جون بول دي جوريا.. من طفل مشرد إلى ملياردير
23 يوليو، 20197 طرق تسويقية للتغلب على المنافسين
24 يوليو، 2019
أعطهم الأوامر الصارمة، وسينفذونها بالقوة”؛ هكذا يُفكّر المدير النرجسي عندما يتوجب عليه أن يحل المشكلات في العمل، وينشر بأسلوبه طاقة
الغرور، بينما يجد صعوبة في احتواء الآخرين.
يتسم المدير النرجسي بحب عميق للذات، كما يستخف بعقول الآخرين؛ نظرًا لاعتقاده بأنه الشخص الأكثر أحقية بالاهتمام، لأنه الأذكى على الإطلاق،
فهو الأفضل في كل شيء، الأمر الذي يؤثر بالسلب في علاقته بالموظفين الذي يشعرون بأنهم الأقل منه شأنًا، وذلك عكس ما يحتاجه العمل من أجواء
مميزة من التفاهم، والاحترام.
ينتاب المدير النرجسي شعور بالأنانية المفرطة، ولا يرضيه سوى محاولات الربح أو الكسب على حساب الآخرين من الموظفين أو العملاء في بعض
الأوقات؛ لتنفيذ رؤيته الخاطئة فقط.
.
دراسات جديدة
أثبتت الدراسات العالمية أن نسبة 50% من المديرين التنفيذيين معرضون لخطر الإقالة من مناصبهم؛ بسبب طريقة تفكيرهم الخاطئة، وأسلوبهم
النرجسي في التعامل مع الموظفين، وذلك خلال عام ونصف على الأكثر، علمًا بأن ثقافاتهم السلبية تعمل على تعطيل عجلة العمل، وإيقاف النمو؛ ما يؤثر
في حالة الشركة، خاصة الجانب المالي، ووضعها في السوق التنافسية.
ولا شك في أن الإدارة تتضمن تخطيط وتنظيم وتعيين وتوجيه الجهود البشرية؛ لتحقيق الأهداف المُحَدَّدَة والرؤية التي يعتمد عليها رائد الأعمال، فيما يُعد
الإنجاز الأهم هو التناغم بين مجموعة من الأفراد في المنظومة بشكل فعّال، وفي ظل التعريفات المتعددة، تظل الإدارة متمثلة في عنصرين مهمين، وهما:
العنصر البشري، والتخطيط الجيد.
.
المدير النرجسي آفة المؤسسة
وتهدف الإدارة السليمة إلى إنشاء هيكل تنظيمي صحيح داخل المؤسسة، فضلًا عن العلاقات الفعّالة بين السلطة، والمرؤوسين؛ فالنرجسية في الإدارة
شيء يبتعد تمامًا عن مفهومها الدقيق، ويجعل المؤسسة واقعة في فخ إعطاء الأوامر المتكررة، بطريقة متعجرفة، أو ساخرة، تعيق أداء العمل على
أفضل وجه.
وإذا كان العمل بقوة الترهيب، أو التخويف، فإن المدير _في هذه الحالة_ على خطأ؛ حيث إن الاحترام المتبادل، والمحبة المنتشرة بين أفراد الفريق
الواحد هي الأهم، لأن إعطاء الأوامر بطريقة صارمة، لا يفلح سوى مع الجبناء أو الأفراد الذين يحتاجون تأهيلًا عقليًا ونفسيًا، للامتثال للأوامر،
وتنفيذها بدقة.
وغالبًا ما تتسبب نرجسية المدير في تقليل تبادل المعلومات بين أعضاء الفريق، كما تؤثر سلبًا في أداء المجموعة بشكل عام؛ فالنرجسيون لا يصلحون
أن يكونوا قادة، هم فقط يُفَضِلون التصرفات الجريئة التي تؤدي إما إلى انتصارات كبيرة أو إلى خسائر فادحة، وفي الأغلب تكون مقترنة باستبدادية
وأنانية مفرطة، علمًا بأنهم قد يمتلكون “كاريزما” هائلة، وفي هذه الحالة يعاني فريق العمل من الضيق، الحيرة، والضياع، ويتسببون في انهيار المنظمة،
بعد أن قدّموا وعودًا بالتزامات ليس بإمكانهم حلها، كما يضخون الموارد بلا عقلانية، ويستصغرون المصاعب الجمة التي تلاحقهم، وبكل بساطة،
يتجاهلون كل الآراء السلبية والانتقادات التي تواجههم.
ويحمل القائد النرجسي أداءً ذا مخاطر عالية، على عكس المدير المتواضع الذي يحدد أهدافًا وخططًا محددة، يتخذ من خلالها خطوات جريئة
تحقق النجاح.
.
التواضع في الإدارة
أما على الجانب الآخر، فإن الفرد السليم، الذي يعتبر عضوًا مؤثرًا في كيان المؤسسة، وفرعًا مهمًا من فروع شجرة العمل التي تمتد جذورها في أرض
صلبة من تراب الكفاح، لا يخضع للصرامة في إصدار الأوامر، التي تأتي بنتيجة عكسية، لا يحصد من ورائها النجاح، بل هي وسيلة تأكل الأخضر
واليابس، وتنتشر كالنار في الهشيم؛ حتى تقضي على روح التعاون، والأهم أسلوب الفريق الواحد.
وأخيرًا، يعلم المدير المتواضع كيفية خلق بيئة أكثر تعاونية في العمل؛ ما ينعكس إيجابًا على تحسين الأداء العام على المديين القصير والطويل، فضلاً عن
امتلاكه رؤية متوازنة يقدرون بها مساهمات الآخرين، ويشكلون الدوافع السليمة لتحفيزهم على الإنجاز والعمل بشكل أكبر، وهم لا يملون من معرفة
أفكار جديدة، والانفتاح على عالم الآراء من حولهم، فهم دائمًا ما يحولون الطاقة الفردية إلى أعمال جماعية منظمة للصالح العام، وغير مهتمون بالظهور
أو التباهي؛ لأنهم أصحاب عزم قوي.
1 Comment
[…] شخصية مع موظفيك، وحتى لا تقع في فخ القائد المستبد، النرجسي، أو […]