كيف تعيد تنظيم شركتك في خطوات؟
22 سبتمبر، 2020تشاك جونز.. رائد أفلام الرسوم المتحركة
22 سبتمبر، 2020تطرح العولمة وسياسات انفتاح الأسواق مزايا وتحديات بنفس القدر، ولئن كانت الشركات جميعها تحصل على بعض هذه
المكاسب أو على أكبر قدر منها، فإن طريقة تعاملها مع التحديات ليست واحدة، وإلقاء نظرة على استراتيجيات الإدارة حول
العالم من شأنه أن يؤكد ذلك.
فكل شركة من الشركات تدرك أن مواجهة التحديات أمر خاص بها، فضلًا عن أن تأثر الشركات بالتحديات ليس متساويًا، ومن
ثم فإن خطط التعامل معها ليست واحدة أيضًا.
على الصعيد النظري، يتيح هذا التنوع «الإداري» تطور علم الإدارة، من جهة كونه علمًا محضًا، لكن للنظرية دائمًا جانبًا آخر
هو الممارسة، وعلى ذلك يكون كل تقدم نحرزه على المستوى النظري يتبعه تقدم آخر على صعيد الممارسة «الإدارية».
وأسفر هذا التنوع في استراتيجيات الإدارة حول العالم عن وجود أربعة أنماط أساسية
.
اقرأ أيضًا:10 أخطاء قاتلة في القيادة والإدارة عليك تجنبها
.
الاستراتيجية الدولية
يمكن القول إن هذه الاستراتيجية كانت نتيجة لانفتاح الفضاءات على بعضها، ووجود السوق الدولية، فضلًا عن تلك الثورة
التي حدثت على صعيد النقل والمواصلات، ناهيك عن ظهور العولمة كنسق اقتصادي في شتى أرجاء العالم.
ومنذ أن أصبح العالم «قرية كونية صغيرة»، وصارت «الأرض مسطحة» ظهرت على السطح آثار جانبية لهذه الانفتاحات
الكوكبية، منها استراتيجية الإدارة الدولية التي تعني التصدير إلى البلاد الأجنبية، واستيراد سلع تلك البلدان إلى
البلد المحلي.
وعلى الرغم من المزايا التي تطرحها استراتيجية الإدارة الدولية إلا أن لها بعض التحديات، والتي نذكر منها على سبيل
المثال: إنشاء مكاتب مبيعات في الخارج، وإدارة الخدمات اللوجستية العالمية، وضمان الامتثال لأنظمة التجارة الخارجية.
وتتميز هذه الاستراتيجية، على الرغم من تلك التحديات، ببعض المزايا، منها: تدني النفقات، كما أنها ذات شعبية كبيرة
بين الشركات التي تسعى إلى توسيع الأعمال التجارية خارج الحدود الجغرافية.
.
اقرأ أيضًا:سمات الإدارة الناحجة التي تصل بمؤسستك للعالمية
.
نموذج محور المحور
هذه إحدى استراتيجيات الإدارة حول العالم وأكثرها ذكاءً تقريبًا، فهي تجمع بين البعدين: العالمي والمحلي في ذات الوقت،
ففي حين أن الشركة عالمية، وأن لها تواجدًا في كل أنحاء الكوكب تقريبًا، إلا أنها تخاطب جمهورها في كل بلد باللغة التي
يفهمونها، وتقدم لهم المنتجات بالطريقة التي يريدونها.
إنها، إذًا، استراتيجية تقوم على «التكيف» أي تكيف الشركة مع ظروفها المحيطية، و«التكييف» بمعنى تكييف الشركة
لخدماتها ومنتجاتها لتتناسب مع احتياجات الجمهور المحلي. إن كون الشركة عالمية/ كونية لا يبرر لها القفز فوق الخصائص
المميزة للجمهور الموجود في كل مجتمع/ دولة من الدول التي تعمل فيها.
.
اقرأ أيضًا:سمات الإدارة الناحجة التي تصل بمؤسستك للعالمية
.
نموذج الشركات متعددة الجنسيات
هذا المصطلح ذاته، والذي انتشر منذ عدة عقود ماضية، يحمل في طياته تناقضًا ما وإن كان ظاهريًا، فالشركات متعددة
الجنسيات ليست كذلك في الواقع، بمعنى أن هناك مقرًا رئيسيًا للشركة يوجد في دولة ما ويتبعه عدة فروع موجودة في
الدول الأخرى.
وعلى الرغم من أن كل فرع من هذه الفروع يبدو مستقلًا، إلا أنه في الواقع يلبي الاستراتيجية العامة للشركة الأم. وبعيدًا عن
كل هذا، فإن ما يهمنا في الحديث عن استراتيجيات الإدارة حول العالم هو أن هذه الشركات متعددة الجنسيات _وكانت هي
أول من فعّل هذا النموذج في الواقع_ تحافظ على الخصوصية الثقافية/ الاجتماعية لكل بلد من البلدان التي تعمل فيها.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك: ماكدونالدز ونستله وبيتزا هت، ويمكن ملاحظة الحفاظ على خصوصية كل بلد من خلال العروض
التي يقدمونها، والتي تخاطب جمهور كل بلد بالطريقة التي يفهمها.
.
اقرأ أيضًا:6 أساليب في الإدارة تزعج فريق عملك.. توقف عنها فورًا
.
الشركات العابرة للحدود
يتداخل هذا النموذج الإداري مع نموذج الشركات متعددة الجنسية من جهة، ونموذج محور المحور من جهة أخرى، لكن الذي
يميزه هو أنه يحاول على الحفاظ على تحقيق مكاسب عالمية، وتعزيز مكانة الشركة على الصعيد الدولي؛ من خلال تعزيز
مكانتها على المستوى المحلي. إنه نموذج ينطلق من الأصغر/ الأسهل إلى الأكبر.
والتحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات التي تتبع هذا النموذج هو تحديد أفضل سياسة إدارية يمكنها أن تعزز اقتصاد الشركة
بشكل إيجابي، وستكون الشركة كذلك بحاجة إلى استثمار كبير من أجل إنشاء كيانات متعددة، ناهيك عن أن التغلب على
المسائل القانونية الأجنبية، وتوظيف الرعايا الأجانب، وإنشاء المكاتب.. إلخ تسهم في رفع التكاليف على الشركة الأم.
ويمكن اعتبار Unilever واحدة من أشهر الشركات التي تتبع هذا النموذج؛ حيث تسعى جاهدة لتحقيق الكفاءة العالمية
أثناء محاولتها تعزيز الاستجابة المحلية.