ماذا تعني إدارة الجودة الشاملة للمؤسسات؟
4 سبتمبر، 2019لزيادة الإنتاجية.. 9 خدمات تُوفرها جوجل
4 سبتمبر، 2019
على الرغم من أن إخفاء الهوية لا يزال موضوعًا ساخنًا، يتم بحثه في عالم الإنترنت، إلا أن الوضع قد تغير بظهور الخدمات المصرفية عبر الإنترنت،
ومواقع التواصل الاجتماعي، والتجارة الإلكترونية، وخدمات شخص لشخص؛ إذ تعد الهوية الرقمية عنصرًا حاسمًا في نجاح أي منصة رقمية.
وتأتي الخدمات المصرفية في مقدمة المجالات التي تكون فيها القدرة على التحقق من هوية الشخص بطريقة آمنة، شرطًا أساسيًا للوصول إلى
الخدمات الأساسية.
وبالنظر إلى سكان العالم اليوم، هناك ما يقارب 1.5 مليار شخص لا يمكنهم الحصول على الخدمات المصرفية اليومية؛ لعدم قدرتهم على إثبات هويتهم
من خلال شهادة ميلاد صالحة، أو جواز سفر، أو إثبات الإقامة من خلال فاتورة خدمات، أو بعض الوسائل الأخرى لاستيفاء إجراءات KYC
(اعرف عميلك) التقليدية.
وبالإضافة إلى الوصول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، فقد تم التحقق أيضًا من هويات معظمنا من خلال مجموعة كبيرة من الخدمات مثل
Google وFacebook وBlizzard والقائمة تطول؛ عبر مختلف وسائل التحقق من الهوية التي تشكل شبكة مترابطة؛ إذ تؤكد هويتك أنك مؤهل
للوصول إلى خدمة أخرى.
.
هاتفك المحمول
غالبًا ما تعتمد المصادقة ثنائية الهوية أو تحديد الهوية على رقم هاتفك المحمول، فعندما تختار تسجيل الدخول باستخدام Facebook، فأنت تسمح
لفيسبوك في هذه الحالة بأن يمثلك على الإنترنت، فإن كان ذلك ملائمًا غالبًا للوصول السهل والسريع إلى أحدث تطبيق جوال تريد تجربته، لكنك تدفع
الثمن؛ من خلال السماح لفيسبوك بمشاركة ليس بياناتك فقط، بل وهويتك الرقمية أيضًا.
ومع ذلك، فإن هويتك الرقمية تتعدى مجرد بيانات تسجيل الدخول الخاصة بك؛ إذ تتكون من آلاف نقاط البيانات التي تشكل ملفك الشخصي
وأمورك المفضلة.
وها أنت اليوم، تقوم بنشرها عبر الإنترنت؛ حيث يمتلك Facebook هويتنا الاجتماعية، ويعرف تجار التجزئة أنماطنا في التسوق، وتتمتع وكالات
الائتمان بجدارة ائتمانية لدينا، ويعرف Google جميع اهتماماتنا منذ نشأة الإنترنت، كما يمتلك البنك الخاص بك تاريخ الدفع؛ ونتيجة لذلك، يتم تحليلنا
جميعًا بالتفصيل للتنبؤ بسلوكنا المستقبلي، وتحويل هويتنا الرقمية إلى عملة.
.
لصوص الإنترنت
إننا لا نفتقر فقط لملكية بياناتنا الخاصة، بل إن هويتنا الرقمية مجزأة، وتشاركنا فيها أطراف ثالثة، ولا تنقل هذه الأجزاء الصورة كاملةً، كما أنها تقترح
أيضًا نقاط ضعفنا لتلك الأطراف الثالثة.
على سبيل المثال، يستفيد لصوص الإنترنت (الهاكرز) من هذا الأمر في البلدان التي ليس لها معرّف وطني؛ وذلك عن طريق إنشاء هويات رقمية
مصطنعة؛ من خلال الاشتراك في الخدمات الرقمية، والتقدم بطلب للحصول على ائتمان، فعلى الرغم من رفض طلب الائتمان الأولي، يتم تلقائيًا إنشاء
ملف ائتمان؛ وبالتالي إنشاء مسار ورق رقمي لشخص غير موجود.
