ثقافة الثراء.. اعرف قواعد لعبة المال
31 ديسمبر، 2019أتمتة الأعمال وتنظيم الوقت
1 يناير، 2020
مهما تعددت أنماط بيئات العمل؛ إلا أنها تتفق في الكثير من الأحيان عندما يتواجد فيها أنواع معينة من الموظفين. ويبقى قناع الموظف المهرج مثاليًا
للإنسان الذي يرغب في وضع المسافات والحدود في التعامل مع الآخرين، بأسلوب مرح.
.
قناع الموظف المهرج
عندما تستمتع إلى كلمة مهرج فإن أول ما قد يخطر ببالك هو “الجوكر”. نعم؛ هل تذكرته الآن؟ ذلك الزميل الذي يجلس وحيدًا في نهاية غرفة حدّد بنفسه
أركانها، لا أحد يعلم من هو، إنه “فلان” وهذا كل شيء.
عقب أيام من اختيار الابتعاد وربما الانعزال عن باقي فريق العمل، يبدأ هذا النوع من الموظفين في الظهور من جديد؛ لكن بحُلة جديدة، يُخفي ذاته
الحقيقية، عن طريق ارتداء قناع الموظف المهرج الذي يضحك كثيرًا، ويتحدّث مع الجميع بكلمات ساخرة، قد تصيبهم بنوبات من الضحك اللا إرادي.
ويظل السؤال قائمًا بين زملائه عن هويته الأصلية، كينونته، أصوله التي شكّلت شخصيته الخفية، ويبقى محيرًا _للبعض_ من الصعب أن يفك ألغازه
أمام كل من يفكر في الاقتراب منه.
.
شخصية استثنائية
لم يقع جوكر المؤسسات والشركات العملية في نفايات كيميائية حوّلت جلده إلى اللون الأبيض، أو شعره إلى اللون الأخضر؛ بل إنه تصدّى لنفايات الحياة
وبقايا مخلّفاتها الصعبة، فضلاً عن العديد من التحديات التي جعلته تارة يجلس وحيدًا يستمتع بآلامه الشخصية، ويستمع إلى روايات الذكريات الدامية،
وأخرى تتحوّل دموعه إلى ضحكات عالية.
لا يُعتبر هذا النوع من الموظفين لغزًا محيرًا سوى لأصحاب العقول غير المستنيرة، فسؤالهم الدائم عن غرابته ينبع من اقتناعهم بأنهم على دراية تامة
بمن حولهم، وهو الأمر الخاطئ في الإجمال؛ إذ إن الإنسان يكتشف ذاته مع مرور الوقت؛ فكيف للآخرين أن يعلموا عنه كل شيء، أو يتفهموا دوافعه،
أو يخبرونه بالأمور التي عليه فعلها!
إن الصورة الأولية لذلك الشخص المهرج تتغيّر في عيون زملائه، فهناك من يراه حسن السلوك، وآخر يحاول أن يأمن شره، هناك من يراه لطيفًا، وآخر
يعتبره مريضًا؛ لكن حقيقته لا تتمثّل في السيكوباتية الذكية التي تمتلك حسًا فكاهيًا ساديًا؛ بل إنه الإنسان الذي اختار أن يُعبّر عن آلامه، وأحزانه بطريقة
مختلفة لا يعتادها الآخرون، وقد لا ترى الدموع الخفية التي يذرفها علانية.
ينشر هذا الموظف فكاهته التي يعتاد عليها الآخرون بسهولة، بل يترقبون تصرفاته غريبة الأطوار أحيانًا؛ إلا أنه بالتعمق فيه أكثر، ستجد أنه يقول رأيه
بصراحة لائقة وانتقاء جيد للكلمات مع طابع ساخر، وكلما ضحك الآخرون على نكاته أو أسلوبه الهزلي؛ فإنه يغرس خنجرًا في قلبه، ويجدد موعده مع
الأحزان وجهًا لوجه بصفة يومية؛ بفضل ذكريات لن تعود، آمال غير محققة، وفقدان الشغف الدائم.
.
كيفية التعامل معه في العمل
غالبًا ما يُعتبر هذا النوع من الموظفين من الأكفاء، بل أكثرهم ذكاءً وفطنة، فهو يعلم نقاط ضعف الجميع وقوتهم أيضًا، قد يكون مخادعًا بعض الشيء،
إلا أن السلبية الوحيدة لديه تتمثّل في تعلُق الآخرين به، ففي حالة ابتعاده؛ فإنه السخرية الغائبة، وهو الأمر المؤلم في الواقع؛ فجميع من حوله يلبّي رغبته
الخاصة عند التعامل معه، ولا أحد يعتبره رفيقًا أو صديقًا، أو زميلاً فعالاً بغيابه، يفتقد العمل لركن مهم من أبرز أركانه.
وبالنسبة لأجواء العمل، فإن الشركات الناجحة تعتبر في أمس الحاجة إلى الموظف الذكي، وهذا النوع يصبح عُرضة للمرور العابر _للأسف_ بين
جدارنها، وهنا؛ يجب أن تتمكن إدارة الموارد البشرية من احتضان المواهب، وعدم فرض السيطرة الفكرية عليهم؛ فالنجاح يرتبط بشكل وثيق بهم، وقد
تكتب ضحكته العابرة قصصًا ملهمة للحياة؛ لذا لا تحاول حتى أن تفهمه، إلا في حالة ترحيبه لك في باحة عقله، الذي يخلب الألباب.