كيف تصبح مدير ناجح ؟
9 أكتوبر، 2018ثلاثة مفاتيح لبناء شركة أوفشور ناجحة
10 أكتوبر، 2018
سأتطرق في مقال اليوم إلى دروس مستفادة من نجاح شركة أوبر، و كيف استطاعت تحقيق هذا النجاح الكبير، و مستقبل هذه الشركة العملاقة. أوبر
uber هي حالة خاصة جدا لا نحصل عليها كل سنة، لذا فإن دراسة عوامل و حيثيات نجاحها مفيد جدا.
.
بداية الشركة
ككل الشركات الناجحة التي يحب مؤسسوها أن يحكو للجمهور العام قصة رائعة محبوكة و جميلة عن كيفية البداية، المشكلة، ثم كيف جاءت الفكرة
و الحل. تقول الأسطورة أن مؤسس الشركة ترافيس كيانيك Travis Kalanick، كان في سفر إلى مدينة باريس لحضور مؤتمر لوويب
LeWeb Paris، حين فوجئ بأمطار و ثلوج عاصفة، إلى جانب البرد، لم يستطع ترافيس و صديقه المؤسس جاريت الحصول على سيارة تاكسي
أجرى بهدف توصيله إلى الفندق. من هنا جائت الفكرة، تطبيق يربط سائقي سيارات الأجرة مع المستعملين بضغطة زر واحدة و بدون الحاجة للبحث
و الإنتظار.
.
دراسة السوق
بعد حضور المؤتمر و العودة إلى سان فرانسيسكو، قام المؤسسان بأول خطوة، و هي الاتصال بعينة كبيرة من سائقي سيارات الأجرة و سؤالهم عن
السوق، فكانت الإجابة أن أغلبيتهم يعانون من تدني العائدات و عدم حصولهم على عمولات كبيرة، إضافة إلى التكاليف الباهضة للمهنة و التي تجعلهم في
عجز عن توفير عائدات مريحة، تتوافق مع ساعات العمل.
بعد هذه الخطوة، و الحصول على أرقام مهمة بخصوص السوق و قيمته، اتفق ترافيس و جاريت على البداية بالربط بين سائقي التاكسي و الشاحنات
بأرقام الزبائن المهمين.
do things that don’t scale
وقد قامو بهذه المهمة يدويا في وقت لم يكن تطبيق أوبر متوفرا، فقط إمكانية الربط عن طريق الاتصال، أو خدمة الرسائل أو google docs يقوم فيها
المستعمل بإدخال بياناته لحجز السيارة أو الشاحنة
.
من هو ترافيس مؤسس أوبر ؟
بالرجوع إلى السيرة الذاتية لمؤسس الشركة، أول مايمكن أن تلاحظه هو أنه متجاوز لمرحلة الشباب أو لنقل أنه كبير نوعا ما قياسا مع سلم مؤسسي
الشركات الناشئة في وادي السيليكون.
Travis Kalanickأن تؤسس شركة في عمر 37 سنة هناك، فهو شيء غير معتاد و نادر الحدوث.. أن تقوم بذلك في هذا العمر يعني الشيء الكثير ،
يعني أنك بحاجة ماسة لذلك..! قصة ترافيس هي من أكثر القصص إثارة للجدل، قصة شخص عانى كثيرا من اعتباره فاشلا، و لمدة طويلة، وحتى في
تجربته الأخيرة التي باع فيها شركته ببعض الملايين قبل تأسيس أوبر، أعتبر ذلك فشلا كونه أنفق فيها جهدا كبيرا.
في محاولته الأولى فشل فشلا ذريعا، و عانى من المديونية الكبيرة في محاولته الثانية، لمارك كوبان المستثمر الشهير الذي نشاهده في برنامج شارك
تانك – Shark Tank، أدت بالعاملين في الشركة إلى تركه وحيدا..
لكن ما يميز هذه الشخصية،بالرغم أنه بقي وحيدا متدهورا و معرضا للسجن، لكنه استطاع بطريقة غير مفهومة أن يقنع أحدهم بشراء الشركة
ب 2 مليون دولار. مبلغ قد يمنحك الوقت اللازم لتبدأ الحرب من جديد، لا لتعتبر نفسك غنيا (علما أن الضرائب السنوية في وادي السيليكون
تبلغ 40 %). اضطر من خلالها أن يبدأ من الصفر و كانت البداية باستثمار مبلغ بسيط في شركة أوبر uber قبل أن يصبح المدير التنفيذي لها.
.
أفكار عكس التيار و ضد السوق
المثير في شخصية مؤسس أوبر هو القيام بأفكار عكس السوق، و استغلال الوقت المناسب و حاجة السوق، و عندما أمسك بزمام الإدارة التنفيذية عرفت
توسعا كبيرا، هذه القصة أيضا توضح أن تجربة عمل شركة ناشئة هي رحلة ذات منحى واحد، قد تخسر فيها كثيرا، قد تضحي بالحياة الشخصية، ففي
سن 34 سنة كان بدون منزل أو مأوى، بدون زوجة و أولاد، و هو ما يغيب عن الكثيرين ممن يتصورون النجاح سهلا أو لعبة حظ.
