبر مثالية بالنسبة له من أجل بلوغ الغاية.
لا شك في أن هذه الممارسات تدمر العمليات الاجتماعية التي تحاول الموارد البشرية أن تحافظ عليها داخل المؤسسات، وبالأخص، عندما نجد الموظف
المجتهد الذي يستحق الإشادة والحوافز، يبتعد في التدرج الوظيفي، ويصبح المتملق في صدارة الشخصيات المهمة داخل المنظمات، والشركات. كما
يحاول باستمرار أن يُظهر مجهوداته الضعيفة بأنها من أصعب الأمور التي تتطلب الكثير من الكد والعمل.
“تملّق كثيرًا؛ تصل سريعًا وتقع أسرع”؛ هكذا هو المبدأ الأساسي الذي يجب أن يدركه العاملون بالمؤسسات، فضلاً عن إدارة الموارد البشرية التي
تتخذه شعارًا لها، وبناءً عليه يتم انتقاء الكوادر، والمهارات للعمل.
.
تحذيرات مهمة
يجب أن تشدد الإدارة على العاملين بالشركات أن معايير العمل الأساسية، تتمثّل في قواعد المهنية السامية، مع الحفاظ على القيم التربوية، والأخلاقيات
الراقية التي من شأنها أن تقضي على النفاق الاجتماعي؛ وفقًا للمنهج الحضاري، والذوق الإنساني.
وأخيرًا، يجدر بالمسؤول أن يلتفت إلى أن مدح هؤلاء المتملقين وثناءهم الكاذب، لا يكون موجهًا لشخصه، بل للمناصب الوظيفية _التي لا تدوم عادة_
وبمجرد أن تنتهي مدة بقائه في الإدارة، فإن محبوب الأمس، من الممكن أن يصبح عدو الغد بكل بساطة.