التسويق عبر الجوال .. 6 نصائح فعالة لاستراتيجية قوية
23 نوفمبر، 2020أساسيات إدارة المشاريع بشكل فعال
24 نوفمبر، 2020
تشتهر كيران مازومدار شو بكونها مؤسسة ورئيسة شركة بيوكون وهي الشركة الرائدة لتصنيع المستحضرات الدوائية الحيوية
في الهند ، وعلى الرغم من أن هذا إنجاز كبير في حد ذاته إلا أن كيران تمثل أكبر من ذلك بكثير ، فهي عضو نشيط في
الكثير من الأنشطة الخيرية والتي تحب أن تسميها “الرأسمالية الرحيمة” ، كما تشارك الحكومة في القضايا الخاصة بالمواطن
العام كالبنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم .
.
حياتها الأولى :
عندما أرادت كيران مازومدار شو أن تحصل على وظيفة في شبابها في أحد المصانع ، أوصدت جميع الأبواب في وجهها
لمجرد أنها امرأة. لكنها الآن صارت صاحبة شركة “بيوكون” للصناعات الدوائية، فكيف تمكنت من تحقيق ذلك؟
تعود بداية القصة إلى عام 1978، وكانت مازومدار شو قد عادت للتو إلى وطنها الهند بعد أن حصلت على شهادة
ماجستير في إعداد الجعة، من إحدى الجامعات في أستراليا.
وبالرغم من أنها كانت تحمل الدرجة العلمية التي تؤهلها للعمل في مجال تصنيع الجعة، إلا أن جميع شركات الجعة في
الهند رفضت تعيينها.
وتقول مازومدار شو، التي تبلغ من العمر الأن 65 عاما: “قال لي مسؤولو التوظيف بهذه الشركات صراحة إنهم لا يحبذون
تعيين امرأة في مجال صناعة الجعة”.
مما لا شك فيه أن هذا الوضع كان مجحفا بحقها وغير منصف، ولكن ربما شاءت الأقدار أن تواجه هذه العراقيل لتبتعد
تماما عن مجال صناعة الجعة.
.
بداية تأسيس شركتها :
لقد انضمت كيران إلى شركة بيوكون المحدودة للمواد الكيميائية الحيوية في كورك/أيرلندا كمدير متدرب ، وفي السنة ذاتها
بدأت شركتها الخاصة “بيوكون” في مرأب منزلها المستأجر في بنغالور برأس مال أصلي يقدر ب١٠ آلاف روبية هندية ، ثم
تزعمت تطورها من شركة لتصنيع الإنزيمات الصناعية إلى شركة أدوية حيوية متكاملة ذات رصيد جيد من المنتجات
والبحوثات التي تركز على مرض السكري والأورام و أمراض المناعة الذاتية .
في البداية، كانت “بيوكون” تصنّع الإنزيمات التي تستخدم في إنتاج المشروبات الكحولية والورق وغيرها من المنتجات.
وكان معظم عملائها في الولايات المتحدة وأوروبا.
وكانت تصنّع لمصانع الجعة إنزيمات مستخرجة من ثمرة الباباظ أو البابايا تمنع حدوث التفاعلات التي تؤدي إلى ظهور
عكارة في الجعة عند تبريدها.
وفي مطلع القرن الحالي، شرعت الشركة في التركيز على إنتاج المستحضرات الصيدلانية البيولوجية، وهي أدوية مشتقة
من مصادر حيوية.
وقد أدر عليها هذا النشاط ربحا وفيرا، وفي عام 2004، أصبحت شركة “بيوكون” ثاني شركة هندية تتخطى حاجز المليار
دولار في اليوم الذي طرحت فيه أسهمها في البورصة الوطنية في الهند.
وتقول مازومدار شو، التي تتولى منصب رئيسة مجلس إدارة الشركة: “كانت مفاجأة لم أتوقعها بالمرة، فرغم أننا كنا ندرك
أن نختلف عن سائر الشركات في السوق الهندي، إلا أننا لم نهتم بإعادة تقييم الشركة التي ارتفعت قيمة أسهمها منذ
بداية تأسيسها”.
