نظام الأجور والكفاءة.. كيف تُوسّع نطاق الرواتب؟
4 نوفمبر، 2019ماذا تعرف عن الشراء الأخضر ؟
4 نوفمبر، 2019
الاسم: توم زاكي
السن: 37 عامًا
الجنسية: مجري
اسم الشركة: تيرا سيكل TerraCycle
الحالة الاجتماعية: متزوج
كانت نجاته من كارثة تشرنوبل، دافعًا لتأسيس شركة تيرا سيكل لجمع المخلفات، وإعادة تصنيعها لمنتجات جديدة، والتي كانت سببًا في انضمام رائد
الأعمال المجري توم زاكي لقائمة فوربس للشباب المؤثرين عالميًا، فكيف حول محنة تشرنوبل إلى منحة يستفيد منها الجميع؟
.
النشأة
وُلد توم زاكي يوم 14 يناير عام 1982، بمدينة بوادبست بالمجر، لوالدين يعملان بمجال الطب، لكنه ترعرع في كندا، بعد أن قررت أسرته الهجرة إليها
عقب كارثة تشرنوبل عام 1987.
التحق زاكي بالمدرسة الثانوية في كندا، ثم التحق بجامعة برينستون الأمريكية لدراسة الاقتصاد، ثم قرر تركها عام 2001؛ من أجل تأسيس شركته
“تيرا سيكل” TerraCycle، لجمع النفايات، بالتعاون مع جون باير.
.
تأسيس تيرا سيكل
استهدف زاكي من تأسيس تيرا سيكل، إبقاء النفايات بعيدًا عن مكبّات القمامة والمحارق؛ كونها تطلق انبعاثات كربون تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي عام 2002، اشترت الشركة نظام تسميدٍ مستمرًا بنحو 20 ألف دولار- اخترعه هاري ويندل من جينزفيل بولاية فلوريدا- ينقل النفايات العضوية
ويعالجها بواسطة الديدان الموجودة بالأسمدة، بينما كانت – في البداية – قاعات الطعام بجامعة برينستون، أول مصادر النفايات المستخدمة.
.
تمويل عائلي
جاء التمويل الأولي للشركة من عائلة وأصدقاء توم زاكي وجون باير، إضافة إلى جوائز من مسابقات خطة العمل؛ ما جعل الشركة تبرز إعلاميًا، خاصةً
بعدما رفض زاكي فرصة استثمار في مشروع بقيمة مليون دولار، كما استطاع الحصول على تمويل إضافي من بعض مستثمري القطاع الخاص.
بدلًا من الأسمدة النقية، باعت TerraCycle منتجاتها في شكل سائل؛ وذلك بعد أن خلصت إلى أن الأسمدة السائلة يمكن أن يكون لها استقبال أفضل
لدى المستهلك، إضافة إلى مزايا الإنتاج.
.
تطوير الشركة
واصلت تيرا سيكل تسويق منتجات البستنة باسم “النفايات في النفايات”، كما جمعت لها المدارس والمنظمات المحلية زجاجات، مقابل الحصول
على عائدات.
حصلت الشركة على ترخيص من شركة Coca-Cola للمشروبات الغازية؛ لاستخدام زجاجاتها في منتجاتها المختلفة؛ الأمر الذي سارت على خطاه
شركة PepsiCo التي منحتها ترخيصًا لاستخدام زجاجاتها ذات الشكل المميز.
اشترت تيرا سيكل قصرًا مهجورًا؛ لإيواء متدربين داخليين، واستخدامه كمستودع لإنتاج الأسمدة، كما بدأت Home Depot Canada
و Wal-Mart Canada في نشر منتجات الشركة، خلال عامي 2004 و 2005.
في عام 2007، طورت TerraCycle حلول النفايات، وبرامج جمعها، وصمم توم زاكي، منتجات نموذجية للحقائب المصنوعة من الألومنيوم
والبلاستيك. وفي العام ذاته، قرر جون باير؛ الشريك المؤسس للشركة مغادرتها؛ للعمل في شركة أخرى.
في عام 2008، عقدت تيرا سيكل شراكة مع Target؛ لبيع حقائب التسوق البلاستيكية المستهدفة المعاد تدويرها، كأكياس قابلة لإعادة الاستخدام
باسم “reTotes”.
.
انتشار عالمي
افتتحت الشركة بالمملكة المتحدة في سبتمبر عام 2009؛ حيث كان أول سوق لها في أوروبا؛ حتى استطاعت أن تغزو أيرلندا، فرنسا، ألمانيا، هولندا،
بلجيكا، إسبانيا، سويسرا، النمسا، النرويج، السويد والدنمارك.
نجحت برامج TerraCycle حتى الآن في المملكة المتحدة، في تحويل أكثر من 57 مليون عنصر من نفايات التغليف من المكب- حوالي وزن طائرة
ضخمة – بينما تكسب أكثر من 744 ألف جنيه إسترليني، تعود إلى المدارس، والجمعيات الخيرية، والمنظمات غير الهادفة للربح.
لم ينصب اهتمام زاكي، على الحفاظ على البيئة فقط، بل أطلق مشروعه لتحقيق الأرباح منذ عام 2011، بعد قيامه بإعادة تصنيع النفايات، وبيعها مرة
أخرى، كمواد جديدة كليًا.
بحلول عام 2012، اهتمت الشركة بأغلفة الحلوى، والزجاجات البلاستيكية، إضافة إلى أعقاب السجائر، كما صنَّعت أكر من 1500 منتج، بداية من
حقائب الظهر إلى رشاشات المياه؛ وذلك بتوفيرها في أكبر المتاجر، وعبر الإنترنت.
.
مشاركة دولية
يقوم عمل شركة تيرا سيكل على إشراك العامة في جمع النفايات؛ إذ يقوم حوالي 40 مليون شخص في 22 بلدًا، بجمع النفايات، مقابل الحصول على
نقاط، يمكن استبدالها بمساهمات خيرية، أو شراء منتجات.
تعمل الشركة على بيع الصناديق التي يستعين بها الأفراد أو الشركات، لوضع النفايات بها، وتُسمّى بـ “مجمّعات”؛ حيث تعتني بتحويل النفايات إلى
منتجات عصرية جديدة تمامًا.
يقول توم زاكي: ” أستمد الإلهام من الابتكارات العالمية الملائمة للبيئة، فعملية جمع النفايات تعلّم الناس التأثيرات الضارة للنفايات على البيئة”.
شارك زاكي في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، والقمة العالمية لريادة الأعمال التي أقيمت بمراكش المغربية عام 2014.
.
الدروس المستفادة:
التفكير خارج الصندوق: يستغل رائد الأعمال البيئة المحيطة؛ لإطلاق مشروعات تستفيد من الوضع القائم؛ لذا استغل زاكي كارثة تشرنوبل لإطلاق
شركته، التي حققت الانتشار والنجاح.
تطوير العمل: يجب تطوير العمل وفقًا للاستراتيجية الموضوعة منذ بداية انطلاق الشركة، ثم تنميتها من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
المسؤولية الاجتماعية: لم ينصب اهتمام زاكي، على الحفاظ على البيئة فقط، بل أيضًا لتحقيق الأرباح.