أهمية الذكاء العاطفي في إدارة المؤسسات
18 ديسمبر، 2019أيهما أكثر أهمية: الاستراتيجية الصحيحة أم التنفيذ المثالي؟
18 ديسمبر، 2019
رغم ارتكابه جرائم اقتصادية كثيرة، منها التزوير والابتزاز، ما قاده في عام 1980 إلى السجن 8 سنوات، فإن ذلك لم يحبط علي شير عثمانوف، الذي
يحمل الجنسية الروسية، وله أصول أوزباكستانية، بل دفعه للعمل بجد، ليصبح واحداً من أغنى أغنياء روسيا، بل العالم كله، بعدما فاقت ثروته العشرين
مليار دولار، ويشغل منصب المدير العام لشركة “غازبروم إنفست القابضة”، التابعة لشركة “غازبروم” الروسية لإنتاج الغاز الطبيعي، ويملك حصة
كبيرة في نادي أرسنال الإنجليزي، فضلاً عن أعمال ومشاريع أخرى.
.
ولد عثمانوف سنة 1953 في شوست بأوزبكستان، وأمضى المرحلة المبكرة من طفولته في طشقند، ثم انتقل إلى روسيا، ليلتحق بمعهد موسكو للعلاقات
الدولية، وتخرج سنة 1976، ونظرا للتداخلات السياسية التي حصلت إبان تفكك الاتحاد السوفييتي، ونتيجة لمركز والده الذي كان يعمل مدعياً عاماً،
فقد وضع شير عثمانوف في السجن بتهم عدّة، منها التزوير والابتزاز، وقد حُكم عليه بالسجن ثماني سنوات، لكنه نجح بعد سنوات طويلة في إثبات
براءته، بعدما أصدرت المحكمة العليا في جمهورية أوزبكستان، حكماً بإعادة اعتباره وقالت إنه كان ضحية الاضطهاد السياسي.
.
ويقول عثمانوف في مقابلة أجرتها معه صحيفة “تايمز أوف لندن” عام 2007: “الاتهامات كانت باطلة وملفقة، وخسرت 6 سنوات من حياتي،
بسبب الخلافات الداخلية في الاستخبارات الروسية “كيه جي بي”.
خرج عثمانوف من السجن، ولم يكن يملك قرشاً واحداً، لكنه اجتهد وبدأ رحلته في عالم الأعمال، وعمل في إنتاج الأكياس البلاستيكية الرخيصة في
أواخر الثمانينات، واستمر في هذا المجال حتى استطاع أن يكوّن صداقاتٍ عدّة مكّنته من أن يصبح المدير العام لإحدى الشركات الاقتصادية المهمة في
روسيا وهي “ميتالو إنفست” عام 1999 التي ركزت في الأساس على إدارة مجموعة من عمليات الاستحواذ في صناعة التعدين، فباتت تمتلك حصصاً
كبيرة في شركات ضخمة، وأصبحت أكبر منتج لخام الحديد في روسيا.
.
بعدها اتجه إلى شركة “غازبروم القابضة”، التي تهتم بصناعة الحديد الصلب والفولاذ والغاز، وأصبح عضواً في مجلس إدارتها، وخلال فترة قصيرة
أصبح أحد مُلاك الشركة الأساسيين، بعد أن أسهم بخبرته الاقتصادية في سداد ديون الشركة، بصفقة ناجحة جعلته إدارياً وصاحب رأس مالٍ فيها.
لم يكتف عثمانوف بذلك، واتجه إلى سوق الأسهم، حيث اشترى أسهماً في عدد من القنوات التلفزيونية الروسية، فضلاً عن صحيفة إخبارية روسية. ولم
يكن عثمانوف، رجل أعمال ذا طراز قديم، بحيث يركز على الأعمال الصناعية التقليدية الضخمة المحققة للإيرادات، حيث عُدّ من أوائل المستثمرين في
شبكة “فيسبوك” وغيرها من مواقع التواصل، مثل “تويتر” و”زينغا” و”جروابون”.
.
كما كان أحد المستثمرين المغامرين في الرياضة، حيث اشترى حصة نسبتها 14.58% من أسهم نادي “أرسنال إف سي” الإنجليزي لكرة القدم، قبل أن
يرفع حصته إلى 29% عام 2008، بحسب موقع “فيماص إنتربرونيرز”.
عثمانوف السجين سابقاً والملياردير العصامي المقرب من دوائر اتخاذ القرار حالياً، بات صاحب عقلية اقتصادية مستقلة وفريدة، جعلته يصبح من أغنى
سكان الأرض، حيث يملك نحو 7 .14 مليار دولار، ليحتل المركز الـ58 عالمياً في قائمة مجلة “فوربس” لأغنى أغنياء العالم.
وفي عام 2013 قدرت وكالة “بلومبيرغ” ثروة عثمانوف، بـ 6 .19 مليار دولار، ما يجعله يحتل المركز الـ37 في مؤشر الوكالة للأغنياء، وفي مايو
عام 2014،حل عثمانوف في المركز الثاني بقائمة صحيفة “صنداي تايمز” لأغنى الشخصيات في بريطانيا، بثروة تبلغ 65 .10 مليار جنيه إسترليني.