المزايا الست للتسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي
21 أكتوبر، 2019قائمة أفضل العلامات التجارية في العالم لعام 2019
21 أكتوبر، 2019
زيروكس اخترعت غالبية التكنولوجيا الني نستخدمها اليوم في الكمبيوترات الشخصية. ولكن زيروكس ليست واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في
العالم اليوم. كوداك اخترعت الكاميرا الديجتال ولكنها أعلنت إفلاسها عام ٢٠١٢. نوكيا كانت واحدة من الشركات الرائدة في مجال الهواتف الذكية ومع
ذلك خسرت وبشكل كبير لصالح آبل. في عالم الأعمال هناك تسلل «قصصي» لشركات ضخمة وكبيرة عانت كما لم يخيل لها يوماً بسبب شركات
صغيرة وناشئة وأحدث مثال على ذلك، تأثر القطاع الفندقي حول العالم وبشكل سلبي جداً بسبب موقع اير بي أن بي.
وهذا الواقع يؤكد بأن «الإزعاج» يمكنه أن يأتي من أماكن ومصادر غير متوقعة على الإطلاق. الشركات أعلاه لم تتوقع المستقبل، بل هي ابتكرت
المستقبل. والسؤال المطروح هنا هو عن الأسباب التي جعلتها تفشل في الاستفادة من خيال وإبداع فرقها؟
.
الاستمرار على النهج نفسه
واقع الشركات أعلاه ينطبق على غالبية الشركات الكبرى التي تملك رأس مال ضخم وربما فروعا متعددة داخل الدولة أو حول العالم. فشل الشركات
الكبرى في مجال الإبداع والابتكار يرتبط بشكل مباشر باستسلامها لإغراء النجاح.. والإغراء هذا يدفع الغالبية إلى القيام بالأمور نفسها التي
قاموا بها سابقاً. وهذا الاستسلام ينطبق بشكل خاص على الشركات التي حافظت على نجاحها لسنوات طويلة. يصعب كثيراً على الشركات الناجحة حالياً
أن تتخيل مستقبلا لا نجاح فيه لأن تخيل ذلك يتطلب قادة يملكون بصيرة وهذا ما تفتقده المؤسسات بشكل عام.
عندما تعثر المؤسسة، أي مؤسسة كانت على نموذج عمل ناجح فإن الإدارة يتم منحها هدف استغلال الفائدة حتى حدوده القصوى. وهذا يعني أن غالبية
المؤسسات مصممة تنظيمياً لإدارة نموذج العمل الناجح. وعليه كل الأقسام وكل الفرق وكل الأدوات مسخرة لهدف واحد.
القرار هذا ليس بالضرورة قرارا سيئا فالشركات تحتاج لاستغلال واقع أنها في مكان جيد حالياً ففي نهاية المطاف هذا هو مصدر الأرباح والمال.
ولكن الخطأ الفادح هو أن الشركات تنظم كل جزئية فيها لتتمحور حول هذا الهدف فقط.
كل نموذج عمل يملك دورة حياة، والتراجع والموت هو جزء من هذه الدورة فهو أمر محتوم سيحصل عاجلاً أم آجلاً. ولعل ما أكثر خطورة هو أن دورة
حياة نماذج الأعمال باتت أقصر من أي وقت مضى. وبالتالي إن قامت الشركة بقولبة كل جزئية فيها كي تتناسب مع نموذج عملها فهذا يعني أن دورة
الحياة الخاصة بالشركة كاملة ترتبط بدورة حياة نموذج العمل. وعندما يتراجع تأثير نموذج العمل فإن الشركة ستتراجع بدورها. وظيفة القادة هي الفصل
بين الشركة وبين دورة حياة نماذج الأعمال.
.
الابتكار «المعماري»
الشركات التي بنيت وصممت حول نموذج عمل ناجح تجد صعوبة بالغة في تطبيق أي ابتكار جديد. في مقالة نشرت في صحيفة الفايننشال تايمز والتي
تطرقت إلى معاناة الشركات الكبرى في مجال الابتكار أشارت الصحيفة إلى أن السبب الأساسي الذي يجعل الشركات الناجحة تجد صعوبة في
هذا المجال هو واقع أن تبني الابتكار والإبداع يتطلب منها تغييرات في هيكلها التنظيمي.
الجمود داخل المؤسسات تم رصده من قبل البروفيسور ريبيكا هندريسون والبروفيسور كيم بي كلاك من جامعة هارفرد وهما أول من استخدم مصطلح
«الابتكار المعماري». قاما بالإضاءة على واقع أنه لا أهمية لواقع أن الابتكار هو تدريجي أو غير تدريجي ما يهم هو ما إن كانت الهيكلة التنظيمية
للشركات يمكنها أن تستوعب الابتكار وتقوم بالارتقاء به.
الابتكار الذي يكون غير تدريجي بل مفاجئ والذي يتناسب مع هيكلة الشركة الحالية يمكنه النجاح ولكن الابتكار التدريجي الذي لا يتناسب مع هيكلة
الشركة مصيره الفشل.
مشكلة الشركات هي أن الابتكارات والإبداعات التي تتناسب مع الهيكلة الشائعة هي قليلة جداً، وبالتالي هناك ضرورة لنماذج عمل جديدة
ومختلفة. وهنا أساس المشكلة الفعلي، فالشركات مصممة كي تنجح وفق نموذج عملها الحالي، بينما الإبداع والابتكار يستخدمان نماذج عمل أخرى
ما يعني أن الشركات عليها أن تبدل نفسها.
حجم التغييرات واستعداد الشركات لقيادة تلك التغييرات يحددان نجاح الابتكار والإبداع. وهذه هي المشكلة التي واجهت زيروكس ونوكيا، فهما كانا
يملكان المصادر والبصيرة لتطوير تكنولوجيا جديدة ولكنهما لم يتمكنا من تطبيق نموذج العمل المناسب من أجل تسويق هذه الابتكارات بالشكل
الصحيح.
.
التغييرات المؤسساتية صعبة
يصعب كثيراً على المؤسسات أن تتغير وأي شخص يدعي عكس ذلك لعله لم يقم بتجربة الأمر. الأمر لا يتعلق بتبديل عقلية أو مقاربة للأفكار بل بما هو
أكبر وأشمل. غالبية القادة في الشركات يدركون أهمية الابتكار والإبداع، ولكنهم لا يملكون القدرة على وضع الأسس الصحيحة من أجل
ضمان نجاح الابتكار بشكل دائم. القائد الذي ما ينفك يبلغ العاملين في المؤسسة بأنه يريد «منتجاً» مثل منتج تلك الشركة الذي نجح وبشكل كبير
أبعد ما يكون عن الابتكار فنحن بتنا في مشكلة أكبر وهي «تقليد» ابتكار ناجح، لا يتناسب مع نموذج عمل الشركة ولا تملك الشركة الموارد التي تمكنها
من تطبيقه. في المقابل هناك شركات ما تنفك تدور في فلك ابتكار ناجح قامت به أو فكرة ناجحة فتعيد طرحها مجدداً من زوايا مختلفة وهذا أسرع طريق
للفشل لأن النجاح قد يتكرر لمرة إضافية ولكنه لن يذهب أبعد من ذلك.
فشل الشركات الكبرى في مجال الإبداع يرتبط بعدم القدرة على الخروج بنموذج عمل مرن يمكن قولبته أو قولبة أجزاء منه كي يتناسب
مع الابتكار والإبداع.