القرارات واللوائح الجديدة التي ستُطبق في المملكة في 2020
19 يناير، 2020قصة نجاح ميج ويتمان.. رئيسة هوليت – باركارد
19 يناير، 2020
استكمالًا لحديثنا عن رجال الأعمال العرب الناجحين، الذين ذكرنا منهم محمود العربي، وأنسي ساويرس من مصر، وعبد الرحمن الجريسي من
السعودية، نواصل استنباط الدروس من مسيرة هؤلاء الناجحين:
.
رَاشِـــدْ الــــزَيَّـــانِـي
ما زلت أفتخر بمؤلفاته التي أهداني إياها قبل رحيله بسنوات، ففي أواخر العشرينيات في البحرين، ورث راشد الزياني ثلاثة أشياء: ديونًا متراكمة على
والده ليس لها مقابل لتسديدها، ومسؤولية إعاشة عائلة كبيرة تزيد على ثلاثين شخصًا، وضرورة الحفاظ على مركز العائلة الاجتماعي كتجار
لؤلؤ مرموقين.
أتقن الزياني مهنة آبائه في قارب صغير لشراء اللؤلؤ من أعالي البحار، بعد أن باع والده العقار والسفينة؛ لسداد جزء من الديون المتراكمة عليه، فوضع
ميزانية تقشف صارمة لعائلة كبيرة اعتادت العيش الرغيد؛ فاجتهد في العمل بديوان الحكومة بوظيفة سكرتير؛ فكان يعمل صباحًا ويباشر عمله
التجاري مساءً.
كرَّس الــــزَيَّـــانِـي جهوده في تعلم الترجمة والطباعة العربية والإنجليزية؛ حتى زاد راتبه إلى 12 دينارًا (حوالي 30 دولارًا)، تمكن بعدها من توفير
80 دينارًا، دخل بها في صفقة تجارية محسوبة؛ ليتحول المبلغ إلى 200 دينار.
بعد مرور عام تضاعف المبلغ ست مرات؛ ليصل إلى 1200 دينار، ثم اتخذ القرار الذي غيَّر مجرى حياته؛ بالاستقالة من وظيفته الآمنة؛ ليتفرغ
للعمل التجاري.
تدرج من بيع المواد الاستهلاكية، إلى الأدوات المكتبية، إلى الأحذية، إلى الأثاث، ثم دخل مجال السيارات والمعدات، وانتشرت فروعه في كل دول
الخليج والعراق.
تنوع النشاط وأصبح يضم فنادق ومصانع، وزادت الأرباح إلى ملايين الدنانير البحرينية سنويًا؛ ليصبح تاجر اللؤلؤ؛ صاحب القارب الصغير الذي لا
يتسع إلا لشخصين، رئيسًا لعشرات المشروعات الصناعية والخدمية.
سُـــعُـودْ بَــهْــوَانْ
اشترى عددًا كبيرًا من مؤلفاتي في مجال ريادة الأعمال، وأهداها لشباب وطنه في سلطنة عمان. إنه عصامي من طراز فريد؛ فكان في الوقت الذي يلعب
فيه معظم الأطفال بالدُمى، يُبحر – وهو طفل في التاسعة من عمره- في قارب خشبي صغير، قاصدًا البحار البعيدة؛ للوصول إلى مومباي في الهند،
مرافقًا والده بحمولة من السمك المجفف والتمر.
كانت هذه هي رحلة سُـــعُـودْ بَــهْــوَانْ البكر إلى عالم التجارة؛ ليدرك الفتى اليافع -بفطرته وحسه التجاري- بعد سنوات قليلة، أن كسب المال يتطلب
قيامه بعمليات تجارية خاصة به، ويديرها باستقلالية مطلقة.
قرر بَــهْــوَانْ شراء القارب الصغير من والده، ولما لم يكن يملك المال الكافي، اتفق مع والده بأن يسدد قيمة المركب من الأرباح التي كان واثقًا
من تحقيقها.
كان ينقل المسافرين بانتظام بين ظفار ومسقط، بجانب الاتجار في السمن ومنتجات الألبان. وخلال عام ونصف العام، حقق أرباحًا طائلة، وسدد لوالده
قيمة المركب كاملة.
وفي إحدى رحلاته لإفريقيا- وبعد بيع كل حمولته من الأخشاب وغيرها- فقد كل ما معه من مال؛ ليجد نفسه في بلد غريب، دون مال، فما كان منه إلا
أن قام باقتطاع الأشجار وبيع الحطب؛ ليجمع مالًا يمكنه من العودة إلى بلاده.
امتلك بَــهْــوَانْ العديد من الشركات التي تضم آلاف الموظفين، ومئات الفروع، وملايين الأصناف. وقد سئل -رحمه الله- عن هذه الرحلة الطويلة وسر
نجاحه فقال: “تذكروا دائمًا، قوله تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ”، وتذكروا أيضًا قاعدة المثابرة الذهبية: “حاول، وحاول
المرة تلو المرة؛ حتى يتحقق لك النجاح”.
.
وللحديث بقية بمزيد من الدروس، من أعضاء آخرين في نادي المليارديرات..
المصدر: د.نبيل محمد شلبي