كيف تكون أكثر إنتاجية في ساعة عملك الأولى؟
15 ديسمبر، 2019أساليب الإدارة الحديثة وطريقة نمو الشركات الناشئة
15 ديسمبر، 2019
الاسم: ما هواتينج
السن: 48 عامًا
الجنسية: صيني
اسم الشركة: تينسنت
الثروة: 38 مليار دولار
الحالة الاجتماعية: متزوج
عشق التكنولوجيا مبكرًا، إلا أنه جذب أنظار العالم إلى خجله من الأضواء؛ ما جعلهم في فضول أكبر للتعرٌف على مسيرة “ما هواتينج”؛ مؤسس شركة
تينسنت العالمية، والتي سحبت البساط من عملاق وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فكيف كانت قصة نجاحه؟
.
الوظيفة الأولى
وُلد ما هواتينج بمقاطعة شاويانج الصينية في 29 أكتوبر عام 1971، واعتاد أن يذهب مع والده للعمل في مدينة شينزين؛ ما عزز لديه من روح المثابرة،
والاجتهاد منذ الصغر.
التحق ما هواتينج بجامعة شينزين عام 1989 ليدرس علوم الحاسب الآلي، وتخرّج فيها عام 1993، ليعمل بشركة تنمية الاتصالات الصينية
China Motion Telecom Development، المعنية بتوريد خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية والمنتجات؛ حيث كان مسؤولًا عن تطوير
برامج لأجهزة الاستدعاء، مقابل 176 دولارًا شهريًا.
تطوّر هواتينج في عمله؛ حتى التحق بشركة Shenzhen Runxun للاتصالات، بقسم البحث والتطوير لخدمات الاتصال عبر الإنترنت.
لم يفكّر هواتينج كثيرًا في الأمر، قبل انطلاقه إلى عالم الابتكار؛ إذ علم جيدًا أن الطريق الصحيح للنجاح يمكن في اتباع حدسه، وكتابة خطواته الخاصة،
معتمدًا على شغفه بالفكر الريادي، وإثبات الذات.
.
إطلاق تينسنت في الأسواق
عقب 5 سنوات فقط من التخرٌج؛ أي في نوفمبر عام 1998، شارك هواتيج 4 من زملائه في تأسيس شركة “تينسنت” Tencent، مطلقًا برنامج
OICQللرسائل الفورية على الإنترنت، والذي سرعان ما أصبح مشهورًا للغاية، وخلال عام فقط، استطاع جذب أكثر من مليون مستخدم، وأصبح
واحدًا من أهم الخدمات التي تُقدّم في الصين، وأكبرها.
بعد الانتشار الكبير الذي حققته شركة تينسنت، حرص مؤسسوها على تغيير اسم التطبيق الخاص بهم للرسائل الفورية على الإنترنت إلى QQ؛ وذلك
بعد أن وجّهت إحدى الشركات المنافسة إليها، تهمة نسخ المنتجات الغربية، وتعديلها لملاءمة السوق الصيني، علمًا بأن الشركة لم تحقق النجاح المادي
في أول 3 سنوات من إطلاقها.
.
نجاح الشركة
أثبتت “تينسنت” قدرتها على النجاح، وتصدّت لمحاولات الشركات المنافسة للاصطياد في الماء العكر؛ وذلك عندما اشترت شركة
Media South Africa Naspers أسهمًا في الشركة عام 2001، وبعد 3 سنوات، استطاعت إدراجها في البورصة الصينية، معتمدة على
الإعلانات كدخل أساسي لها.
حصلت الشركة على العديد من تراخيص الألعاب العالمية، خلال عامي 2007 و2008، ومن ثم بدأت العمل على تطوير ألعابها الخاصة.
.
تطبيقات المحادثة
في أكتوبر من عام 2010، بدأت بذرة فكرة جديدة تظهر في مختبر “تينسينت” للأبحاث والمشاريع، وفي 21 يناير من عام 2011، أطلقت الشركة
تطبيق الوسائط الاجتماعية Weixin، والذي غُيِّر اسمه إلى “WeChat” عام 2012؛ حيث اعتمد على تقديم خدمة التواصل عبر الهواتف الذكية؛ ما
دفع فريق العمل إلى التطلع نحو غزو السوق العالمية، وبات يستخدمها حاليًا أكثر من مليار مستخدم؛ ما ساهم في زيادة قيمتها السوقية بنسبة كبيرة، لتبلغ
540 مليار دولار.
لا تقتصر خدمة “WeChat” على الرسائل فحسب؛ بل وفرت شبكة تربط بين محركات البحث، والتواصل الاجتماعي، ومنصات الدفع الإلكتروني،
تغلّبت على كل من واتس آب Whatsapp، وفيسبوك ماسنجر Facebook Messanger، بإيرادات بلغت في الربع الثاني من عام 2017،
حوالي 0.9 مليار دولار، ليصبح هو تطبيق المراسلة الأكثر شعبية في الصين.
لجأ الشعب الصيني، إلى استخدام التطبيق كوسيلة للتواصل الاجتماعي، ومشاركة أهم لحظات حياتهم، فضلاً عن الاستماع إلى الموسيقى، واستغلاله
في تقديم معلومات الحساب المصرفي؛ من أجل دفع الفواتير، وطلب السلع والخدمات، وتحويل الأموال إلى المستخدمين، والدفع في المتاجر.
.
الألعاب الإلكترونية
تفرغّت الشركة _التي يمتلك فيها هواتينج 8.6 % من أسهمها _ إلى عالم ألعاب الفيديو، لتربح 10 مليارات دولار، بفضل لعبتيها:
“Clash of Clans” و”Honor of Kings”؛ ما ساهم في تربٌع رئيسها التنفيذي، على صدارة قائمة “Global Rich List” لأثرياء الصين.
وفي عام 2018، طوّرت الشركة، لعبة PlayerUnknown’s Battlegrounds، الشهيرة بـ PUBG، التي اجتاحت العالم .
.
منافسة “علي بابا”
يلُقّب ما هواتينج بـ “المُهر”؛ نسبة إلى ترجمة اسم عائلته بالإنجليزية، والذي يعني “حصانًا”، ويُعد المنافس الأكبر لـ “جاك ما”؛ مؤسس موقع “علي بابا”
الإلكتروني؛ إذ يتبادلان الأدوار باعتلاء عرش أغنى رجال الأعمال بالصين.
وعلى عكس جاك ما؛ الذي يعشق الظهور الإعلامي والسينمائي، يتسم “هواتينج” بالحياء، ويمتنع عن المقابلات التليفزيونية.
تعهّد ما هواتينج بالتبرع بأكثر من ملياري دولار لعدد من القضايا الاجتماعية في الصين، من بينها الرعاية الصحية والتعليم.
وصلت ثروة هواتينج في 2019 إلى 38 مليار دولار، محتلاً المركز العشرين في قائمة فوربس لأثرياء العالم، بينما يواصل حياته في عالم الابتكار،
والتقنيات الحديثة.
.
الدروس المستفادة:
المرونة: يعلم رائد الأعمال أهمية المرونة في التعامل مع متطلبات السوق، ومواكبة احتياجات العملاء.
الأسلوب الفريد: يتسم أسلوب رود الأعمال بالابتكار، وعدم تكرار التجارب؛ إذ يُعد فكرهم مبرمجًا تلقائيًا على إبداع كل ما هو جديد.
الثقة بالنفس: ربما يبتعد رائد الأعمال عن الأضواء؛ إلا أن ثقته بنفسه تساعده في العمل، ومواجهة التحديات .