تعد الألوان من أكثر الأشياء حضورا في حياتنا فهي عادة ما تلعب  دورا في إثارة مشاعرنا وعواطفنا وحالاتنا النفسية

وذوقنا الخاص، وعلى رغم أن في الكون ألوان كثيرة إلا أن اللون الأزرق تربع على قائمة اللون الأكثر شعبية وقبولا

على مستوى العالم.

ونظرا لأنه لون بارد يرتبط بالهدوء والتحفيز والرزانة والذكاء ولأنه رمز للجدارة بالثقة والنضج فإن معظم شركات التكنولوجيا  وشبكات التواصل

الاجتماعي تستخدم في الغالب اللون الأزرق وقد أثبتت الدراسات أن الألوان تزيد الاعتراف بالعلامة التجارية بنسبة 80%  وهو ما يجعلنا نتساءل عن

السبب ذلك أن الأزرق يعد “الملك الكلاسيكي للألوان” ويظهر في أكثر من نصف شعارات الشركات العاملة في أي صناعة، ومنها “فيسبوك” و”تويتر”

و”سامسونج” و”لينكد إن” و”إنتل” و”آي بي إم” تستخدمه في كامل شعاراتها، فيما تضمنه “مايكروسوفت” و”جوجل” في ألوانها الرسمية.

وكشف بحث أجراه موقع “99 ديزينز”، وهو منصة لالتقاء المصممين المحترفين الذين يعملون لحساب أنفسهم مع العملاء الباحثين عن تصميمات

مبتكرة، أن الأزرق من الأكثر شعبية في العالم في الخيارات الشخصية وسياق الأعمال التجارية، ويتميز بكونه لونا هادئا بطبعه ومهدئا للأعصاب يمثل

الذكاء والمسؤولية ويعكس الموثوقية المؤسسية.

ووفقا لبحث “99 ديزينز” الذي شمل تحليل 14 ألف شعار في العديد من القطاعات بما في ذلك التكنولوجيا والبيع بالتجزئة والرعاية الصحية، بهدف

فهم سيكولوجية الألوان المختلفة وما تمثله من معان فقد برزت “مايكروسوفت” و”جوجل” في قطاع التكنولوجيا، حيث تستخدمان نفس اللون في

شعاريهما، فان الأزرق يعبر عن الأمن.

وإضافة إلى “مايكروسوفت” و”جوجل”  اختارت  “آبل” نفس اللون  لكن بتصميم بسيط أحادي اللون، لكن لأكثر من 20 عامًا استخدمت الشركة ألوان

قوس قزح في تخطيط شعارها خلال الفترة من عام 1976 حتى عام 1998 قبل أن تتحول إلى الشكل الحالي.

فيما تميل أغلب شركات المحاماة الكبرى إلى وجود لون واحد رئيسي وأحيانًا آخر ثانوي، وعادة ما يكون الأزرق هو المفضل لدى معظمها وتعكس

درجته الأخف الثقة فيما تشير الدرجة الداكنة إلى الاحترافية  لكنه في العموم يعكس الثقة والأمان.

ويفسر التقرير هذا الاختيار بأن اللون الأزرق يرتبط بالهدوء وبالاسترخاء وبالأمن، فهو لون البحر والسماء، فالعلامات التجارية مثل الأدوية والبنوك

وشركات التأمين وغيرهم تستخدم اللون الأزرق منذ وقت طويل لأنه ينقل أيضا الإحساس بالقدرة والثقة.

وتعود أصول استخدام اللون الأزرق على الإنترنت إلى عام 1993 حيث قام Tim Berners-Lee مخترع شبكة الويب العالمية باستخدامه فى

أشياء كثيرة مثل الروابط التشعبية.