أصدر اتحاد الغرف التجارية بالسعودية، أمس الخميس، تعميما بالسماح باستمرار فتح المحلات التجارية في
أوقات الصلاة، ومزاولة الأنشطة التجارية والاقتصادية طوال ساعات العمل، تفعيلًا للتدابير الاحترازية للوقاية
من تفشي فيروس كورونا المستجد، وسعيًا لتحسين تجربة التسوق ومستوى الخدمات.
وكانت السعودية تنفرد بين الدول الإسلامية دون غيرها بإغلاق المحلات التجارية في أوقات الصلوات اليومية،
ولكن جاء توجيه باستمرار فتح المحلات وقت الصلاة لعدة أسباب نذكرها خلال السطور التالية.
.
لماذا قررت السعودية فتح المحلات وقت الصلاة؟
يأتي قرار اتحاد الغرف التجارية بالسعودية باستمرار فتح المحلات وقت الصلاة، بعد مناقشة مجلس الشورى
السعودي من قبل توصية بعدم إلزام المنشآت التجارية بالإغلاق خلال أوقات الصلوات اليومية عدا
صلاة الجمعة.
ويعود سبب طرح النقاش حول فتح المحلات وقت الصلاة إلى دعوات نادى بها البعض داخل مجلس الشورى
السعودي، جاء فيها إن المملكة تنفرد من بين كل دول العالم العربي والإسلامي منذ بضعة عقود بإغلاق
المحلات التجارية خلال أوقات الصلاة، وذلك بناء على اجتهاد من إحدى الجهات الحكومية.
وأوضحت الدعوات أن جميع الدول الإسلامية لا تلزم مواطنيها أو المسلمين المقيمين فيها بتعطيل مصالح
الناس، فضلا على أن إغلاق المنشآت التجارية وقت الصلاةقد يتسبب في تعطل مصالح المواطنين والمقيمين
من ذوي الظروف الخاصة كالمسافر والمريض.
وأشار مقدموا طلب فتح المحلات وقت الصلاة، إلى أن إغلاق المحلات التجارية لأداء الصلوات لم يأت به نص
في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، فآيات القرآن الكريم خلت من أي نص يأمر بإغلاق المحلات قبل بداية
أوقات الصلاة وأثناءها ما عدا صلاة الجمعة.
وكان مجلس الشورى السعودي أجل الشهر الماضي النقاش حول فتح المحلات التجارية أوقات الصلاة في
السعودية، والتي تقدم بها مجموعة من الأعضاء لإلغاء القرار الذي يلزم المحلات وما في حكمها بالإغلاق
في أوقات الصلاة.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها جدال حول فتح المحلات وقت الصلاة في السعودية، فسبق أن
كانت هناك مطالب بذلك عام 2018، إلا أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ردت على تلك المطالبات
قبل أن يتم تجميد عملها.
.
أسباب وضوابط فتح المحلات وقت الصلاة:
وأوضح اتحاد الغرف بالسعودية، خلال بيان له بالأمس، إن الهدف من استمرار فتح المحلات وقت الصلاة، تجنب
التزاحم والتجمعات والانتظار لوقت طويل في ظل انتشار فيروس كورونا، بهدف الحفاظ على صحة المتسوقين،
وسعيا لتحسين تجربة التسوق ومستوى الخدمات.
ووجه اتحاد الغرف باتخاذ الإجراءات المناسبة لتنظيم العمل، وتقديم الخدمات والتناوب بين العاملين، بما لا
يتعارض مع أداء العاملين والمتسوقين والعملاء للصلوات، لتفادي مظاهر الازدحام والتجمع والانتظار لوقت
طويل خلال الإغلاق أوقات الصلوات.
.
جدال على مواقع التواصل الاجتماعي:
وأثار قرار اتحاد الغرف باستمرار فتح المحلات وقت الصلاة حالة جدال بين السعوديين، إذ تحولت منصات
مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة نقاش واسع حول هذا القرار بين مؤيدين ومعارضين.
ويرى المؤيدون لاستمرار فتح المحلات وقت الصلاة إن هذا القرار يتناسب مع مفاهيم سماحة الإسلام التي
تقضي بتسهيل أمور المسلمين وعدم تعقيد مصالحهم اليومية، فيما يرى الرافضون أن إغلاق المحلات وقت
الصلاة كان يشجع العاملين على الصلاة في وقتها، كما كان يساعدهم على أخذ قسط من الراحة خلال العمل.
وعلق أحد الرافضين لقرار استمرار فتح المحلات وقت الصلاة قائلًا:”كانت ميزة جميلة بصراحة، للاسف انتهت
كما سوف ينتهي الكثير من الميزات ف السعودية، سيعود الاسلام غريبا”.
وقال مغرد آخر رافض لقرار فتح المحلات وقت الصلاة في السعودية :”مو قادر استوعب ايش فيه لو
الشخص ينتظر لين بعد الصلاة !! وين المشكله ؟؟”.
وعلى النقيض رد أحد المغردين المؤيدن لقرار استمرار فتح المحلات وقت الصلاة، قائلًا:”زعلانين من القرار
ليش؟! الي بيصلي مو محتاج أحد يجبره على الصلاة بتعطيل الناس الباقية!“.
وأضاف :”المساجد موجودة وصلاة الجماعة تقام بكل مكان بالكورنيش والبر والمستشفيات والأسواق وحتى
بالممشى البعيد عن المسجد تقام، اعتبروا الموضوع اختبار لإيمانكم وجاهدوا أنفسكم وصلوا بدون وصي دينك
لك مو للجميع”.
واتفق معه مغرد آخر مؤيد لفتح المحلات وقت الصلاة، قائلًا:”يا اخوان بالعكس قرار جميل واللي يقول كيف
يصلون الموظفين عادي يصلون بالدور مثلا في موظفين ، الموظف الاول يركز مع الزبائن والثاني يصلي واذا
خلص يعكسون الادوار، واذا المحل مرا مرا مب قادر ومافي الا موظف واحد يقدر يقفل من نفسه
المحل وانتهينا”.
