هل تمتلك مهارة تعدد المهام ؟ كيف تطورها ؟
23 أغسطس، 2021تصميم منصة تعليمية مطابقة لمعايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني
24 أغسطس، 2021
هل ستقتل التكنولوجيا الوظائف وتزيد من عدم المساواة؟ أم هل تراها ستؤدي إلى خلق فرص عمل أكثر
أهمية ومجتمعات أكثر صحة؟ لقد أثار هذا السؤال قلق البشرية منذ أن استحوذ التقدّم التكنولوجي على
بعض الوظائف والمهن اليدوية التي يعد هناك حاجة إليها بمجرّد أن تمّ تطوير تقنية أفضل، مثل عارض
الأفلام، أو مشغّل أزرار المصعد أو غيرها… كذلك فقد غيّرت الكاميرات الرقمية والهواتف المحمولة مفهوم
التصوير الفوتوغرافي، بل والطريقة التي ننظر بها إلى الصور، ولم يكن أمام المصوّرين في هذه الحالة سوى
أن يواكبوا التقنية الجديدة ويتأقلموا ويتطوّروا معها لضمان بقاء وظائفهم
لم يكن أحد يعتقد أنّ بعضًا من هذه الوظائف المهمّة قد تفشل في الوصول إلى قائمة وظائف المستقبل،
وتختفي مع مرور الوقت. ومن هذه التجربة، تعلّم البشر الكثير… لقد أدركوا أنّ عالمنا يتغيّر بسرعة، وليس من
المستبعد أن تختفي الكثير من الأعمال التي تبدو الآن في غاية الأهمية وفي أوج ازدهارها ونموّها. كما أدركوا
أيضًا أنّ الحلّ الأمثل الذي يضمن لهم التأقلم مع المستقبل بكافة تغيّراته هو بالتكيف والإعداد الجيّد له.
>
فما الذي ستبدو عليه بيئة العمل بل وعالم الأعمال بأسره خلال 10 سنوات من الآن؟
بعد أن تطرقنا للحديث عن أهم تخصصات المستقبل ووظائفه من خلال مقالاتنا ودليل التخصصات الشامل
وكذا دليل الوظائف على فرصة، دعونا اليوم نسافر إلى المستقبل للتعرّف على بيئة الأعمال المستقبلية،
والتغيّرات التي يتوقّع الخبراء أن تطرأ عليها. 4 عوالم محتملة في 2030 بحسب البحوث والدراسات التي
أجرتها شركة PwC العالمية، يُتوقّع أن يكون هنالك في المستقبل 4 عوالم محتملة للأعمال، حيث تمّ منح
كلّ احتمال منها لونًا محدّدًا. هذه العوالم هي كما يلي:
.
أولا: العالم الأحمر
في هذا العالم، ستسمحُ التكنولوجيا للشركات الصغيرة بالاستفادة من خزّانات المعلومات، والمهارات
والتمويلات الهائلة المتوفّرة. لن يتمّ النظر إلى إدارة الموارد البشرية كوظيفة منفصلة، وسيعتمدُ روّاد الأعمال
أكثر فأكثر على المصادر الخارجية (خارج شركاتهم) للحصول على الخدمات المختلفة. ليس هذا وحسب، إذ
سيكون هناك منافسة قوّية حامية الوطيس على المواهب، وأولئك الذين يتمتّعون بالمهارات ذات الطلب
العالي حينها، سيحصلون على مكافآت قيّمة للغاية.
.
ثانيا: العالم الأزرق
في هذا العالم، ستصبح الشركات العالمية أكبر وأقوى بل وأكثر تأثيرًا من أيّ وقت مضى. ذلك أنّها سترى
حجمها وتأثيرها على أنّه الطريقة الأمثل لحماية أرباحها ومكانتها. وكما هو الحال مع العالم الأحمر، ستكون
المنافسة على المهارات والمواهب الأفضل على أشدّها.
.
ثالثا: العالم الأخضر
كردّ على الرأي العام القوي، والموارد الطبيعية النادرة واللوائح الدولية الصارمة، ستتبِع الشركات في هذا
العالم أجندات بيئية وأخلاقية قويّة للغاية. وسيكون هذا عالم الأعمال هنا أكثر اهتمامًا بالمشاكل البيئية
وسعيًا لحلّها.
.