.
تطوير التطبيق
بعد دراسة السوق و العمل عن طريق الرسائل الخاصة و بيانات جوجل، اتضحت فكرة أن هناك ملائمة كبيرة بين المنتوج و السوق
Product Market Fit. مر فريق العمل من خلالها إلى إنشاء تطبيق أوبر uber فيثلاثة أشهر، ثم العمل بعد ذلك بشكل كبير على تحسين
التصميم.. و هي تجربة فريدة،فأن تقوم بعمل ذلك يدويا، رسائل نصية + جمع البيانات، ذلك يعني أن تفهم بشكل دقيق ما يحتاجه تطبيقك في المستقبل.
فأول ما يلاحظه المستعمل للتطبيق هو البساطة و العمل بطريقةال One Click.
الطريقة الوحيدة لعمل شيء يبدو بسيطا هو أن تكون خبيرا، و الطريقة الوحيدة لتصبح خبيرا هو أن تقوم بذلك يدويا، هذه العملية جعلت
المؤسسين بمثابة ملوك في الحجز و الإستعلام، لأنهم عاينو كيفية القيام بذلك و تعقيداته منذ البداية، وهو ما يجعلك تأتي بحلول سحرية !
.
التنافسية العالية لفريق أوبر
الطاقة الحركية التي تحتاجها للبداية هي فعلا كبيرة جدا، لكن ما الذي يجعلهم يحققون النجاح و يصلون بأفكارهم للعالمية، بينما نفشل نحن في مجتمعاتنا
على القيام بنفس الشيء و الوصول. بالفكرة لتصبح شركة عملاقة؟ أكيد أن عامل البيئة التنافسية الكبير هو جزء مهم في ذلك، فالعديد من الأفكار و
التطبيقات المنافسة لشركة أبر لم تنجح، لعامل التطبيق الذي رجح كفة ترافيس و فريقه، فكلما كنت ممتازا في التطبيق، التركيز على المشكلة وفهمها و
المرور إلى المرحلة الثانية، كلما زادت فرص النجاح !
.
دروس من نجاح أوبر
عندما بدأت أوبر uber، بالتوسع عملت على توفير و إقتصاد مواردها البشرية و المادية بشكل كبير، فشخص واحد كافي على أن يطلق الخدمة في
مدينة ما. ومن بين الأفكار هي عمل ترافيس على دعوة أكبر عدد من سائقي التاكسي لحضور حفل عشاء باذخ لنقل 200 دولار للشخص يقوم فيه
بعرض الخدمة على السائقين، و اللعب على نفسيتهم ثم يدع لهم الإشهار الشفهي لبقية سائقي التاكسي و ليحكو قصصا عن هذا العشاء و لمدة طويلة،
ومن ثم التسويق الفيروسي للشركة بين سائقي التاكسي !
لكن من سيتكلف بإطلاق المدينة؟، في الحالة العادية تقوم الشركات بإطلاق مكتب في مدينة ما أو دولة عن طريق تشغيل شخص من المدينة لتسيير
العمل، لكن أوبر كانت ترسل شخصا من داخل الشركة يقوم بدراسة جميع مستلزمات البداية و تسجيلها و العمل على تحسينها في الخطوة
القادمة. إلى أن وصلت الشركة إلى إطلاق مدينة جديدة في مدة قياسية بلغت يوم إلى يومين بعدما كانت تستغرق العملية ثلاثة أشهر، و التوسع العالمي
في غضون أشهر !
.
“لإطلاق خدمات مثل أوبر تحتاج إلى العقل، العضلات و المال”
تحتاج إلى العقل لتصل الفكرة للجميع و هو أن سائقي التاكسي أوغاد، ومن هنا فإن منصة أوبر هي تأديب و تكوين و تنقيط لهم بشكل
مستمر ليصلوا إلى التميز. سائق التاكسي في أوبر ليس لديه إمكانية الخطأ. مع هاته الشركة تضاعف حجم سوق التاكسي إلى 5، و زاد مدخول
السائقين إلى جانب المهنية الكبيرة التي وصلت إليها المهنة، ونخص بالذكر سان فرانسيسكو التي لم يعد أحد يسمع فيها بالتاكسي العادي !
تحتاج إلى العضلات و العلاقات الداخلية من صحفيين و سياسيين و مجتمع مدني للوقوف بجانبك لتضع قوانين جديدة، بعكس سياسات الدول لجعل
استعمال التطبيق مشروعا. في النهاية الدول لن تنجح في سجن جميع االمستعملين!
تحتاج إلى المال: أوبر من الشركات القليلة التي حققت ملائمة المنتج للسوق Product Market Fit منذ البداية. الشركة تعرفإلى حد
كبير أن كل دولار ينفق يعود عليها بقيمة إضافية طبقا لمعادلة دقيقة، وهو ماجعل الشركة تستثمر كثيرا منذ البداية لتصل إلا حاجز اللاعودة
To Big To Fail و التهام كل شيء، وأهم دليل على ذلك هو إنفاقها للملايين فقط على هيئة المحامين في مختلف ربوع العالم .