استراتيجيات الحفاظ على راحة العمال ..طريقك لزيادة الانتاج
21 أكتوبر، 2020استراتيجيات التسويق خارج النطاق الإقليمي لبيع أكثر تنافسية
22 أكتوبر، 2020
ينطلق روبرت غرين؛ مؤلف كتاب «قواعد السطوة»، من تصور واضح وصريح مفاده أن السعي إلى السلطة أمر منطقي
بل إنساني، فلدى الإنسان شهوة للسيطرة على الآخرين، وإخضاعهم لتأثيره، وكلما خفت أثر سلطته عليهم زاد اكتئابه وحزنه.
سوى أن الحصول على السلطة يقود إلى المزيد من البحث عنها، لكونك إنسانًا يجب عليك، إذًا، أن تسعى إلى التأثير في
الآخرين، غير أن الأمر هنا لا يتعلق بعملية إكراه أو إخضاع بالمعنى الحرفي لمثل هذه الكلمات، ولكن السطوة التي يتحدث
عنها روبرت غرين تقود إلى خضوع طوعي يقوم به الناس نحوك.
إذًا يحاول كتاب «قواعد السطوة» أن يرسم لك الطريق التي يمكن لك من خلالها أن تكون قويًا وذا سلطة على الآخرين.
اقرأ أيضًا:10 عادات قوية تجعلك مليونيراً
.
ذكاء الثقة وجدوى العداوة
إن الهدف الذي يسعى كتاب «قواعد السطوة» إلى تحقيقه هو مساعدتك في أن تصل إلى أهدافك ومطلوباتك الخاصة؛
عبر نوع من السطوة (الرمزية والناعمة) على الآخرين، لكن كونك تسعى لكي تكون نافذًا ومؤثرًا لا يعني أبدًا أن تكون عنيفًا
وصداميًا،فالعكس هو المطلوب دائمًا.
وينصحك «روبرت غرين» في قواعد السطوة؛ وبشدة، ألا تتخطى رؤساءك أبدًا، وألا تشعرهم يومًا بضعفهم أو قلة حيلتهم.
لا شك في أن كل واحد منا نحن بني البشر يتوفر على مجموعة من العيوب، لكن على الرغم من ذلك لا يحب أن يدركها
أحد غيره.
وإذا أشعرت مدراءك أو قادتك بضعفهم أو بأنك أفضل منهم فسوف تثير حفيظتهم ضدك، وتدفعهم إلى معاداتك، وربما
إلى سحقك. كن ذكيًا ولا تحارب إلا وقت تأكدك من النصر، وتأكد أيضًا أن:
«لحظة الانتصار غالبًا ما تكون لحظة الخطر الأكبر».
لكن أعداءك مطلوبون أيضًا، وجودهم مهم؛ فهم دائمًا مضطرون إلى تبرير أنفسهم أمامك، إلى إثبات ولائهم لك، وهذا في
حد ذاته أمر مهم؛ إذ ستجد الطريقة التي تعرف من خلالها دخيلات أنفسهم. وكلما توفر لديك أعداء أذكياء كنت محظوظًا
عن حق.
والعداوة مهمة، من ناحية أخرى؛ إذ إنها ستكفيك مغبة الثقة. الثقة قد تودي بك إلى المهالك، فقد تثق في أحد ويخونك
فيما بعد، أما عدوك فستكون متنبهًا له طوال الوقت، وبذلك ستأمن جانبه. الطعنات التي تأتي من الخلف أشد إيلامًا دائمًا.
والذكاء طبعًا يقتضي أن تكون أهدافك سرية، ألا تعلنها لأحد؛ فلن يستطيع أحد _أيًا كان_ أن يقف في طريقك إذا لم يكن
يعرف ما الذي تسعى إليه أصلًا. وحتى وإن تفاجأ الناس بك وأنت تحقق أهدافك فسيكون الأوان فات للوقوف في وجهك
أو عرقلتك.
.
اقرأ أيضًا:7 أسئلة قوية يطرحها القيادي الناجح
.
