احذر.. هذه أسباب فشلك الوظيفي – جزء 2
7 أكتوبر، 2019ماذا تعرف عن فن التسويق بالقضايا؟
7 أكتوبر، 2019قبل بضع سنوات، طرح كل من أدريان جوستيك وتشيستر إليتون كتابًا أسمياه “الموظف غير المرئي”، تناولا فيه ظاهرة غريبة ومؤثرة في أداء
الموظفين؛ إذ يلفت المؤلفان نظرنا إلى الكثير من الحقائق المفاجئة والمدهشة في نفس الوقت.
فمثلًا يستخلص المؤلفان، بعدما اطلعا على تجارب الكثير من الشركات والمؤسسات وبعدما أجريا دراسات وبحوثًا معمقة حول مشكلات العمال
والموظفين، أنه نادرًا ما يكون المال هو السبب وراء مغادرة الموظفين أعمالهم، بل إن بعض هؤلاء الموظفين يذهبون إلى مؤسسات ليتقاضوا رواتب
أقل مقابل حصولهم على الدعم والتقدير المعنوي.
إذن، من حسنات هذا الكتاب، أنه يطرح مشكلة فريدة، ويطرح لها حلولاً مختلفة وبشكل جذري. إن ما يمكننا قوله في هذا الصدد، وبناءً على هذه
الدراسة، أن ظاهرة الموظف غير المرئي من بين أخطر الظواهر التي تواجه المؤسسات الصناعية.
.
الموظف غير المرئي.. سمات وسلوكيات:
من المهم بالنسبة للقادة والمدراء في شتى الشركات أن ينقبوا عن هؤلاء الموظفين غير المرئيين، وأن يلحظوا وجودهم؛ حتى يقوّموا سلوكهم، ويعالجوا
تلك الظاهرة السلبية، والتي تؤثر سلبًا في أداء الموظفين ومعدلات إنتاجهم، فما هي سمات الموظف غير المرئي؟
يمكن القول، بداية، إن “الموظف غير المرئي” هو ذاك الموظف الذي يشعر بالتهديد والتجاهل وعدم التقدير؛ ولهذا لا يتجاوب إلا بالطريقة الوحيدة التي
يعرفها؛ وهي أن يبقى في الظل، وينجز من العمل ما يكفي فقط ليبقى في وظيفته.
إذن، فالموظفون غير المرئيين ليسوا أولئك الذين لا يعملون، وإنما هم أولئك الذين يعملون بمعدلات محدودة، تضمن لهم فقط البقاء في مواقعهم
ومناصبهم المختلفة.
لكن ليست هذه هي السمة الأساسية في الموضوع؛ إذ ربما يكون السبب في معدلات الإنتاج المتدنية مرض أو تقاعس مؤقت، أو أي سبب آخر، لكن
للموظف غير المرئي عدة سمات يمكن التعرف عليه من خلالها، وهي تلك التي يمكن ذكر بعضها على النحو التالي:
1- الحضور إلى العمل شكليًا فحسب، دون حضور ذهني.
2- هو دائمًا منشغل بمشاكل وموضوعات أخرى خارج العمل.
3- عدم الاهتمام بأهداف وقيم فريق العمل الذي ينتمي إليه.
4- يؤدي دائمًا الحد الأدنى من مهامه.
5- يبدو في كل أحواله غير مكترث بعمله، بل يحرض الآخرين على ذلك.
6- ليس مقصرًا في عمله فحسب، وإنما يقلل من جهود الآخرين.
7- دائم الذم في مديره، ومقتنع بأنه مدير سيئ.
8- يحرض الآخرين على عدم الالتحاق بشركته.
9- يتعجل مغادرة موقع عمله.
وبعد، فهذه بعض سمات وسلوكيات الموظف اللا مرئي، والتي ينبغي على المدراء أن يلاحظوا تواجدها أو بعض منها عند أي من موظفيهم؛ حتى يمكنهم
معالجتها بسرعة؛ خاصة أن الموظفين غير المرئيين كالسرطان، لا يتوقف ضررهم على أنفسهم فحسب، بل إنهم كالشرارة التي تنتشر بين
كل الموظفين.
.
لماذا يلجأ الموظفون للتخفي؟
لكي نكون منصفين، لا يمكننا أن ننحي باللائمة فقط على الموظف الذي قرر أن يؤدي الحد الأدنى من مهامه، والذي يضمن له البقاء في منصبه،
وإنما تتحمل المؤسسات جزءًا من أسباب تفشي هذه الظاهرة.
فالمنطق يقول إن أحدًا لا يريد أن يبقى مكانه كما هو دون تغيير أو تطوير، ولكن المؤكد أن هناك أسبابًا دفعته إلى اتخاذ هذا القرار.
أبرز هذه الأسباب: شعور الموظف بأن مواهبه وقدراته لا يتم تقديرها على النحو الأمثل، أو أنه يتعرض للكثير من الضغوط والتوتر داخل موقع عمله،
وبالتالي يتخذ قرارًا عقلانيًا بالاختفاء والابتعاد عن الأنظار، أو أنه يلاحظ أن أفكاره لا تُوضع موضع التنفيذ، وأنه يتم الضرب بها عرض الحائط، ويرد
عليه مدراؤه متأخرًا جدًا، ويتم تجاهله بشكل دائم.
ومن بين أسباب انتشار هذه الظاهرة بين الموظفين، كون هذا الموظف اللا مرئي يجد أن كل أعضاء فريقه يحصل على نفس المكافأة دون تمييز بين
الموهوب والموظف العادي، أو أن يشعر بأنه يتم معاملته على أنه مجرد ترس في آلة وليس إنسانًا، رغم أنه يتمتع بالكثير من المواهب الخلاقة والكامنة.
وفي النهاية، يمكن القول، إن الاستراتيجية المثلى لتفادي حدوث هذه الظاهرة وانتشارها هو أن يقدر، كل مدير أو رئيس في العمل، أعضاء فريقه، خاصة
الموهوبين والمجدين منهم، ويُشعرهم بأهمية وجدوى ما يقدمونه، فبدون هذا سنجد أن كل ما لدينا من موظفين هم موظفون صوريون، ولا جدوى
حقيقية من وجودهم.