رابعا: العالم الأصفر
في هذا العالم، ستبحث الشركات، وكذا الموظفون عن معنى أعمق لما يقومون به. سيعثر الموظفون على
مزيد من الاستقلالية والمرونة وتحقيق الذات أثناء عملهم لحساب شركات ذات معايير أخلاقية واجتماعية
عالية. وبعكس الاحتمالات الأخرى التي تشتدّ فيها المنافسة وتزداد، فإن مفهوم الفرص العادلة والمتساوية
سيطغى في عالم الأعمال هنا
عالم الأعمال في 2030 بحسب دراسات مستقلة أجرتها مجموعة CBRE التي تعدّ من أكبر شركات العقارات
التجارية في الولايات المتحدة، واستنادًا لتقرير نُشر في مجلّة والستريت، فإن بيئة العمل سنة 2030 ستكون
مختلفة كلّ الاختلاف عن بيئة العمل الحالية.
.
وفيما يلي لمحة عمّا قد تبدو عليه مكاتبنا ووظائفنا بعد 10 سنوات:
.
1- بيئات عمل متنوعة
وليس بيئة واحدة فقط. ستنتشر هذه الثقافة كثيرًا مستقبلاً، وستوفّر مختلف الشركات أماكن متعدّدة وهادئة
في مبناها ليختار منها الموظفون ما يناسبهم للعمل. بمعنى آخر، فكرة المكاتب الثابتة والتقليدية ستختفي
تدريجيًا من عالمنا مُتيحة مزيدًا من الحرية والمرونة لموظفي الشركات.
.
2- شركات فردية صغيرة أكثر مستقبلاً
، سيزدادُ عدد الشركات صغيرة الحجم، وتزداد معه فرص عقد الشراكات التعاونية بين هذه المؤسسات.
لن يكون هناك حاجة في المستقبل إلى بناء شركات كبيرة وإنفاق مبالغ باهظة وكُلف عالية لتأسيس الأعمال.
اقرأ أيضًا: الدليل الشامل لتفتح مشروع تجاري دون أي نقود!
.
3- تراجع ملحوظ في الهيكلية
سيتيح عالم الأعمال في المستقبل الفرصة للجميع ليكون قائدًا ممّا سيؤدّي إلى تراجع ملحوظ في هيكل
السلّم الوظيفي كما نعرفه اليوم. عالم الأعمال سيزدهر ويتطوّر عن طريق العمل الجماعي والفرق المختلفة،
ولن يكون هناك مكان للمدراء المتشدّدين أو رؤساء العمل التقليديين.
.
4- تركيز أكبر على الصحة العامة
يبدو أنّ بيئات العمل مستقبلاً ستكون صحيّة أكثر ممّا هي عليه الآن. سواءً كان ذلك على مستوى الإضاءة،
توفير أماكن للاسترخاء وأخذ قسط من الراحة، الموسيقى، إمكانية إحضار الحيوانات الأليفة إلى العمل…الخ ألا
يجعلك ذلك متحمّسًا لتجربة العمل في المستقبل!
.
5- وداعا للمكاتب!
من المحتمل أن تختفي المكاتب في عالم الأعمال المستقبلي. لست بحاجة لقضاء ساعات في الطريق
المزدحم كي تصل إلى مكتبك، إذ كلّ ما عليك فعله هو فتح حاسوبك المحمول لتجد مكتبك الافتراضي أمامك.
سيصبح العمل أكثر مرونة بلا شكّ، ويمكنك أداء وظيفتك من أي مكان وفي أيّ وقت!
.
6- الروبوت المساعد
سيصبح جزءا أساسيا من بيئة العمل سيستخدم جميع الموظفين على اختلاف وظائفهم ومناصبهم الروبوتات
المساعدة. لا يعني ذلك بالضرورة أن يكون وراءك آلي يرافقك حيثما ذهبت، فالأمر أبسط من ذلك، وفي
الواقع أنت تستخدم الروبوتات المساعدة الآن… التطبيقات مثل Siri أو Google Assistant جميعها أمثلة
على الروبوت المساعد، وسوف يزداد الاعتماد عليها مستقبلاً في الردّ على الإيميل، أو تنظيم المواعيد، أو
إنشاء قواعد البيانات…الخ.
.
