نصائح مالية مهمة لرائدات الأعمال
1 أكتوبر، 2019كل ماتريد معرفته عن التسويق المباشر
2 أكتوبر، 2019
ربما يكون قانون الاحتمالات هو القانون الأكثر تأثيرًا في عملية التخطيط، والعمل وفقًا لمقتضياته هو أحد مهام أي مخطط استراتيجي أو إداري.
إن التخطيط، في الجوهر، هو عبارة عن اتخاذ قرار بناءً على معلومات غير مكتملة، وأحيانًا غير دقيقة، وهذه المعلومات تتأثر، في الغالب، بمنطق
الصدفة ومبدأ الاحتمالات.
وعلى ذلك، فإذا أردنا أن تكون خططنا محكمة، وأن تؤتي ثمارها المرجوة، فعلينا، أولاً: أن نعتمد على معلومات دقيقة بأكبر قدر ممكن، طالما أن الدقة
المطلوبة متعذرة على الدوام، وثانيًا: لا يجب ألا يعزب عن بالنا أبدًا أننا نرسم خططًا في الفراغ، ونخطط للمجهول، ومن ثم لا يجب أن نكون حاسمين
بشأن قراراتنا التخطيطية، ولا متحجرين في تطبيقها؛ فالمستقبل لم يأت بعد، وكل ما نفعله هو توقع ما لم يأت، ومحاولة الاستعداد له.
.
كثافة التخيل وعمق التركيز:
الآن، بعدما وضعت خطة معينة لبلوغ هدف محدد ما عليك إلا أن تتخيل نفسك وقد أنجزت المهمة بنجاح، وستلاحظ أنك، أثناء عملية التخيل هذه، أدركت
حجم المخاطر التي ستواجهك، والطرق المناسبة لتخطيها، وتسمى هذه الطريقة بالتخيل الحي.
وطريقة التخيل الحي طريقة شائعة الاستخدام إلى حد كبير، ولا يقتصر استخدامها على مجال التخطيط المتعلق بالأعمال التجارية؛ إذ هي تصلح للكثير
من الأمور والأنشطة، بما فيها الأنشطة الرياضية.
وأفضل طريقة لاستخدام وتطبيق “التخيل الحي” هو أن تركز تفكيرك على هدف معين، وغاية واقعية، مستبعدًا كل الاحتمالات والتوقعات غير الواقعية،
وهذا التركيز سيُكسبك الثقة في أنك قادر على إنجاز ما خططت له.
ومن بين أبرز مزايا طريقة التخيل الحي هذه أنها تعتبر، في حد ذاتها، محفزًا، فأنت، مثلاً، كرائد أعمال أو صاحب شركة ناشئة، تتخيل نفسك وقد
أنجزت فكرتك، وحققت من ورائها أموالاً طائلة.
لا ترديك هذه الطريقة فريسة أحلام اليقظة، وإنما تعطيك القوة الدافعة لمواصلة السير، والقدرة على تخطي كل الصعاب، ناهيك عن أن “التخيل الحي”
يتيح لك، بطريقة أو بأخرى، معرفة جميع الاحتمالات، واختيار أفضل السبل والطرائق للتعامل معها.
.
التزم وأشرك الآخرين:
إذا كانت ملامح خطتك اتضحت بالنسبة لك تمامًا، وإن كان انبثق عنها عدة مهام فرعية صغيرة، فعليك أن تلزم نفسك بإنجاز كل هدف من هذه الأهداف
في وقت محدد، ليس هذا فحسب، بل أبلغ الآخرين بهذه المهام، سواء كان هؤلاء الآخرين هم شركاؤك في العمل، أو أصدقاؤك.. إلخ.
وإنما تنبع أهمية إشراك الآخرين معك في أنهم سيساعدونك في التحسين من خططك، وتطويرها، عبر لفت نظرك إلى احتمالات وأحداث غير متوقعة
لم تكن قد أعدت لها العدة من قبل. وقد تجد، من بين هؤلاء الآخرين، من يشجعك على المضي قُدمًا، ويشحذ همتك لإنجاز مهامك على الوجه الأكمل.
.
ابدأ سريعًا:
متى يجب أن تبدأ العمل على تنفيذ الخطة؟ الجواب الصحيح عن هذا السؤال هو التالي: ابدأ في تنفيذ الخطة متى كنت مستعدًا، وليس عندما تشعر
أن الخطة اكتملت.
إن الانغماس في التخطيط، والإفراط فيه ضرر كبير، عكس ما قد يبدو في الظاهر، فهذا الانغماس لن يؤدي إلى شيء إلا المزيد من التخطيط، ولن
يؤدي إلى العمل أبدًا، فالمنطق أن يعمل المرء، وأن يشرع في تنفيذ خطته الأولية، على أن يُعدّل فيها ويطورها كلما فرضت الوقائع ذلك.
.
النجاح قرين العمل:
يأتي النجاح مقرونًا بالعمل، وليس التخطيط، لا يعني هذا أن التخطيط غير مهم؛ بل على العكس، فهو مرشدك في عالم يموج بالصدف والمفاجآت موجًا،
لكن العمل هو الذي يحسّن الأداء، ويطور المهارات.
إن المرء الذي حقق نجاحًا باهرًا في مجال من المجالات، وأتقن استخدام قانون الاحتمالات، من المرجح أن نجاحه سيسري على كثير من المجالات
الأخرى، فالنجاح معدٍ في حد ذاته، وما نبغيه هنا هو وضع قدمك على أولى درجات النجاح عبر العمل الشاق والمضني.
وعندما يحقق المرء أولى نجاحاته سيجد أنه من اليسير عليه التعامل الأمثل مع الصدف والمفاجآت، وسيجد نفسه يتقن استخدام ما أسميناه قانون
الاحتمالات، فلا يتعامل مع الأحداث الطارئة بتشنج ولا عصبية، بل هو أعد عُدته لها، وبالتالي يتعامل معها بأريحية تامة، وهو ما يضمن نجاحه
في تخطيها.