القوة والصمت والانتباه
لم يتحدث صاحب كتاب «قواعد السطوة» عن هذه العلاقة الثلاثية بشكل صريح، لكن يمكنك استنتاجها بسهولة من خلال
أطروحات المؤلفة المتعاقبة. ما الأمر إذًا؟ ألم تلحظ أنه كلما كان المرء قويًا كان أكثر صمتًا؟
الضعفاء ثرثارون، مهذارون، أما الأقوياء فقوم راسخو القدم، معتدلو الحديث، يتكلمون كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وفيما هو
مجدٍ فحسب. وقديمًا قيل: «المرء مخبوء تحت لسانه» و «تكلم حتى أراك»، فلا تفصح عن عيوبك ونقائصك بالكلام الكثير.
الكلام يكشف سوءاتك ونقاط ضعفك، فخذ منه بقدر الحاجة فقط.
لكن ماذا عن مسألة الانتباه تلك؟ أولًا نحن نعني بها انتباه الآخرين إليك، أن تكون موضع التركيز والاهتمام، فكون المرء
عائشًا في الظل _على طريقة أبطال خوان خوسيه مياس_ أمرًا مغريًا ومريحًا، لكنه لا يتوفر على مكاسب تُذكر.
وأنت إذا كنت قليل الكلام، قليل الانخراط مع الآخرين، ولا تفعل إلا ما هو ضروري معهم، وباستثناء ذلك فأنت منخرط في
التفكير في أهدافك وطموحاتك الشخصية، فالمؤكد أنك ستكون موضع اهتمام الآخرين، إنهم يريدون أن يفهموك، أن
يدمجوك في قوالبهم الجاهزة.
وتذكر أن الغائب هو الأكثف حضورًا، أو كما يقول «ميلان كونديرا» في رواية «المزحة»:
«المنيع هو، دومًا وقبل كل شيء، موضوع رغبة متأججة».
وبقدر كونك بعيدًا، وغامضًا بالنسبة للآخرين ستكون موضع اهتمامهم وتركيزهم؛ الغموض جاذبية. لكن تأكد أن اهتمام
الآخرين بك أو تركيزهم معك ليس مطلوبًا في حد ذاته، وإنما قد يكون معرقلًا في بعض الأحيان، فالهدف هو استخدام هذا
التركيز معك لصالحك وتجنيده من أجل مساعدتك في تحقيق أهدافك ومصالحك.
.
اقرأ أيضًا:كيف تبني لك إسما قويا على الشبكات الإجتماعية في 5 خطوات
.
الناس أحجار على رقعة الشطرنج
هل تقوى فعلًا على التعامل وفقًا لهذه الطريقة؟ أن يكون كل الناس أحجارًا على رقعة الشطرنج الخاصة بك والتي صنعتها
أنت بنفسك. تلك طريقة جيدة _طالما كانت في الحدود الأخلاقية_ لكنها تحتاج إلى ذكاء كبير.
فأولًا: ليس عليك الذهاب إلى الخصم ومقارعته في أرضه، ولكن عليك فقط أن تغريه، أن تجلبه إلى أرضك ثم تجرده من كل
أسلحته. العجلة ليست بالأمر المحمود أبدًا، وإنما إذا تمكنت من تحريك خصومك وفق خطتك المرسومة سلفًا فسيكون سهلًا
بالنسبة إليك التغلب عليهم.
ويجب عليك أيضًا أن تجعل أفعالك بمثابة «الطُعم» الذي يلتقمه الناس لكي يأتوا إليك، الكلام وحده لن يجدي نفعًا، ولن
يصل بك إلى شيء، وغالبًا ما تؤدي الكلمات الكبيرة إلى نتائج عسكية، أما الأفعال فهي أبلغ وأمضى أثرًا.
حين تتصرف بصدق، وإخلاص ونزاهة سيثق الناس بك، وحينئذ سيكونون حقًا على رقعة الشطرنج الخاصة بك.
ومن بين ما يتوجب علينا التشديد عليه في ختام تأويلنا لـ كتاب «قواعد السطوة» هو أن كل القواعد الموضوعة هنا _والتي
يبلغ عددها 48 قانونًا_ يجب أن تكون مُغلفة بغلاف أخلاقي، وأن تنطلق من هذه السياقات الأخلاقية، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، لا تتصور أنك ستكون بارعًا في الإلمام بهذه القواعد وتطبيقها قاطبة دفعة واحدة، الأمر بحاجة إلى وقت،
والمؤلف نفسه ينادي بتخصيص يوم واحد لكل قانون. وعلى كلٍ فالكتاب من الكتب التي يجب أن تُقرأ بانتظام وعلى فترات
متقاربة، إنه دليلك للتعامل في مجتمعات تعج بالبشر والصراعات معًا.