الرسائل التسويقية.. هل الدعاية ضرورة؟
3 سبتمبر، 2019الخطة الاستراتيجية ومعوقاتها
4 سبتمبر، 2019
قبل عدة عقود، طرح الأب الروحي للإدارة في العصر الحديث بيتر دراكر؛ فكرته الخاصة حول ما أسماه الإدارة بالأهداف، وهي، في الحقيقة، فكرة
لمن يبغي العمل عن حق، وليس مجرد التقيد الحرفي بقواعد خرقاء لا جدوى منها.
تركز هذه الفكرة، في مضمونها، على تحقيق الأهداف، والوصول إلى النتائج التي اتفق عليها جميع العاملين في المؤسسة، منذ أعلى الهرم الوظيفي
إلى أسفله.
.
ما هي الإدارة بالأهداف؟
هي “عملية يقوم بواسطتها الرئيس والمديرون والمرؤوسون في منظمة ما بتحديد أهدافها، وتعريف الميادين الرئيسة لمسؤولية كل فرد على هيئة نتائج
متوقعة، واستخدام هذه المقاييس كمرشد لتشغيل الوحدة، وتقييم مشاركة كل عضو من أعضائها”.
إذن، تقوم الفكرة الأساسية هنا على إشراك الموظفين في عملية صنع القرار، من جهة، وإلزامهم، من جهة أخرى، بما ألزموا به أنفسهم.
وعلى الرغم من أن تحقيق هذه النتائج قد لا يكون سهلاً، كما هو متوقع بالنسبة لكل هدف طموح، إلا أن هؤلاء الموظفين المعنيين بالتنفيذ سيبذلون
قصارى جهدهم من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة؛ فهم مقتنعون بها أولاً، وثانيًا، لأنهم هم مَن ألزموا بها أنفسهم.
ليس هذا فحسب، بل هم كذلك الذين وضعوا المؤشرات العامة لقياس أدائهم، وتقييم جهودهم.
.
الوسائل والأهداف:
إذا كان جميع العاملين في المؤسسة اتفقوا فيما بينهم على مجموعة من الأهداف التي يريدون الوصول إليها، أو بعض النتائج التي يتطلعون إلى تحقيقها،
فلا بد من وضع وتحديد الوسائل اللازمة لذلك؛ فهذه الوسائل هي المطية التي توصل إلى الهدف، وبدونها تمسي عملية التخطيط برمتها محض هراء
لا جدوى منه.
وتكمن أهمية الوسائل، كذلك، في أنها تنقلنا من الوضع الراهن/ السائد إلى الوضع المنشود أو المرجو، إنها الآلية الوحيدة المعتمدة لتحقيق التغيير
وصناعته، وبالتالي فلا غرابة من أن تكون الأهمية التي تحتلها الوسائل هي نفسها التي تحتلها عملية صناعة الأهداف.
وعلى كل حال، فمن المهم الإشارة إلى التحديد التالي: الوسيلة؛ وهي ذاك الأسلوب الذي ستتبعه المؤسسة لتحقيق هدف ما، أما سياسة الشركة، فهي
عبارة عن جملة من المبادئ والقناعات التي تؤمن بها الشركة والتي تعمل على صياغتها في عدة أهداف محددة، وتاليًا، وضع الوسائل والاستراتيجيات
الخاصة لتحقيق ذلك.
وبعيدًا عن هذا وذاك، فإن الأهم في هذا الصدد هو ضرورة تناسق الوسائل مع الأهداف؛ فالوسيلة الخاطئة لن توصلنا إلى الهدف المنشود.
.
الرؤية والهدف:
الهدف عبارة عن رؤية تمت صياغته بشكل محكم، قابل للقياس، وللتطبيق أولاً. لكن الرؤية ما هي؟
الرؤية عبارة عن مزيج من الأهداف العامة، والقيم، والأماني، التي تسعى إليها المؤسسة، وإلى تحقيقها.
وعلى الرغم من عمومية الرؤية إلا أنها حتمية ولا بد منها؛ فهي بمثابة المصباح الذي تهتدي به الشركة، وترسم، من خلالها، أهدافها المحددة.
.
الخلاصة:
الإدارة بالأهداف هي تلك الاستراتيجية التي يطبقها القادة والمدراء الديمقراطيون، والذين لا يريدون أخذ مسؤولية التفكير والتخطيط على عاتقهم
بمفردهم، والوصول إلى نتائج واضحة ومحددة.
وفي هذه الاستراتيجية الإدارية لا يكون التركيز على التقيد بقواعد ولوائح إدارية معنية، بل إن الثواب والعقاب سيكون معتمدًا، وبشكل أساسي، على
النتائج في ذاتها. فالنتائج هي الهادي والمرشد، والخيط الناظم لعمل الشركة برمتها.