فن اتخاذ القرارات الصائبة
10 فبراير، 2020الجمهور المزيف ومواقع التواصل.. تجنب الوقوع في الفخ
10 فبراير، 2020
لا يولد الإبداع مع فطرة الإنسانية لدى البشر؛ لذا فعند امتلاك الشركات مهارات الموظف المبدع بين كادرها الوظيفي، فعليها أن تعمل جاهدة للإبقاء
عليه؛ كونه أداتها الأقوى التي تعبر بها نحو بر الأمان في ظل المنافسة الشرسة التي يشهدها سوق الأعمال.
يدخر الموظف المبدع مهاراته الكبيرة لذاته، فهو الشخص الأناني الذي قد يكون مدمنًا للعمل أو workaholic، ويعشق هذا النوع من الأشخاص قدراته
الخاصة في التعامل مع الآخرين؛ فقد يكون الأذكى اجتماعيًا، وقد يكون الأغبى؛ فلا يعلم أحد الحقيقة سواه.
ويعد الموظف المبدع من الشخصيات التي ترتدي قناعًا دائمًا للوقار، والعقل الراجح؛ بل إنه يثير علامات استفهام على قدرته على التطوُر في العمل؛
حيث يتدرج في الوظائف الواحدة تلو الأخرى، دون أن يلتفت إلى الخلف؛ بل يأخذ عصارة تجاربه في جعبته أينما ذهب، دون أن يبخل بوقته، أو مجهوده
على تطوير ذاته.
.
إنجازات حقيقية
يجيد هذا النوع من الموظفين الحديث عن ذاته المجردة من رتوش الإنجازات الوهمية؛ فهدفه ليس التملق، بل يعبّر بكل وضوح عن وجهة نظره السديدة؛
إذ يتحدث بلباقة دون أن يفهم الآخرون كلماته جيدًا؛ ما قد يمنحه هيبة لم يسع إليها.
ليس العقل المنير هو الذي يسلط الضوء عليه، بل جنونه الخفي هو ما يرشده إلى الأساليب السليمة، سواء في العمل بمفرده، أو ضمن فريق، رغم كونه
المخادع الأكبر في الفريق؛ حيث يبحث عن ذاته، وتنمية قدراته الإبداعية حسب كل شيء وأي شيء؛ فلا تنس أنه “الأناني”؛ كما سبق وذكرنا.
يشغل تفكير ذلك الأناني راحة الآخرين؛ ما يعد غريبًا للغاية، ومحيرًا للجميع، فيصبح التساؤل الأهم : هل يكترث بك؟، أم يكترث بنفسه؟!
تتمثّل الإجابة عن هذا السؤال في الاهتمام بالآخرين، الذي يجعله يُنمّي مشاعره على نحو أفضل؛ ما ينعكس على عمله، فتزداد إنتاجيته؛ لذا يكون
إنسانًا أفضل بمعنى الكلمة.
نعم. يعشق ذاته إلى هذا الحد، ويفخر بإبداعه، رغم عدم إشادته بنفسه، أو ثقته التي تتزعزع مع بلوغ كل هدف، والمضي قدمًا نحو آخر، فيتعلّم أدق
التفاصيل بكل حواسه، ثم يثريها بالحب، الصدق، والشغف.
يعي جيدًا أنه جزء من عملية أكبر تتخطى العمل؛ وهي دائرة الحياة؛ ما يجعله تارة حزينًا، وأخرى فرحًا، لكنه يستمتع بإظهار جوانب بسيطة من جنونه
الخفي أمام زملائه دون أن يلاحظوه؛ ما يؤكد له أن الحياة مجرد لعبة يكتب قصتها بأنامله، ويرسم بإبداعاته أعظم لوحاتها؛ حتى وإن احتفظ
لنفسه بأروعها.
.
فلسفة خاصة
يسعى المبدع دائمًا إلى التعامل مع العمل على هيئة فرص متتالية؛ فهو من يوفرها، كما يقول الحقيقة دائمًا، ويتبع فلسفته الخاصة في اتخاذ كل القرارات.
يصلح هذا الموظف للإدارة، والقيادة؛ إذ يعمل على تطوير قدراته دائمًا وصقل خبراته، فهو يعشق الاكتشاف الذي يرى الألوان بين الظلام، إلا أنه
يصاب بالإجهاد، كما تعتريه خيبة أمل، خاصة عندما يدرك أن بقية الموظفين ليسوا على القدر ذاته من الصدق، الشغف، الإبداع، والإنسانية.
ويُعد الخطأ الأكبر في حياة المبدع هو عمله في إطار وظيفي؛ فتلك العقلية تتبنى كثيرًا من القواعد، وتكسرها فيما بعد؛ ما يجعله مقدرًا للحرية، ويعلم
كل الطرق إليها، وعليه أن يؤسس شركته الخاصة، لكن العمل داخل شركة، يتطلب الحفاظ عليه؛ للاستفادة من خبراته.