أيهما أفضل.. تأسيس شركة جديدة أم شراء مشروع قائم؟
28 مارس، 201910 علامات تعني أن مديرك يريدك أن تستقيل .. انتبه لها .
31 مارس، 2019تعد شركة سيارات جيلي من كبرى شركات صناعة السيارات في الصين، بعدما حققت نجاحاً مدهشاً على مدار السنوات الأخيرة، وباتت منافسًا لكبرى
العلامات الشهيرة، والتي زادت من توسعها في الخارج بالاستحواذ على شركات عالمية مثل “فولفو” وامتلكت حصة في “دايملر”.
ويرجع الفضل في نجاح جيلي إلى الإدارة الذكية والطموحة لمؤسسها الملياردير لي شوفو، البالغ من العمر 54 عاما الذي استهل حياته ابنا لمزارع في
مقاطعة تشيجيانغ الصينية، وعمل مصورا للسياح الأجانب في شبابه، قبل ادخاره مبلغا فتح به متجر كاميرات حقق نجاحاً كبيراً، وهو ما ساعده في
تأسيس مصنع صغير لإنتاج قطع الثلاجات بمساعدة قرض من أسرته، وقد دفعه فشله في العديد من الأنشطة التجارية إلى الانتقال لصناعة السيارات.
وعرف عن شوفو حبه للسيارات منذ الصغر فصمم أول نموذج مصغر له (لعبة) استلهمه من سيارات العلم الأحمر التي كان يشاهدها عند المطار
العسكري القريب من بلدته، وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس في الهندسة الإدارية من جامعة هاربين للعلوم والتكنولوجيا، ودرجة الماجستير في
الهندسة الميكانيكية من جامعة يانشان أسس شوفو شركة “جيلي”، والتي تعني في اللغة الصينية “محظوظ” (بتمويل عائلي)، وركزت في البداية على
إنتاج الثلاجات، ثم على إنتاج الدراجات النارية حتى تحولت نحو إنتاج السيارات الحقيقية.
.
وكانت البداية الحقيقية لجيلي سيارة مقلدة لدايهاتسو شاريد، والتي تم الترويج لها في الصين بالاسم التجاري تيانجين تشيالي، بنجاح مبهر آنذاك لكونها
عملية ومناسبة في السعر للسوق الصيني. لكن الرجل لم يكن راضيًا عن هذا النموذج وقرر حظر بيعه.
.
وبعد إطلاق سيارته الأولى بنجاح فكر “شوفو” جديًا في شراء “فولفو” من “فورد موتور”، ورغم فشل الصفقة في البداية لكن الشركة الصينية
استحوذت في النهاية، على “فولفو” مقابل 1.5 مليار دولار تقريبًا، وخاضت غمار معركة طويلة لإحداث تحول إيجابي في أعمال الشركة السويدية
للسيارات الفاخرة، بعدها أصبح لي شوفو الرئيس غير المتوقع لفولفو وأنقذها من الاضطرابات التي كانت تعصف بها آنذاك ودشن مرحلة تغير عميقة
للصانعة السويدية، حيث قفزت مبيعاتها السنوية بحوالي ربع مليون سيارة إضافية تحت الإدارة الناجحة والدعم المالي لجيلي.
.
ولم تكتف جيلي بهذا، بل استحوذت على شركة تاكسي لندن، ثم شراؤها حصة 49% من بروتون، شركة السيارات الأكبر في ماليزيا، كجزء من خطتها
للتوسع في السوق الآسيوي، وقد صاحبت هذه الصفقة الاستحواذ على لوتس البريطانية، والتي تتخصص في سيارات الأداء الفاخرة.. وفي عام 2017،
اشترت جيلي شركة تيرافوجيا الأمريكية، والتي تركز على تحقيق حلم السيارات الطائرة، وهو ما يوضح التفكير المستقبلي الواضح لجيلي ورئيسها
لي شوفو.
.
وبعد تاكسي لندن واصلت جيلي بقيادة لي شوفو توسعها وحضورها ونجحت في الاستحواذ على حصة نسبتها 10% في صناعة السيارات والشاحنات
الألمانية “دايملر”، والتي تمتلك “مرسيدس بنز” التي كان “شوفو” عاشقاً لسياراتها، لدرجة قيامه بأخذ سيارة مرسيدس وتفكيكها ثم إضافة منصة
ومحرك وناقل حركة من Hongqi ، لتصبح هذه أول سيارة يقوم مؤسس جيلي بتصنيعها بنفسه أو بالأحرى تجميعها، والتفاخر بها في شوارع
تشيجيانغ.
.
والآن تعتبر شركة سيارات “جيلي” واحدة من أكبر صانعات السيارات غير الحكومية في الصين وتصل قيمتها السوقية إلى نحو 27 مليار دولار في
بورصة هونج كونج، ويعمل بها قرابة 42 ألف موظف، وتتجاوز مبيعاتها السنوية 13 مليار دولار، أما صاحبها ومؤسسها “شوفو” فبلغت ثروته الحالية
15.6 مليار دولار، ما يجعله عاشر أغنى شخص في الصين.