مهمة اصطياد العملاء
28 أبريل، 2020كيف تتغلب على الكسل في رمضان؟
28 أبريل، 2020
يشهد قطاع الأعمال زيادة تدريجية في المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة، والتي يطلق عليها المنتجات الخضراء؛ إذ أصبح
بيعها المنتجات موضوع الساعة، لكن الأهم من ذلك هو كيف تسوق لها التسويق الأمثل الذي يضمن بيعها للجمهور، خاصة
وأن تكلفتها عادةً ما تكون أعلى من نظيرتها التقليدية؟
وبالرغم من ذلك، زاد اتجاه العملاء والمستهلكين إلى شراء مزيد من المنتجات الصديقة للبيئة؛ بترشيد استخدام الطاقة أو
الموارد، أو التقليل من استخدام المواد السامة والملوثات وإهدار الموارد.
إن اتجاه الشركات الكبرى للتنويع الواسع والوفرة في المنتجات والخدمات الخضراء، يمثل دليلًا واضحًا على أن كثيرًا من
المستهلكين بدأوا يتجهون بالفعل لشراء تلك المنتجات؛ فأصبحت الأغذية العضوية، ومنتجات النظافة المنزلية، والمنتجات
الورقية المصنعة عن طريق تدوير المواد المعالجة الحيوية الصديقة للبيئة- على سبيل المثال- واسعة الاستعمال،
وسهلة المنال.
هذا لا يعني أن تسويق المنتجات والخدمات الخضراء أمر يسير كما يعتقد البعض، فقد أوضحت دراسة أجريت مؤخرًا
بالولايات المتحدة الأمريكية أن سبعة من كل عشرة أمريكيين يؤيدون إطلاق صفة “الخضراء” على المنتجات الخضراء
كأسلوب تسويقي، كما أن الإحصائيات المتعلقة بمثل هذه المنتجات نادرة بصورة مثيرة للعجب.
ونظرًا لعدم وجود تعريف أو تصنيف للأعمال التجارية صديقة البيئة؛ فهناك صعوبة في جمع معلومات عن الأعمال التجارية
القائمة الصديقة للبيئة؛ لذا نجد أن المعلومات شحيحة عن الوكالات وأصحاب حق الامتياز للمنتجات صديقة البيئة.
ولبناء الثقة لدى المستهلك؛ وبالتالي زيادة المبيعات، فينبغي أن تقيِّم حملتك الترويجية على أسس واقعية.
ويمكن في هذا الصدد، الإشارة إلى ما حدث لشركة “فورد موتورز”، عندما أصدرت مجلة إعلانات عن مصنعها الجديد
المصمم وفق مواصفات حماية البيئة؛ فاعتبرها بعض النقاد تغطية للضعف الاقتصادي في نظام الوقود بسيارات
“إس يو في” التي تنتجها الشركة.
لذلك، قبل إطلاق حملة تسويقية للمنتجات الخضراء الصديقة للبيئة، يجب مراعاة هذه العوامل التي تمثل مفتاحًا للنجاح؛ وهي:
.
تشجيع محلات بيع المنتجات الخضراء:
لأن أغلبية المستهلكين لا يشترونها بالضرورة استجابة لدواعي حماية البيئة، فالنمو في مبيعات الأغذية العضوية والأجهزة
المنزلية الموفرة للطاقة على سبيل المثال، يعزى- إلى حد بعيد- إلى رغبة المتسوقين في شراء أطعمة صحية، مع تحقيق
وفر في المال. وهنا علينا الإجابة عن السؤال الأساسي الذي يدور في ذهن المستهلك؛ وهو: “ما الفائدة التي تعود علي؟”
.
توفير المال:
لا شك في أنَّ توفير المال مع إنقاذ البيئة أمر ضروري للمستهلك، خاصة إذا كان المنتج باهظ التكلفة، فينبغي في هذه
الحالة تقديم رسالة تسويقية، تقوم على أساس القيمة التي سيحصل عليها المستهلك في هيئة تقليل التكلفة؛ عبر دورة
حياة المنتج، أو خلال عمره الافتراضي؛ وذلك مثل لمبات الفلورسنت وسخانات المياه الموفرة للطاقة – مثلًا- فهي لا تفيد
البيئة فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تحقيق وفر كبير للمشتري، بمرور الوقت.
.
الترويج للسلامة والصحة:
يفضل البعض- مثلًا- مواد التغليف المركبة، برغم أنها أكثر تكلفة، على الألواح المعالجة بالضغط والمتشربة بالعناصر
السامة، والتي تتطلب جهدًا مضنيًا في الطلاء أو التشريب بالألوان المطلوبة، وكذا استخدام المواد الكيميائية الحافظة؛ ما
يتطلب التركيز على إسهام المنتج في تعزيز صحة المستهلك.
وقد أوضحت بعض الدراسات أن تركيز المستهلك على فوائد المنتج ومزاياه؛ مثل “استخدام آمن للأطفال”، و” ليس بالمنتج
مكونات سامة” أهم لديه من معرفة مزاياه؛ مثل “التعبئة بمواد قابلة للتدوير وإعادة الاستخدام “.
.
توفير الراحة للمستهلك:
كانت حملات تسويق المنتجات الخضراء في البداية لا تراعي عنصر توفير الراحة للمستهلك، ففشل السيارات الكهربائية يرجع
إلى حاجتها المستمرة لإعادة الشحن؛ بمعنى أن ذلك يرهق المستهلك؛ لذا ينبغي مراعاة هذا عامل توفير الراحة في
المنتجات الخضراء.
على سبيل المثال، تسمح ولايتا كاليفورنيا وفرجينيا لسائقي السيارات الهجين (التي تستخدم نظامين للوقود) بالسير بمفردها
في الشوارع شديدة الازدحام؛ وهو ما سوَّقت له أيضًا شركة “تويوتا” لتوفير الراحة للسائقين في المناطق شديدة الازدحام.
قد يكون لمنتجك- في نهاية المطاف- القدرة على إنقاذ البيئة، ولكن إقبال المستهلكين على شرائه سيزيد إذا وفر أيضًا
وقتهم وجهدهم ومالهم، وأفاد صحتهم، وخدم أغراض سلامتهم.