كنز لرواد الأعمال: خلاصة خبرات “روبرت كيوساكي”
8 ديسمبر، 2019تعرف علي الإنتاج النظيف وفوائده
9 ديسمبر، 2019
لطالما كان الحديث عن لطف رائد الأعمال وقربه من مرؤوسيه، محل جدل لا ينتهي، فالدراسات التي أُجريت في مجال القيادة، تشير إلى أن المهارات
القيادية الرئيسة، تتطلب أن يكون القائد أو رائد الأعمال ودودًا ولطيفًا مع أعضاء فريق العمل؛ ليكسبهم في صفه؛ فنجد منْ يتقلدون مناصب قيادية،
يغيرون من بعض عاداتهم؛ ليكونوا ودودين مع مرؤوسيهم.
وتسعى الدراسات للتأكيد على أنَّه على القادة ورواد الأعمال، إقامة علاقات ودية مع مرؤوسيهم؛ فذلك يحفزهم على العمل بجد وبشكل أفضل؛ كون
الفريق سيعمل من أجل شخص يحبونه.
وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يكون صحيحًا أحيانًا، لكنَّ كونك ودودًا للغاية مع موظفيك، قد يقودك إلى نتائج عكسية، ومشكلات لم تكن في الحسبان.
.
المخاطر المحتملة
إن كنت في بداية المهام القيادية، فكن على دراية بالمخاطر المحتملة التي قد تحدث إذا كان يربطك بفريقك علاقات شخصية؛ فذلك بلا شك سيعيق
الأهداف المهنية؛ إذ لن تستطيع غالبًا أن تقول لهم “لا”، عندما تريد قولها، بل ستتعود على قول “نعم” لتلبية رغبات الجميع.
إنَّ تقلدك منصبًا قياديًا، خطوة للأمام في حياتك المهنية؛ وهي خطوة لا يرى القادة الحقيقيون أنها مجرد خطوة للترقية فقط، بل فرصة أيضًا للابتعاد عن
الفريق؛ لإظهار أنهم مسؤولون؛ وذلك بإنشاء مسافة بينهم وبين فريق العمل بمرور الوقت.
وعلى الرغم من وجود تغيير في العلاقة، خاصةً إذا كانوا جميعهم في فريق واحد، لكن لا ينبغي أن يكون الأمر دراميًا للغاية؛ فإنشاؤك مسافة بشكل
مفاجئ وملحوظ، قد يؤدي إلى قطع الاتصال بينك وبين الفريق؛ ما يعد أمرًا سيئًا.
.
الخطايا السبع
في مقال: “الخطايا السبع للقيادة”- الذي نشر بمجلة Inc -تقول جوردن تريد جولد: “من الخطأ أن تكون ودودًا جدًا مع مرؤوسيك؛ فذلك أمر مخيف؛
إذ يجب ألا تتطلع إلى حل المشاكل التي تنشأ بأن تكون ودودًا للغاية مع الفريق”.
.
النتائج العكسية
وتقول نيكول ليبكين في مقالها المنشور بمجلة Forbes، بعنوان “النتائج العكسية لكونك لطيفًا”: “إذا كنت لطيفًا جدًا، فأنت تخاطر بكونك تقدم قرارات
غير صائبة، قد تؤخر أعمال موظفيك، وقد تصبح قريبًا جدًا منهم على حساب تقديم آراء وتوجيهات صارمة، فالقادة الذين يتمتعون بمهارة القيادة،
يدركون أنَّ عليهم اتخاذ قرارات مصيرية، وأنَّ اتخاذ بعض القرارات قد يعود بالضرر على أعضاء الفريق، إذا كان ودودًا جدًا معهم.
.
تجنب المغامرة
عادةً ما يميل الأشخاص اللطفاء والودودون، إلى تجنب المغامرة؛ لأنهم يفضلون الوئام الاجتماعي، عن خوض تجارب جديدة، أو مواجهة مخاطر، بينما
يدرك القادة أنهم مجبرون على الدخول في مغامرات جديدة، وقد تكون معارك وصراعات، وقد يؤدي الإفراط في تفادي ذلك- كونك قائدًا لطيفًا- إلى
نتائج عكسية أحيانًا، بل قد يسبب مزيدًا من المعاناة والخسائر للقائد ومرؤوسيه.
.
نموذج ميلجرام
في بحث أجراه كل من لوران بييج، وجان ليون بوفوا، وديدييه كوربيت، ودومينيك أوبرلي، ويوهان ليباج، وآرون ديوك، بعنوان “الشخصية تتنبأ بالطاعة
في نموذج ميلجرام”، يكون القادة اللطفاء جدًا، أكثر طاعة وخوفًا. وعندما كرروا تجربة ميلجرام، اكتشفوا أن الأشخاص الذين سجلوا درجات أعلى في
اللطافة، يعانون من ألم الصدمات أكثر ممن أهم أقل لطفًا، فإن كان القائد ودودًا جدًا، كان أكثر عرضة لأن يكون مرؤوسًا ومطيعًا لسلوكيات تضر في
الواقع بالمرؤوسين؛ كونه لا يملك الجرأة على قول “لا”.
عندما ناقش مستخدمو موقع Quora.com هذه الصفة في عام 2014، تحت عنوان: “ما عيوب أن تكون لطيفًا جدًا؟”، جمع موقع
Business Insider، أفضل الإجابات للمستخدمين، فقال أحدهم:” سيبدأ الناس يرونك مملًا.” وقال آخر: “عندما تجد صعوبة في قول لا، سيفترض
الناس أنك تقول “نعم” دائمًا؛ حتى لو قلت لا”، وقال ثالث: ” قد يرى الناس لطفك، علامة ضعف”، وقال رابع: ” كونك لطيفًا، قد يفقدك احترام
الآخرين”.
.
اللباقة والوُد
لا يعني ألا تكون ودودًا، ألا تكون مهذبًا، أو تكون لئيمًا أو بغيضًا أو غريمًا لمرؤوسيك، فعندما يتعلق الأمر بالقيادة، لا يجب أن يكون وُدُّك مع الفريق
من أولوياتك، بل يجب أن تتمتع بمستوى دقيق جدًا من اللباقة والوُد، فإن أتقنته جيدًا، فإنه يضعك على طريق النجاح، وإن تجاوزته حطمك.
كونك متعاطفًا، تهتم بموظفيك شيء، وخوفك من أن تخبر موظفًا لديك بضعف أدائه، شيء آخر، فالقائد الناجح هو من يميز بين الأمرين.
لا تعني كلمة “ودود” أن تقول نعم دائمًا، وألا تقدم رأيك خوفًا من أن تفقد ود فريقك؛ فذلك يقتل الإبداع والموضوعية والمصداقية، ويولد قلة
الاحترام تجاهك.
يجب أن يعود التأثير الإيجابي للطف، عليك كقائد، وعلى المنظمة التي تديرها، وعلى فريقك، فكونك لطيفًا ليس مشكلة إذا كان في إطار من القوة،
والتوازن، والتفاهم.
1 Comment
[…] الهجمات الشخصية خناجر باسم النقد، تغتال فيك القائد ورائد الأعمال، إلا أنها قد تنبهك أيضًا إلى هجمات أكثر […]