طرق التمويل متناهي الصغر .. تعرف عليها
22 سبتمبر، 2019معايير الأداء.. هل تسير في الاتجاه الصحيح؟
22 سبتمبر، 2019
تنطوي العملية التخطيطية، سواء كانت لأمر صغير أم عظيم، على الكثير من التداخلات والتي تحكم مسارها بشكل عام، ومن بين هذه التداخلات الفرص
والمخاطر. فكل عملية تخطيط هي مخاطرة، في حد ذاتها، ومحاولة للتغلب على بعض المخاطر كذلك.
وربما تجد نفسك، وأنت في غمرة التفكير في الطريقة المثلى لمواجهة هذه الأخطار المحدقة بك، أمام فرصة ثمينة يمنحك إياها الحظ، الذي يبدو أنه
قرر الوقوف بجوارك في هذه المعضلة التي تعانيها الآن.
لكن هل لك أن تستسلم للمخاطر أو تعتمد على الحظ؟! وما أفضل الطرائق للتعامل مع هذين المعطيين؟ هذا ما سنحاول بسطه في هذا المقال.
.
المخاطر.. طرق للتغلب:
يُعرّف الكاتب والمؤلف جيمس آر. شيرمان؛ المخاطرة بكونها ذاك الاحتمال القابل للقياس في حال التعرض لخسارة أو إصابة أو ضرر أو أي نتيجة
سلبية أخرى.
وجميعنا معرض لهذه المخاطر، مع اختلاف أنواعها وأشكالها، فلا حياة من دون مخاطر، لكن الذي يميز بعضنا عن الآخر هو الطريقة التي نتعاطى بها
مع هذه المخاطر.
فبالنسبة للمرء الفطن تكون كل المخاطر محسوبة، وإنما جاء نعتها بأنها محسوبة من أن هذا الإنسان أو ذاك يتقبلها عن علم ودراية؛ فهو حسِب كل
الاحتمالات الممكنة والتي من الممكن أن تنتج عن مخاطرة بعينها، وبالتالي أعد نفسه لمواجهة كل احتمال على حدة، أو مواجهة هذه الاحتمالات معًا.
إذن، تكمن المهارة الأساسية في مواجهة المخاطر المختلفة في أن نحسب جميع الاحتمالات الممكن حدوثها جراء أداء هذا الفعل أو اتخاذ هذا القرار،
وهنا بالضبط تأتي أهمية التخطيط، فماذا يعني عدّ الاحتمالات الممكنة وتحديد أفضل الطرق معها؟ إنه لا شيء سوى أننا نخطط للمستقبل، ونعد أنفسنا
قبل أن ننشر أشرعتنا للريح.
كل مشروع من المشروعات، بل حتى كل قرار من القرارات، ينطوي على نوع من المخاطرة، لكن لا ينبغي لهذه المخاطر أن تصدنا عما نبغي القيام به،
ولا أن تقف حجر عثرة في طريق تحقيق آمالنا وطموحاتنا، بل علينا أن نلعب الشطرنج معها (المخاطر أعني)، وأن نصر على الانتصار في لعبنا معها.
بهذه الروح يمكن للمرء أن يتغلب على أي خطر كان، طالما كان مستعدًا لكل ما قد يطرحه المستقبل، وطالما مسلحًا باستراتيجية تخطيطية قوية،
وسيناريوهات بديلة طول الوقت.
.
الصُدف.. هل من الممكن أن تعمل لصالحك؟!
الصُدف والحظ أمران لا يمكننا التحكم بهما بطبيعة الحال، فوقع الصدفة خارج عن إرادتنا، والحظ ليس بأيدينا أن نجعله يقاتل معنا من نفس الخندق.
لكن، هل إن تحكمنا في الصُدف سيتحسن الحظ؟ بالطبع هذا ممكن، فكما أن الصُدف حدث خارجي، والتحكم في وقوعها من عدمه ليس من شأننا، لكن
طريقة تعاطينا مع هذه الصدف هي التي تخصنا، والتي يمكننا التحكم فيها.
إذن، رد فعلنا على الصدف المختلفة هو ذاك المفتاح، لكن كيف نعرف أن هذه الطريقة أو تلك هي الأفضل في التعامل مع هذه الصدفة؟
في الواقع، لن نستطيع الإجابة عن هذا السؤال طالما أننا لم نعرف ماذا نريد بالضبط، مرة أخرى، تقودنا الصدف إلى التخطيط؛ فالذي يعرف أين يريد
أن يصل، سيتعامل مع كل الأحداث المفاجئة والطوارئ غير المتوقعة بالطريقة التي تخدم هدفه الذي كان حدده سلفًا.
لا شيء اسمه الحظ، أو، خروجًا من جدل عقيم حول وجود الحظ من عدمه، لا يمكننا الاعتماد على هذا الحظ، لكننا سنتمكن من ضبط إيقاعه إن نحن
تحكمنا في الصُدف المختلف التي قد تفاجئنا أثناء سيرنا في طريق تحقيق أهدافنا.
.
الطوارئ والمرونة.. ضدان صديقان!
كما أنه لا يمكننا التحكم في الفرص والمخاطر ، فإنه، وبالطريقة ذاتها، لا يمكن أن نتحكم في الطوارئ، فهي، كما تحيلنا إلى ذلك دلالتها اللفظية، تطرأ
علينا دون إنذار مسبّق.
يمكن اعتبار هذه الطوارئ هي محاولة لاختبار قدرتنا على مجابهة المجهول، وليست ثمة طريقة للتعامل معها سوى المرونة، أي أن تحسب حساب ما لم
يقع بعد، وإذا وقع كيف تتعامل معه.
إذن، الحل لمواجهة الطوارئ أن تكون متبوعة ومرفقة بخطط مرنة، لكن لا تتصور أن هذه الخطط المخصصة لمواجهة المجهول والطوارئ ستكون
صعبة أو معقدة، فالخطة الاستراتيجية بشكل عام لا يجب أن تكون معقدة، بل كلما كانت بسيطة كانت أقوى.
والآن، هل لك أن تدرك أنه طالما أنك أعددت الخطط اللازمة لمواجهة الطوارئ فلن تكون هناك طوارئ أصلًا؛ فالإعداد المسبق لما لم يحدث، وتحديد
أنسب الطرق للتعامل معه، سيقيك من عنصر المفاجأة؛ فكل ما سيحدث تم الإعداد المسبق له.
وفي النهاية، يمكن القول: إن الفرص والمخاطر وغيرها من العناصر الأخرى التي يشي طابعها المبدئي بخروجها عن التحكم، يمكن التغلب عليها عبر
باب خلفي هو التخطيط وليس غيره، فليكن ذلك منك على بال.