ومع نحو 10 ملايين ملف ائتمان جديد يتم إنشاؤها في الولايات المتحدة سنويًا، لن يكون سهلًا اكتشاف الهويات المزيفة؛ إذ تحصل هذه الهويات بمرور
الوقت على الائتمان؛ الأمر الذي يكبَّد البنوك خسائر بسبب هذا الاحتيال، تتراوح ما بين مليار دولار وملياري دولار سنويًا.
وبعد العرض المتكرر لكيفية استغلال بياناتنا الخاصة، ومع تحليلات كامبريدج- المثال الأكثر بروزًا- أصبحت الخصوصية مصدر قلق متزايد
للجمهور أيضًا.
.
الخصوصية الرقمية
تسعى Apple إلى زيادة هذا الاهتمام بالخصوصية الرقمية؛ باتباع طريقة مختلفة تمامًا عن نظيراتها؛ من خلال “تسجيل الدخول باستخدام Apple”؛
حيث تمثل الخصوصية نقطة البيع الرئيسة لاستخدام خدمتهم بدلًا من Google وFacebook.
يتم اقتراح Blockchain في أغلب الأحيان؛ كحل فضي لجميع احتياجات الهوية الرقمية؛ الأمر الذي لفت انتباه مارك زوكربيرج الذي يتناول ما يراه
إيجابيات وسلبيات النهج اللامركزي للهوية الرقمية؛ كون Facebook وسيطًا مثاليًا، فإن فقدان ملكية جميع هوياتنا هو الخدعة الأكبر لنهج لامركزي
للهوية الرقمية في نظر زوكربيرج.
تمتلك الشركة القدرة على تعزيز مكانتها كمزود رائد لحلول الهوية الرقمية العالمية؛ من خلال الإطلاق المرتقب للعملة المشفرةLibra على
Facebook؛ حيث يشير كثيرون إلى الهوية اللامركزية المرتبطة بـالعملة Libra، باعتبارها الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في خطط Facebook.
وهناك بند خفي في الوثائق ينص على: ” نعتقد أن الهوية الرقمية اللامركزية والمحمولة، شرط أساسي للاندماج والمنافسة المالية، وتطوير وتعزيز معيار
الهوية المفتوحة؛ كهدف إضافي للجمعية”.
.
أمور حرجة
بالرغم من كون الهوية الرقمية الموحدة والمثبتة مفيدة لمستخدمي ومقدمي الخدمات الرقمية، إلا أنّ السماح لفيسبوك أو جمعيةLibra بأن يكون الوصي
على هويتنا الرقمية المدمجة، يهدد مستقبل كل من الخصوصية والديمقراطية.
.
النسيان نقطة ضعف
ولقدسية الهوية اللامركزية، نقاط ضعف؛ وهي أنفسنا كبشر؛ إذ لا يمكن أحيانًا الاعتماد عليها؛ كوننا نميل إلى النسيان، فالسماح للمستخدمين بالاحتفاظ
بالمفتاح الوحيد للوصول إلى هوياتهم الرقمية، يعد كارثة إذا ما مات الشخص، أو نسي كلمة المرور؛ إذ لا يمكن لأحد الاتصال، وفي الوقت نفسه لا
يوجد زر “نسيت كلمة المرور”؛ لاستعادة ملكية الهوية!
من الصعب تصور مستقبل للهوية الرقمية، دون اللجوء إلى وصي على الهوية، يحافظ على الاتصال المؤكد بين النفس البشرية المادية والرقمية، ويضمن
عدم استخدام أية بيانات دون موافقة، ومراقبة السلوك الضار، ويوفر الدعم للمستخدم في حالة وجود مفتاح ضائع؛ ما يتطلب أن يقدمه ويشرف عليه
كيان منظم.
هناك حل واحد مضمون، مثل هذا الحل يعتمد على الثقة ويجب أن يمنح المستخدم النهائي ملكية كاملة لبياناته الخاصة، على غرار قابلية نقل البيانات
بموجب النظام العام لحماية البيانات.
هناك كثير من الأمور الحرجة التي تجعلنا يقظين، عندما يتعلق الأمر بهويتنا الرقمية، فنحن نرى خروقات هائلة للبيانات؛ إذ يتم اختراق البيانات
الشخصية والتلاعب بالآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبغض النظر عن التكنولوجيا، والوصي الذي نقترحه لحل هذه المشكلة، لابد أن تنتمي هويتنا لنا كأشخاص، بدلًا من شركة واحدة، أو مجموعة شركات
تسعى لاستغلال بياناتنا؛ لتحقيق الربح من ورائها.