القائد الخدوم.. بوصلة الإدارة القوية
15 سبتمبر، 2019ما هو الاستثمار الخفي للشركات ؟
16 سبتمبر، 2019
لكل مؤسسة نوعان من الأهداف؛ الأهداف العامة والأهداف التخطيطية، وكل واحد من هذين النوعين يؤدي دورًا معينًا، لكنهما، وإن اختلفا في الطرح
يعملان على الوصول إلى نفس النتائج العامة، وهو ما سنحاول بيانه في هذا المقال.
.
الأهداف كمنارات:
تحدد كل مؤسسة من المؤسسات غاياتها الأساسية، وبعد ذلك، تعمل على صياغة أهدافها العامة Organization Goals، وهي عبارة عن مجموعة
من الجمل التي تحدد التوجهات النوعية، أو الكمية، أو السلوكية التي تبتغي المؤسسة تحقيقها.
وتتسم هذه النوعية من الأهداف بأنها: عامة، غير محددة بوقت زمني محدد، بل يمكن النظر إليها باعتبارها الدستور الداخلي الذي يحكم ويضبط الإيقاع
الداخلي للشركة ككل.
ومن أمثلة هذه الأهداف ما يلي: تحسين صورة الشركة، زيادة فعالية الموارد البشرية.. إلخ. باختصار، إن هذه النوعية من الأهداف بمثابة منارات عامة
على طريق الشركة الطويل.
.
الأهداف أمست أكثر وضوحًا:
لا تكتفي الشركة بوضع أطر وخطوط عامة تضبط سيرها، بل هناك مرحلة تالية لذلك، وهي تلك التي يتم فيها أو خلالها تحويل هذه الرؤى والتصورات
العامة إلى خطط واضحة المعالم والأركان، الأمر الذي يعني الانتقال من مرحلة الأهداف العامة إلى الأهداف التخطيطية.
ويمكن القول إن تحقيق هذه الأهداف التخطيطية هي مهمة أولئك المدراء الذين يسعون إلى توجيه الجهود العامة والجماعية من أجل تحقيق غاية معينة
(هدف تخطيطي).
وهذه النوعية من الأهداف تتميز بأنها قابلة للقياس، ومحددة بدقة، ومرتبطة، في الغالب، بتوقيت زمني محدد.
يشير هذا التحديد إلى حقيقة أنه لا يمكن للإدارة (تلك المعنية بتوجيه السلوك الإنساني داخل المؤسسة) أن تعمل بمعزل عن الأهداف؛ ففي النهاية
هذه الأهداف، بل تحقيقها، هو نتاج جهد تخطيطي متكامل، لكل من في المؤسسة، لكن كلٌ وفق موقعه الوظيفي.
.
هل يمكن السير بلا أهداف؟!
من لم يحدد هدفه فإنه لن يعلم إلى أن يسير، ولا متى يصل، هذا بشكل عام، لكن على صعيد العمل فإن للأهداف أهمية كبرى، ويمكن أن نشير إلى أهمية
الأهداف على النحو التالي:
.
1-توجيه/توحيد الجهد الجماعي:
إذا كانت الأهداف مرسومة ومحددة بدقة، فإنها ستسهل العمل، وستوجه جهود الفريق ناحية وجهة واحدة، وستحافظ، كذلك، على هذه الجهود من التشتت.
.
2- مقاييس للتقييم:
فطالما كان الهدف موضوعًا، فإنه سيتم توزيع المهام وفقًا له، وبالتالي سيكون من السهل قياس كل موظف من الموظفين وفقًا لما أُسند إليه من مهام
ومسؤوليات.
.
3- وسيلة جيدة للرقابة:
وهذه أحد المهام الكبرى للأهداف، فبعدما يتم وضع الهدف يسهل مراقبة مدى قيام كل موظف بما أُوكل إليه من مهام، ومدى الجودة التي يُنتج بها عمله،
ويؤدي بها دوره.
.
المحددات الثلاثة:
تتحدد الأهداف التخطيطية، في الغالب، وفقًا لثلاثة محددات هي: (الكم، النوع، الزمن)؛ ويتم وضع هذه المحددات في الاعتبار حال العمل على صياغة
أهداف المؤسسة، وإذا فُقد واحد من هذه التحديدات لا تُعد الأهداف الناتجة عن هذه العملية أهدافًا تخطيطية، بل ربما تُعتبر أهدافًا عامة.
فالهدف التخطيطي يكون قابلاً للتطبيق، والقياس، ويتم ربط تنفيذه بمدى زمني معين، وهناك من يُقسّم الأهداف، وفقًا للاعتبار الزمني، على النحو التالي:
أهداف طويلة المدى، متوسطة المدى، وقصيرة المدى. أما عن هذه المدة الزمنية فتختلف من مؤسسة لأخرى، وليس هناك قاعدة عامة لهذا التحديد.
.
خاتمة:
إن المؤسسة التي تسير بلا أهداف عامة لا تعرف إلى أين تريد أن تصل، وليس لديها مصباح يضيء طريقها في عالم المنافسة الشرس، وتلك التي تسير
بلا أهداف تخطيطية يعني أنها تخبط خبط عشواء، ولا تدرك كيف تنفذ أهدافها العامة.
وعلى كل حال، وبشكل مجمل، فإنه من الممكن القول إن الأهداف التخطيطية هي أهداف عامة وقد تم تكميمها؛ لتكون قابلة للقياس، والتنفيذ، وليتم
ربطها ببعد زمني.