قتيبة الغانم: رجل الأعمال الكويتي الذي هزم الإعصار ووصل إلى العالمية
9 ديسمبر، 2019قبل امتلاك المشروع.. احذر من الوقوع فريسة لهذه الأمور
9 ديسمبر، 2019
أليس من الغريب أن نضع الآن مهام المدير على بساط البحث والنقاش، خاصة أن هذه المهام من المفترض أنها معروفة لجميع العاملين والمختصين في
إدارة الأعمال عن ظهر قلب، بيد أن هذا الفهم السائد المتعلق بمهام المدراء هو نفسه السبب الذي يحتم إعادة النظر في الأمر، والتفكير فيه من جديد.
وعلى كل حال، فإن أول ما يتطرق إلى الذهن عند الحديث عما يقوم به المدير ومسؤولياته الفعلية هو أن واجب هذا المدير أو ذاك هو الكفاح في سبيل
تحقيق أفضل النتائج الاقتصادية الممكنة؛ من خلال مجموعة من الموارد الموظّفة والمتوافرة تحت يديه.
ليس في هذا الاهتمام ولا ذاك الكفاح من أجل تحقيق أفضل النتائج الاقتصادية عيبٌ ولا خطأ، لكن، عندما ننظر إلى الأمور عن كثب، سنكتشف أن أغلب
وقت المدراء يتم إهداره في حل مشكلات ثانوية، وهو الأمر الذي يُفوّت على الشركة اغتنام الكثير من الفرص التي ربما كانت سانحة عندما كان المدراء
منهمكين في حل مشكلات فرعية.
.
الفعالية الاقتصادية:
ما الجدوى من أداء شيء على النحو الصحيح تمامًا في حين أنه لم يكن من الواجب القيام به من الأساس؟! هنا يكمن جوهر المشكلة الأساسية وهو ذاك
المتعلق بالخلط بين الفعالية والكفاءة؛ إذ إن أولى مهام المدير أن يكرّس جهده ووقته لتحقيق الفعالية الاقتصادية، وألا يبدد جهده في أمور لا جدوى منها.
إذًا، يحتاج المدراء إلى اختراع طريقة يمكن من خلالها تحديد مواضع الفعالية، والوصول إلى أفضل النتائج الممكنة، والتي تحتاج الشركة إلى تحقيقها
في الوقت الراهن.
وفقًا لهذا الطرح، يمكن القول إن الاهتمام بجودة الأداء يجب أن تأتي في مرحلة تالية بعد تحديد الفعالية الاقتصادية وأفضل النتائج المراد الوصول إليها،
وبعد ذلك يتم التفكير في وضع أفضل الطرق والاستراتيجيات التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الفعالية الاقتصادية.
.
المشكلات أم الفرص؟
ما من بيئة عمل إلا وتنطوي على وجود بعض المشكلات التي قد تظهر من وقت لآخر، وهذا في حد ذاته لا ضير فيه، أو، على الأقل، هو أحد معطيات
العمل في العصر الراهن، لكن لنلقي نظرة فاحصة متأملة على هذه المشكلات.
تنبع هذه المشكلات الكثيرة والمتنوعة من جهات محددة، أو من فئة محددة من العاملين والموظفين، التي هي، بالمناسبة، الفئة التي لا تريد أن تعمل، ولا
تحب ذلك أصلاً. وهذه المشكلات مثل: الغياب المستمر، شكوى الموظفين في الورديات الليلية.. إلخ.
هذه المشكلات يمكن حلها عن طريق المدراء في المستويات الإدارية الأدنى، لكنها، لا يجب، بأي حال من الأحوال، أن تصرف اهتمام كبار المدراء عن
اقتناص الفرص الكبرى، والتي يمكنها أن تنقل الشركة نقلة نوعية.
من هنا جاز القول إن مهام المدير المحورية والأساسية يجب أن تنصرف إلى الفعالية الاقتصادية وليس إلى الكفاءة، كما أن المشكلات الثانوية لا يجب
أن تعرقل هؤلاء المدراء الكبار عن اقتناص الفرص، وربما توفيرها أحيانًا.