كيف نعرف رأي العملاء في المنتجات؟
7 يناير، 2020كيف يواجه رائد الأعمال الأزمات؟
8 يناير، 2020
إذا ألقينا نظرة متأنية على الأهداف التي تريد أي شركة تحقيقها فسنجد أنها يمكن أن تُختصر إلى هدفين كبيرين؛ هما: الموظفون الأوفياء والعملاء
الأوفياء؛ لكن من أين تكون البداية؟ أي هل نبدأ بإعداد الموظف الوفي أولًا أم نسعى، في مطلع الأمر، إلى صنع عميل وفي.
رغم أن هذا السؤال مُربك إلى حد كبير، والإجابة عنه تتطلب إعمالًا طويلًا للفكر (وسنقدم الإجابة فيما يلي)، إلا أنه يمكن القول إن الموظفين الأوفياء
هم الطريق المُوصل إلى صنع عملاء أوفياء؛ فالخدمات، والسلع، والمنتجات التي تقدمها هذه الشركة أو تلك لا يُمكن أن تعني للعميل شيئًا ما لم يقدمها
هؤلاء الموظفون الأوفياء.
الخبرة التسويقية
ما الذي يخلق خبرة تسويقية لدى العملاء؟ لا تكفي المنتجات والسلع وحدها لإمداد العملاء بخبرة تسويقية مُرضية أو، على الأقل، جيدة وتنطوي على
الاحتياجات الأساسية التي يحتاجون إليها.
إذًا، هناك عامل مفقود في هذه الحلقة المؤدية إلى الخبرة التسويقية المرضية، هذه الحلقة المفقودة هي: الموظفون الأوفياء؛ فمن نافل القول إننا كبشر لا
نلين ولا نرضى بمجرد تلبية الاحتياجات المادية فحسب، بل لا بد من خدمة جيدة، وإشعار العميل بأنه الخيار الأول لدى الشركة، وهي الأمور التي لن
يستطيع القيام بها، وتقديمها للعملاء سوى موظف وفيّ.
ليس هذا فحسب، بل إن هذا الموظف الوفيّ هو وحده القادر على تحويل العلاقة بينه وبين العميل من مجرد علاقة بائع ومشتر، إلى علاقة شخصية،
والتي بمقتضاها يكون هذا العميل ليس وفيًا للشركة فحسب، بل لهذا الموظف بالذات.
.
الموظفون الأوفياء كقيمة تسويقية مضافة!
علينا الآن أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا، وأن نتجشم عناء تقديم الإجابة عنه: كيف يمكن للموظف الوفي أن يكون قيمة تسويقية، وسلاح منافسة بيد
الشركة التي هو منتمٍ إليها؟
مر معنا آنفًا أن الموظفين الأوفياء هم الوسيلة الفعالة للوصول إلى العملاء الأوفياء، الذين هم، في حد ذاتهم، أهم هدف تسويقي يمكن السعي إليه، ومن
خلال الوصول إليهم نكون حققنا هدف التسويق الأساسي وجوهره الرئيس، ناهيك عن أنهم (أي الموظفين الأوفياء) سيكفون الشركة مؤنة البحث عن
موظفين جدد، وتدريبهم، والإنفاق عليهم؛ فلماذا تفعل ذلك طالما لديها رأس مالها البشري الكافي والناجح؟!
ليس هذا فحسب، بل إن معدلات إنتاج هؤلاء الموظفين ستكون أعلى بمراحل من تلك المعدلات التي يُقدمها موظفون روتينيون، غير أوفياء للشركة ولا
منتمين إليها، فضلًا عن أن الموظف السعيد والوفي هو وحده الذي يمكنه أن يقدم أفضل خدمة للعميل، وهو وحده المستعد، كذلك، لإفناء ذاته في العمل
من أجل رفعة مؤسسته والدفع بها قُدمًا.
وعلى ذلك، يمكن للشركة أن تحتفظ بالعملاء الأوفياء والموظفين الأوفياء في وقت واحد، وهو مكسب تسويقي وإداري معًا، إنه بمثابة إصابة عصفورين
بحجر واحد.