قواعد إدارة مواقع التواصل وتحقيق أهداف الشركات
6 يناير، 2020خطوات المستثمر الذكي لاتخاذ القرارات الصحيحة
7 يناير، 2020
الاسم: سيف الغرير
الجنسية: إماراتي
تاريخ الميلاد: عام 1924
تاريخ الوفاة: 27 أغسطس 2019.
اسم الشركة: مجموعة “الغرير”
لم يكن يعلم أشهر رجال الإعمال الإماراتيين، أنه سيساهم في كتابة تاريخ إمارة دبي، بعد أن كان صيادًا للؤلؤ؛ إذ أصبحت قصته نموذجًا لنجاح رواد
الأعمال، والشغف بالعمل، تلهم الملايين حول العالم، فكيف بدأ الراحل “سيف الغرير” حياته؟
.
نشأته
وُلد سيف أحمد الغرير عام 1924، وكان الأكبر بين إخوته الخمسة، بدأ حياة صعبة منذ الصغر؛ حيث كانت إمارة دبي تعاني من الفقر إبَّان طفولته.
عاشت عائلة سيف الغرير في منزل طيني، واعتادت أن تمضي فصول الصيف الحارة والرطبة في الخيام، وكانت تضطر لتصفية مياه الشرب باستخدام
المناخل؛ للتخلص من الديدان التي كانت تملؤها.
امتلك والده، قوارب عديدة للغوص وصيد اللؤلؤ؛ ما جعله يترعرع على مهنة والده؛ وهي الصيد والتجارة؛ إذ عرف مسالكهما منذ نعومة أظفاره.
.
حب الصيد
في مقتبل عمره، كان “سيف” يمضي شهورًا متواصلة في البحر، يقتات فيها على الأرز، والتمر، والسمك؛ حيث كان هو قبطان القارب والممثل لمالكها،
وكانت أهم واجباته هي الحفاظ على حبات اللؤلؤ؛ فكان يضعها في صناديق خشبية صغيرة داخل المقصورة التي ينام فيها.
تعرضت مهنة الغرير لتهديد قوي خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، بعد أن ظهر اللؤلؤ الاصطناعي في اليابان؛ حيث أصبحت مهنة صيد اللؤلؤ غير
مجدية وغير مربحة؛ ما جعل العائلة تنتقل إلى التجارة.
.
تطوير القوارب
حرصت عائلة الغرير على تطوير قوارب صيد اللؤلؤ الصغيرة؛ حتى تقوم برحلات تستمر لمدة زمنية أطول، وتحمل مواد أثقل.
بدأت العائلة بنقل التمور من العراق إلى إفريقيا، والهند؛ حيث كانوا يعودون منها محملين بالأقمشة والمنسوجات، والأخشاب التي كانت تصنع
منها القوارب.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أضافت العائلة إلى تجارتها عنصر “الذهب”؛ وذلك عندما أصبحت إمارة دبي مركزًا مهمًا لتجارة هذا المعدن الثمين.
احترف سيف الغرير التجارة في سن مبكرة؛ فكان يشتري السمك بكميات كبيرة من منطقة جميرا، ويبيعها في خور دبي إلى طواقم السفن التجارية
الهولندية الراسية هناك، ثم سافر لاحقًا إلى سلطنة عُمان لبيع سمك السردين للسفن التي تبحر عبر مضيق هرمز.
.
تحديات مؤلمة
وبينما كانت دبي تشهد طفرة ونموًا متسارعين في التجارة، لم تكتفِ الحياة بوضع التحديات أمام سيف الغرير، الذي كان على موعد جديد مع المعاناة؛
إذ واجه في إحدى رحلاته إلى الهند، عواصف ورياح قوية، تسببت في اندفاع الأمواج القوية فأصيب بتهيٌج مؤلم في عينه اليُمنى.
عقب وصوله إلى الهند، كانت عينه تؤلمه بشدة. وعندما ذهب إلى الطبيب، صدمه بقرار يجب اتخاذه على الفور؛ وهو فقدان بصره.
قال الغرير عن تلك الحادثة: “عندما وصلنا الهند، كانت عيني تؤلمني بشدة، فذهبت إلى طبيب، فأخبرني بأن زوال الألم، يتطلب فقد إحدى عينيه، فوافقت
بأن يوقف الألم، فمن فضل الله أنني سأخسر عينًا واحدة فقط”.
.
مجموعة الغرير
حرصت العائلة على توسعة أعمالها، بعد أن تخصصت في صيد وتجارة اللؤلؤ خلال العقود الأولى من القرن العشرين؛ ما جعلها تؤسس
“مجموعة الغرير” عام 1960.
جمعت مجموعة الغرير التي أسسها “سيف”، كل الأعمال الخاصة بالعائلة، واستطاع أن يتوسع في عدد كبير من المجالات، بداية من البيع بالتجزئة،
الصناعة، وصولًا إلى العقارات، الأمر الذي لم ينعكس على عمله فقط، بل كان له تأثير على الاقتصاد الإماراتي برمته.
بدأت دبي في الانتفاض من بين رمال الصحراء؛ من خلال استثمارات كبيرة في البنية التحتية؛ ما كان له تأثير إيجابي على عائلة الغرير، خلال
الخمسينيات من القرن الماضي، بعد أن انضمت إلى الإمارات عام 1971.
نشطت تجارة الغرير؛ ما جعل عائلته من المساهمين البارزين في نهضة دبي الحديثة، فكانت المجموعة أول من أسس معملًا للأسمنت في دبي عام
1968، إضافة إلى إنشائها مطاحن للقمح عام 1976، ومعامل لتكرير السكر، ومعامل لصهر الألمونيوم.
أصبحت المجموعة من أقوى القطاعات الاقتصادية في إمارة دبي، بعد أن شيدت مركزًا للتسوق عام 1981.
.
شخصية إدارية
أصبح سيف الغرير واحدًا من أهم وأقدم وأغنى رجال الأعمال الإماراتيين، فتقلد العديد من المناصب؛ إذ كان رئيسًا لمجموعة الغرير، ورئيسًا لكلٍ من
غرفة تجارة وصناعة دبي، واتحاد غرف التجارة والصناعة الإماراتي، كما شغل عدة مناصب إدارية أخرى.
رحل سيف الغرير في 27 أغسطس لعام 2019، بعد مسيرة حياة حافلة بالإنجازات التي لا تؤرخها مجموعته فحسب، بل تكتبها إمارة دبي بحروف
من ذهب.
.
الدروس المستفادة:
الإدارة الجيدة: يجب أن يتمتع رائد الأعمال بصفات قيادية تساعده في إدارة شؤونه بطريقة مثالية، تضمن تحقيق النجاح.
تطوير العمل: تخضع الخطة العملية للشركات والمشروعات إلى عنصر التطوير المستمر، الذي من شأنه أن يعزز من تواجدها بالسوق.
الرضا والقناعة: أبدى سيف رضاه بالقدَر، بعد أن أصيبت عينه اليُمنى، وحرص على رؤية ألوان العالم بعين واحدة.