استراتيجية العينة المجانية.. هل يمكنك التبرع بمنتجاتك؟
16 سبتمبر، 2019ما هي شفرة نجاح المؤسسات ؟
16 سبتمبر، 2019
إن طرق الحفاظ على الثروة أمرٌ من الأهمية بمكان، ليس للأغنياء وحدهم، بل إن الفقراء إليه أحوج؛ فمن كانت موارده أقل، فهو بحاجة إلى معرفة
الطرق اللازمة للحفاظ على هذه الموارد، واستغلالها الاستغلال الأمثل، وهو ما سنحاول بيانه في هذا المقال.
.
اقتن الثمين!
اقتناء الأشياء باهظة الثمن، عالية الجودة أمر لم يعتد عليه كثير من الناس؛ فكل الموروثات والعادات التي تربى عليها هؤلاء الناس تقول عكس ذلك، لكن
لو فكرنا في الأمر قليلاً لوجدنا أن الأشياء زهيدة الثمن أكثر إهدارًا للثروة من الأشياء القيّمة ذات السعر المرتفع.
فعندما يذهب المرء لشراء سلعة رخيصة الثمن، فإنه سيبدو أولاً بمظهر سيئ (إذا كانت هذه السلعة تخص الملبس)، وسيحتاج إلى الشراء على فترات
قصيرة؛ لسرعة تلف سلعته رديئة الجودة، زهيدة الثمن.
فلنتصور أن رجلاً اشترى قميصًا ذا قيمة عالية، وباهظ السعر، فما الذي سيحدث؟ سيدوم معه هذا القميص لفترة أطول، وسيحتفظ بألوانه كذلك، ناهيك
عن أنه سيظهر كرجل متأنق، ذي طلعة حسنة، وملبس جيد.
هذه هي الفكرة الأساسية، وهي، بالطبع، لا تخص الثياب وحدها، بل إنها تشمل كل شيء بداية من الطعام وحتى شراء المنزل أو السيارة.
ولعل هذه العادة (اقتناء الثمين من الأشياء) لها منافع اجتماعية شتى؛ فلو عممنا فكرة عالم الاجتماع الراحل جي ديبور؛ والذاهبة إلى أن المجتمع، في
الحقبة الراهنة، أمسى “مجتمع فُرجة”، أي أن الناس يُقيّمون بعضهم البعض بالمظهر، كمختبر أوليّ للشخصية؛ لاكتشفنا أن ما نرتديه، وما نقتنيه
(أيًا كان نوع هذا المُقتنى) سيكسبنا احترام الآخرين وتعاطفهم.
وهذه الفائدة ذات أهمية كبرى في عالم المال والأعمال، فتخيل أنك ذاهب إلى مقابلة عمل، أو عقد صفقة، ولكنك تبدو بمظهر سيئ، فهل تتصور أن
أمورك ستسير على ما يرام؟!
إن الإقبال على الأشياء زهيدة الثمن، رديئة الجودة لا يعني شيئًا سوى إهدار الثروة، وبذلها فيما لا طائل منه، على الرغم من أن هدفنا يكون عكس ذلك،
لكن “سطوة العادات” هي التي تدفعنا إلى التفكير وفقًا لهذا المنطق غير المنطقي!
.
لا تُنفق على ما لم يحن وقته بعد:
أفضل طريقة لتطبيق هذه الاستراتيجية المطروحة هنا: ألا تشتر شيئًا اليوم من أموال الغد، فإنك إن فعلت فهذا يعني أن مالك (المُدخر أو المستقبلي)
غير مجدٍ لا الآن ولا في الغد.
ولكي تتجنب هذا الإنفاق الكثيف؛ يجب عليك أن تحدد ما تريده بدقة كل يوم، وتضع ميزانية صارمة لذلك، ولا تتجاوزها أبدًا، بل لا بد من أن تُخصص
جزءًا من مدخراتك المستقبلية للأمور الطارئة أو الظروف المستحدثة، وتجنب دائمًا المبالغة في تقدير مواردك، فما فائدة عدّ دجاج لا يبيض؟!
والأمر المهم في هذه المسألة أن تفكر في الغد أكثر مما تفكر في اليوم؛ فهذا اليوم بكل متطلباته ومتعلقاته مر أو بالأحرى من الممكن التعامل معه، طالما
أن ظروفه ومعالمه تحددت معالمها، أما الغد فهو ذاك الذي لم يكن بعد، والذي لا نعرف ماذا يخبئ لنا، وهو ما يجب أن نُعد له العُدة.
.
الادخار.. خطة للشيخوخة:
قبل أن تصل لمرحلة الشيخوخة، والتوقف عن كسب المال، تأكد من أن لديك ما يكفي من المدخرات لتحيا حياة كريمة، وهذه المرحلة، بالذات، هي التي
تحتم عليك الادخار، وهي، أيضًا، ما يجب أن تتمتع بأموالك خلالها كما ينبغي.
إن هناك الكثير من الأسباب التي تحملك على تنحية بعض الأموال لمرحلة الشيخوخة تحديدًا، فأولًا أنت فاقد القدرة على الكسب، فكيف ستعيش إذا لم
تكن ادخرت ما يكفي من المال، أم تُراك ستعتمد على المعاش الذي قد لا يفي بربع احتياجاتك؟!
وثانيًا: كلما تقدم بك العمر ضعفت صحتك، وتعطلت أعضاء جسدك، وهو الأمر الذي يعني حاجتك للتردد على الأطباء كثيرًا، وإنفاق الكثير من الأموال
على ذلك.
ناهيك عن أن الادخار للشيخوخة سيحفظ ماء وجهك من استجداء بعض المعارف والأقارب، كما أنه سيضمن لك مستوى المعيشة الذي اعتدت عليه
عندما كنت شابًا.
.
خلاصة:
تتطلب طرق الحفاظ على الثروة تغييرًا في بعض العادات، والتخلص من بعضها، واتباع بعض الطرق والعادات الأخرى، وقد يحتاج هذا إلى نوع من
التدريب في بداية الأمر، لكنه سيكون مجديًا فيما بعد.