وبلغت إيرادات الشركة عن السنة المالية الأخيرة 172 مليون دولار، ووصل إجمالي الربح إلى 18 مليون دولار. وأصبح للشركة
فروع في ما يربو على 100 دولة، وتجني الشركة 68 في المئة من عائداتها من الأسواق العالمية. وتسهم مستحضرات
الإنسولين بأنواعها بالنصيب الأكبر في أرباح الشركة.
يقول أبهيمانيو سوفات، رئيس قسم الأبحاث بمجموعة “إنفولاين” للخدمات المالية بالهند: “تلتزم كيران بجميع معايير
وضوابط إنتاج المستحضرات الصيدلانية البيولوجية وتطبقها بصرامة”.
ويضيف: “وإذا تمكنت الشركة من الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في دول أخرى، قد تتضاعف أرباحها أربع
أو خمس مرات مع حلول عام 2021”.
وتأمل مازومدار شو، التي تمتلك 40 في المئة من أسهم شركة “بيوكون”، في المستقل أن تنافس كبريات شركات الأدوية
في الغرب. وتقول: “أريد أن أدخل مضمار المنافسة مع هذه الشركات العملاقة”.
وتوجت نجاحاتها في التجارة والأعمال بجائزة “بادما بوشان”، وهي واحدة من أرفع الجوائز في الهند، بالإضافة إلى العديد
من الجوائز الأخرى.
تقول مازومدار شو إنها عندما تنظر إلى مجتمع التجارة والأعمال في الهند تشعر “بخيبة أمل”، لعدم وجود أي مليارديرة
عصامية أخرى.
لكنها لا تزال تعلق أمالا على النساء في الهند لتغيير الوضع الحالي، وتقول: “أتمنى أن يزداد عدد المليارديرات العصاميات
في الهند في السنوات العشر المقبلة. أما في الوقت الحالي، فأتمنى أن أرى سيدات أعمال ناجحات، سواء كن عصاميات أو
غير عصاميات. كل ما أريده هو أن تتولى المزيد من السيدات أدوارا قيادية في عالم التجارة والأعمال”.
وتقدم مازومدار شو النصح والإرشاد للكثير من رواد الأعمال الواعدين، من الرجال والنساء.
وتقول مازومدار شو إن نصيحتها لرواد الأعمال هي: “الإخفاق حدث عابر، لكن الاستسلام هو نهاية المطاف. فلا تخشى
من الإخفاق. بل عليك أن تقاوم وتتحمل وتبذل قصارى جهدك لبلوغ خط النهاية”.
.
مكانتها والجوائز التي حصدتها
وقد تم منحت كيران وسام جوقة الشرف عن إسهاماتها البارزة في العلوم الحيوية ، كما حصد عملها الرائد في هذا القطاع
العديد من الجوائز مثل جائزة بادما شري القديرة عام ١٩٨٩ وجائزة بادما بوشان عام ٢٠٠٥ من حكومة الهند .
وكانت ضمن أكثر ١٠٠ شخص تأثيرًا في العالم في مجلة تايم ، كما أنها على قائمة فوربس لأقوى ١٠٠ سيدة في العالم ،
وتقع ضمن أفضل ٥٠ امرأة في قائمة الأعمال الخاصة بمجلة تايمز المالية .
كما قامت بدمج شركة بيوكون الخاصة للمستحضرات الدوائية الحيوية لتصنيع وتسويق تشكيلة من العلاجات الحيوية في
مشروع مشترك مع المركز الكوبي للمناعة الجزيئية ، حيث تشكل قناعتها -بأن الاحتياجات الصحية لا يمكن توفيرها إلا من
خلال ابتكار يسير- الفلسفة القيادية التي ساعدت بيوكون في تصنيع وتسويق الأدوية بأسعار اقتصادية .
وفي الوقت الراهن تمتلك بيوكون أضخم كمية إنسولين في آسيا بالإضافة إلى أكبر الوسائل لإنتاج أجسام مضادة
معتمدة على النضح Perfusion-based Antibodies .