كيف تدعم مواقع التواصل الاقتصاد العالمي؟
19 نوفمبر، 2019لتحويل فكرتك إلى مشروع ناجح.. تجنب هذه الأفعال
19 نوفمبر، 2019
الاسم: لي كا شينج
السن: 91 عامًا
الجنسية: صيني “هونج كونج”
الثروة: 27.5 مليار دولار
الشركة: صناعات تشيونج كونج للبلاستيك
عدد الأبناء: 2
لم يعرف معنى السعادة في طفولته؛ إذ اضطرته الظروف الحياتية على التعايش مع الآلام، والخروج من رحم الأحزان بميلاد جديد نحو الحرية، وإثبات
الذات؛ ليصبح “لي كا شينج”؛ إمبراطور البلاستيك في القارة الآسيوية، ورائد الأعمال الخارق بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فكيف كانت رحلته
من الصفر؟
.
حزن مبكر
وُلد “لي كا شينج” في 13 يوليو عام 1928 بإقليم كونجدنج جنوب الصين، اضطرت عائلته إلى الهجرة من الصين؛ بسبب الحرب مع اليابان،
لتستقر في هونج كونج.
تأثر شينج بوالده – الذي كان ناظر مدرسة – على نحو إيجابي؛ إذ غرس فيه حب القراءة والتعليم، لكنَّ طفولته كانت بائسة، خاصة بعد وفاة والده؛
بسبب مرض السُل؛ ما اضطره إلى ترك الدراسة في الخامسة عشرة من عمره؛ ليتوجه إلى عالم الأعمال.
لم يقف المال عائقًا أمام لي كا شينج لاستكمال تعليمه؛ إذ حرص على اقتناء الكتب المستعملة مقابل قليل من النقود، وانتقل للعمل في مصنع بلاستيك؛
حيث كان يعمل 16 ساعة متواصلة يوميًا؛ لمساعدة ذويه- الذين عانوا من الفقر المدقع – على المعيشة؛ حتى اضطروا لبيع ملابس والده، بعد وفاته؛
لتأمين مبلغ بسيط من المال يشترون به لقيمات تسد الجوع.
اعتاد شينج أن يحلق شعر رأسه بالكامل؛ ليضطر لحلقه كل 3 شهور؛ توفيرًا للمال، كما عمل في محل عمه لبيع ساعات اليد؛ ما ساعده في اكتساب
مهارات التسويق والمبيعات.
.
طموحات وتطلعات
أصبح لي كا شينج يتطلع إلى مزيد من النجاح، فادخر أمواله؛ ليؤسس مشروعه، فاقترض أموالًا من معارفه؛ حتى حقق حلمه في عام 1950، بتأسيس
مصنع صغير لتصنيع وبيع اللعب البلاستيكية، فضلًا عن الأمشاط، وعلب الصابون، أطلق عليها اسم صناعات تشيونج كونج؛ تيمنًا بأطول نهر
في الصين.
وضع لي كا شينج أفكارًا متجددة تتعلق بالمستقبل؛ فرسم استراتيجيات بعيدة المدى من أجل الإبقاء على عمله مواكبًا للعصر، فتعلم المحاسبة، وأصول
المعاملات؛ حتى أصبح مصنعه للبلاستيك يدر كثيرًا من الأرباح، أخذ بعدها -على عاتقه- مهمة توسيع المصنع، وتوزيع منتجاته في المدن الصينية.
عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، لاحظ شينج التهافت العالمي على الزهور الصناعية الإيطالية المُصنَّعة من البلاستيك؛ ما دفعه للسفر إلى أوروبا؛
لمعرفة أفضل الطرق لمزج الألوان أثناء صنع البلاستيك؛ للحصول على زهور صناعية تقترب من الطبيعة في مظهرها.
حصل لي كا شينج على أمر شراء من مشترٍ أجنبي، عقب عودته إلى العمل بمصنعه، ثم بدأ في التوسٌع، وتوظيف عمالة ماهرة، فبدأت أعماله تزدهر؛
حتى أصبح أكبر مورد للزهور الصناعية في قارة آسيا.
شهد مجال البلاستيك ازدهارًا واضحًا؛ ما ساعده على تكوين ثروة لا بأس بها، أتاحت له دخول البورصة، فحول شركته إلى شركة عقارية تعمل
بالتطوير والاستثمار العقاري.
.
ازدهار شركاته
بعد فترة قياسية، باتت شركته معروفة لدى هونج كونج، ودخلت قائمة البورصة في المدينة بحلول عام 1972. لم يقف لي كا شنج عند هذا الحد من
النجاح، بل طمح في التوسٌع من جديد في مجالات استثماراته.
استحوذ على شركات غير شهيرة، فضلًا عن الشركات الكبيرة مثل “هوتشيسون”، و”أمبو”. وفي عام 1979، اشترى شركة هون جونج للكهربائيات،
التي ساهمت في تأسيس إمبراطوريته الضخمة.
جذبت تجربة شينج الاستثمارية في الصين، أنظار المستثمرين إلى تلك الدولة، واستطاع فرض سيطرته على السوق لمدة عقود حتى عام 2014؛ بفضل
عقليته وتحليلاته الاستثنائية التي جعلته يلقّب بأغنى رجل في القارة الآسيوية.
.
فلسفة ناجحة
لم تضمن سياساته الاستثمارية نجاحه واستمراره في السوق فقط، بل عززت من موقفه الشخصي، وبات المنافسون يخشون الوقوف أمامه، بعد أن
استحوذ على 15% من الأسواق في هونج كونج؛ الأمر الذي جعل مجلة “فوربس” العالمية تكرمه؛ لإنجازاته المتعددة؛ ليحصل على لقب الرجل الأقوى
أو “سوبرمان” قارة آسيا، عام 2001.
.
المسؤولية الاجتماعية
يحتل شينج حاليًا المركز الـ28 بقائمة فوربس العالمية لأكثر رجال العالم ثراءً، ويعشق دوره المجتمعي؛ حيث يعد من أكثر المساهمين في الأعمال
الخيرية ببلاده؛ بتبرٌعات بلغت حوالي 1.5 مليار دولار.
رغم تمتعه بالثراء الفاحش، إلا أن لي كا شينج يحب الحياة البسيطة البعيدة عن التكلٌف؛ إذ يستيقظ في السادسة صباحًا، ثم يمارس رياضة الجولف،
لمدة ساعة ونصف، كما يحرص على القراءة يوميًا قبل خلوده إلى النوم.
.
الدروس المستفادة:
السياسة الاستثمارية: يضع رائد الأعمال سياسة استثمارية محددة نصب عينيه؛ حتى يثبت ذاته، ويحقق النجاح تلو الآخر.
المسؤولية المجتمعية: يحافظ رائد الأعمال على القيام بمهامه الإنسانية في المجتمع، وهو الأمر ذاته الذي يدفعه للحفاظ على شغفه، والتمسٌك بأخلاقياته.
البساطة: تعزز البساطة من موقف رواد الأعمال في العمل وفي الحياة الشخصية؛ إذ يعتبرون التخلٌص من الأعباء بمثابة نقطة تحوٌل في مسيرتهم.