7- عصف ذهني أذكى
سيتغيّر مفهوم الاجتماعات مستقبلاً، بل ربّما قد بدأ بالتغيّر فعلاً، خاصة بعد مافرضته جائحة كوفيد-19 من
قيود ومحدّدات على التجمّعات. فقد أصبحت الكثير من اجتماعات العمل تُعقد افتراضيًا من خلال تطبيقات
مثل Zoom أو Microsoft Teams…الخ. وسيزداد استخدام هذه التقنيات لعقد اجتماعات مع الموظفين في
مختلف أنحاء العالم، ممّا يتيح الفرصة لتشارك الأفكار ولعصفٍ ذهني على نطاق أوسع وأذكى.
.
8- نشاطات خارجية افتراضية
يبدو أنّ العالم الافتراضي سيسيطر على مستقبلنا، فحتى اللقاءات غير الرسمية، وأمسيات التسلية مع زملاء
العمل، يبدو أنّها ستتمّ عن طريق تقنيات الواقع الافتراضي Virtual Reality والواقعِ الافتراضي المعزّز
Augmented Reality. وهو أمر لا غرابة فيه، لأنّ سوق العمل المستقبلي لن يكون محليًا وإنما عالميًا،
وزملاؤك في العمل لن يقتصروا على أشخاص من نفس بلدك، بل سيكونون من جميع أنحاء العالم،
فالطريقةُ الأمثل للقاء إذن وقضاء بعض الوقت معًا للتسلية والمرح ستكون عن طريق هذه التقنيات.
.
ماذا عن وظائف المستقبل؟
أجريت الكثير من البحوث والدراسات في هذا المجال، سعيًا للتعرّف على أهمّ الوظائف التي سيزدادُ الطلب
عليها مستقبلاً، وأيّها سيتراجع أو يختفي خلال السنوات القليلة المقبلة.
.
المقابلات الوظيفية المستقبلية
التطوّر التكنولوجي لن يؤثر فقط على الوظائف والأدوار الوظيفية أو بيئة العمل، بل سيطالُ أيضًا العملية
التوظيفية وإجراءاتها. في يومنا هذا، يتفق كلّ من مدراء التوظيف وكذلك الباحثين عن عمل على أنّ المقابلات
الشخصية ليست السبيل الأمثل للعثور على المرشّح الأفضل للوظيفة. إذ يعتمد مدراء التوظيف على
معلومات ذاتية (تمّ تقديمها من قبل المتقدّم) لاتخاذ قراراتهم، وهو ما قد لا يكون دقيقًا بما فيه الكفاية. لذا،
وبحسب مقال نُشر في مجلّة والستريت، فإنّ المقابلات الوظيفية المستقبلية ستختلف اختلافًا تامًّا عما هي
عليه اليوم، وفيما يلي بعض من مظاهر هذا التغيّر:
.
1- وداعا للسيرة الذاتية وأهلا بتقنية تنميط الشخصية!
يبدو أن السيرة الذاتية ستختفي مستقبلاً، وسيكون الاعتماد أكبر على ما يُعرف بتنميط الشخصية أو
الـ Personality Profiling. بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونظرًا للاهتمام المتزايد بالمهارات الناعمة،
سيلجأ أرباب العمل ومدراء التوظيف مستقبلاً لتوظيفِ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في بناء اختبارات
شخصية تحدّد سمات المتقدّمين لوظيفة معيّنة، وبالتالي تقرير ما إذا كان الشخص مناسبًا حقًا لهذا
الشاغر أم لا.
.
2- نظام نقاط للمهارات
مع تزايد التركيز على المهارات المختلفة اللازمة للنجاح في أيّ وظيفة، سيصبح في وسع مدراء التوظيف
تسجيل نقاط للمهارات المختلفة التي يمتلكها المتقدّمون. هذا الأمر بالطبع لن يكون بناءً على ما يقوله
المتقدّم أو يزعم امتلاكه من مهارات، وإنّما سيتمّ بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا التي ستحدّد
نوع المهارة التي يمتلكها الفرد من خلال النصّ الذي يكتبه المتقدّم.
.
3- تقييم الأداء
من خلال الواقع الافتراضي وهي تقنية قد بدأت بعض الشركات باستخدامها بالفعل، حيث يتمّ تقييم أداء
الموظفين وتدريبهم واختبار مهاراتهم من خلال استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزّز.
.
4- العقل السليم في الوظيفة السليمة!
مستقبلاً، سيتمّ استخدام التكنولوجيا الصحيّة القابلة للارتداء، في تحديد الشخص المناسب للوظيفة من
جميع النواحي وخاصّة من الناحية الفكرية…نعم سيتمّ فحص دماغك للتأكد من أنّك حقًا مناسب لأداء
هذه الوظيفة كما يجب!