كيف تكون استثنائياً على طريقة مالكوم جلادويل؟
5 فبراير، 2020ميشيل فيريرو.. ملك الشوكولاتة
9 فبراير، 2020
نختم حديثنا حول بعض رجال الأعمال العرب الناجحين، الذين ذكرنا منهم محمود العربي، وأنسي ساويرس من مصر، وعبد الرحمن الجريسي من
السعودية، وراشد الزياني من البحرين، وسعود بهوان من عُمان؛ إذ تتضح الدروس جلية من مسيرة المزيد من هؤلاء الناجحين:
صَالِـــحْ الَراجْــحِـــي.. بدأ حياته التجارية من الصفر، ولم يكن في خلده أن يكون ثراؤه بهذا الحجم! قال: “كنت أعمل في الصباح والمساء وأبيع وأشتري
بمنتجات بسيطة كالمفاتيح والأقفال وبعض الخردوات، فقادني ذلك إلى الإمساك بمفاتيح أحد أكبر الخزائن والبنوك بالسعودية؛ حيث كنت أجلس في إحدى
الساحات بمدينة الرياض لأستبدل العملة؛ إذ كان الناس يتهافتون عليَّ للصرافة البسيطة جدًا”.
وبعد نجاحه في هذا المجال، افتتح الراجحي أول محل للصرافة عام 1366هـ، ومنه انطلقت مجموعة الراجحي التي أصبحت الآن إمبراطورية مالية،
لم يرغب أن يعلن عن رقم محدد لها.
.
سُلَيْـمَـانَ العُـلَــيّـــان.. مؤسس مجموعة العليان بالسعودية، والتي تضم حوالي 30 شركة.
بدأ نشاطه في عام 1947؛ بتأسيس شركة مقاولات، ثم انطلق في توسيع وتنويع استثماراته التجارية والاقتصادية.
يقول العُـلَــيّـــان: “كنت سعيدًا في وظيفتي بشركة أرامكو؛ كرئيس لقسم الترجمة، فكان راتبي مرتفعًا بالقياس إلى رواتب ذلك الوقت (411 ريالًا شهريًا)
وأذكر أنه عند طرح مشروع مد خط أنابيب النفط، ذهبنا إلى مكان اسمه رأس مشعاب؛ لكي نوضح لبعض المقاولين مواصفات المشروع. وفي طريق
العودة وجدت نفسي أفكر في المشروع، الذي كنت قد قرأت عنه في بعض المطبوعات الإنجليزية، وعرفت أهميته؛ إذ رصد له 25 مليون دولار في
عام 1940.
حينها، خطر لي- وكنت شابًا صغيرًا، لا زوجة لي ولا ولد، وكنت أعيش مع جدتي، بمصروف لا يتجاوز 50 ريالاً شهريًا- أن أخوض التجربة بأخذ
مقاولة هذا المشروع. وبالفعل، تكلمت مع أرامكو فرحبوا، وشجعوني، وباشرت العمل كمستقل، فأخذت أول مناقصة؛ وكانت تنزيل بضائع، ثم توالت
المقاولات، وهكذا دخلت المشروع وليس عندي سوى بيت في الخبر رهنته مقابل 8 آلاف ريال لأتدبر أمري.
.
حَــمَــدْ عَـبْــدَاللّه الــزَامِـلْ وإِخْـوانِــــه..
نموذج استثنائي ناجح، ليس لشخص واحد ولكن لاثني عشر أخًا، جميعهم كانوا طلاب علم يحتاجون للرعاية،
حين رحل عنهم والدهم في عام 1962. انتقلت المسؤولية لأخيهم الكبير محمد، ليحمل العبء ويتحمل الرسالة.
كانت البداية ورشة ألومنيوم بالشراكة بين الإخوة وخالهم علي. بعد فترة، قرر الخال إنهاء الشراكة، وخيّرهم بين المصنع أو قطعة أرض كانوا قد
اشتروها مشاركة معه. كان القرار استراتيجيًا، لم يفكر فيه الإخوة كثيرًا، فاختاروا المصنع لتكون الصناعة قدرهم ومصيرهم.
بدأ الإخوة يفكرون في إقامة مصنع مكيفات، فاتصلوا بأسماء لامعة في عالم صناعة المكيفات ظنًا منهم أنهم سيرحبون بهم وبمشاركتهم، لكنهم صدموا
بعدم موافقة الجميع على طلبهم.
وبمزيد من المثابرة، تعاقد الإخوة مع شركة مكيفات صغيرة في تكساس، لم يسمع بها أحد؛ وهي شركة فردريك التي قبلت أن يستخدم الإخوة اسمها
وتقنياتها؛ لإنتاج أول وحدة مكيف شباك سعودية.
لم أجد أجمل مما قاله الدكتور عبد الرحمن الزامل؛ أحد الإخوة، ورئيس مجلس الإدارة فـي إحدى الندوات: “كم كان الله لنا معينًا وسندًا، عندما خلطنا
دماءنا في وعاء مجموعتنا؛ حتى لم يعد أي منا يقدر على التمييز، كما لم يقل أحد منا همسًا ولا علنًا هذه شركتي أو هذا مصنعي، بل أقرر حقيقة أننا لم
نجلس يومًا كأخوة يحاسب أحدنا الآخر بغرض القسمة أو التوزيع. لقد كانت هذه مبادئُنا، ولازالت وسوف تستمر، فلا نجاح دون مخافة الله، ولا تقدُّم
دون دفع الحقوق كاملة.