هناك الكثير من الأسئلة التي تشغل بال رواد الأعمال الناشئين بدءًا من الفكرة إلى التنفيذ، وإنما تكمن الصعوبة في أن عدم

وجود خبير يجيب عن هذه الأسئلة أو حتى يساعد في الإجابة سيؤدي لاستهلاك وقت وجهد كبيرين، ناهيك عن أن عدم

الإجابة عنها خطورة أكبر. وبدء مشروع صناعي مثله، تقريبًا، مثل بدء أي مشروع آخر، من جهة الخطوات التأسيسية، المتعلقة

بالتخطيط واختيار الموقع وما إلى ذلك.

قد تكون هناك بعض الخصوصية للمشاريع الصناعية، فهي مشاريع تتطلب، عادة، عمالة كثيفة، وآلات ومعدات مختلفة.

سوى أن ما يعنينا هنا هو أنه قبل بدء أي مشروع صناعي ينبغي أن تكون الأمور واضحة، وأنه تمت الإجابة عن الأسئلة

المحورية، تلك الإجابات التي ستكون بمثابة المرشد على طول الطريق من الفكرة إلى التنفيذ.

ونحاول  تقديم إجابة عن سؤال حول كيفية بدء مشروع صناعي في خطوات وذلك على النحو التالي:

.

اقرأ أيضًا:8 أسباب تجعل تدريب الكوادر أولوية قصوى للشركات الصناعية

.

التفكير والتخطيط

لا يقدم رواد الأعمال المخضرمون على تنفيذ أفكارهم دفعة واحدة، ولا بشكل عشوائي، وإنما هم يعرفون بدقة ماذا يريدون،

ثم يقومون بدراسات وأبحاث سوق ومسوح مستفيضة؛ كي يتعرفوا على الواقع الفعلي للسوق.

ومصادر المعلومات كثيرة أبرزها الغرف التجارية، سوى أن خطوة جمع المعلومات والتعرف على السوق ليست كل شيء،

وإنما هي الخطوة الأولى، فبعدها يجب أن يأتي فرز وتحليل هذه البيانات، والخروج منها بأفكار واستنتاجات جديدة، قد تفضي

إلى تحوير الفكرة أو تعديلها أو تطوير المنتج الذي يودون تقديمه.

العبرة هنا أن التخطيط لكل شيء في المشروعات بشكل عام خطوة تأسيسية لا يمكن التخلي عنها؛ فرواد الأعمال الناجحون

لا يشرعون في العمل ثم يحاولون الإجابة عن الأسئلة مثل: لمن أبيع منتجي؟ ما هو السعر الذي سأبيع به؟.. إلخ. وإنما هم

يفعلون العكس، يخططون ثم ينفذون.

.

اقرأ أيضًا:9 عادات سيئه تُعرض انتاجيتك للخطر

.

دراسة الجدوى

بعد التفكير المطول، وإجراء البحوث السوقية، واستكشاف واقع السوق، ومعرفة نوعية المنتج الذي سيتم تقديمه، تأتي

الخطوة المهمة التالية وهي دراسة الجدوى. لنلاحظ أنها خطوة لاحقة لاتخاذ القرار، وأن الترتيب هنا مهم.

تهدف أي دراسة جدوى إلى تحقيق النتائج بأقل التكاليف، وتكمن أهميتها في أنها تضمن، إلى حد بعيد، عدم تعرض المشروع

لمخاطر عالية، كما أنها تفكر في التمويل وسبل الحصول على المال اللازم لإطلاق المشروع.

.

خطوات إجرائية وإدارية

هناك الكثير من المزايا والفرص التي تقدمها الدول _أيًا كانت_ للمشاريع الصناعية؛ وذلك لأهمية هذه النوعية من

المشاريع وقدرتها على الإسهام في دفع الاقتصادات الوطنية قُدمًا، وبالتالي فمن المهم اتخاذ خطوات إجرائية محددة؛

للحصول في نهاية المطاف على القرار المرخص للمشروع، والذي يخول للمستثمر الاستفادة من المزايا التي تقدمها الدولة

للمشاريع الصناعية. تبدأ هذه الخطوات بإعداد ملف المشروع وتنتهي بالحصول على الترخيص الصناعي النهائي.

.

اقرأ أيضًا:خمس نصائح يجب مراعاتها عند الاستعانة بمصادر خارجية لتطوير المنتج

.

موقع المشروع

المشروعات الصناعية لا تقام في الفراغ، ولا يمكن القيام بها «أون لاين»، وإنما يلزمها موقع محدد على الأرض، وهذه

الخطوة تستلزم التعاون والتنسيق مع المدن الصناعية والبلديات المختلفة؛ حتى يتم تخصيص موقع المشروع في واحدة من

المدن أو المناطق الصناعية. هذه خطوة مهمة قبل إعداد خطط الهندسة التشغيلية والمشاركة التعاقدية مع الكيان المؤجر،

وعادة ما يكون عقد الإيجار طويل الأجل.

.

التنفيذ

هذه هي نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى، فإذا كنا بدأنا من الفكرة على أمل أن نرى المشروع ماثلًا على أرض الواقع، وإذا

كان ذلك حدث بالفعل، فهذا معناه بدء مرحلة جديدة، وسلسلة جديدة من الخطوات والإجراءات التي يتعين القيام بها لكي

نضمن بقاء المشروع ونجاحه. التنفيذ، إذًا، نهاية مرحلة وبداية أخرى.