كيف يصبح الموظفون الأوفياء قيمة تسويقية مُضافة ؟
7 يناير، 2020اجتماعات العمل.. كيف تكون مجدية؟
8 يناير، 2020
أن تكون رائد أعمالٍ أو قائدًا لفريق عمل؛ فذلك حتمًا تحدٍ هائل. وأن تكون قائدًا لمجموعة كبيرة من الأشخاص لوجهة ما، أمر شاق، فإذا كانت قيادة
الفريق في الرخاء أمرًا صعبًا، فإنها أثناء الشدة أكثر صعوبة.
لا يوجد قائد أو رائد أعمال، لا يواجه أزمات في مسيرته، لكن لعل أكثرها؛ ما يواجهه على المستوى الشخصي؛ فتلك أكبر مما يواجهه على المستوى
المهني؛ فقد تصبح الهجمات الشخصية خناجر باسم النقد، تغتال فيك القائد ورائد الأعمال، إلا أنها قد تنبهك أيضًا إلى هجمات أكثر قادمة.
وعلى الرغم أن النقد الشخصي ليس مُرحبًا به كليًا، إلا أنه قد يكون مفيدًا أحيانًا؛ إذ يُظهر لك نوايا الناقدين، وما يخبئه المستقبل منها، كما يساعدك في
أن تُظهِر مهاراتك في التعامل مع الظروف المحيطة بك أثناء الأزمات.
واعلم أنَّ العداوة والخصومة قدرٌ لابد منه، فليس هناك من يُحاط بالأصدقاء فقط، بل لابد أن يكون للأعداء والخصوم نصيب. ومثلما تختار أصدقاءك
بعناية، يجب أن تختار أعداءك بعناية، فلا تصنع أعداءً لا قيمة لهم لك، يجرونك للقاع، بينما تسعى أنت لبلوغ القمة.
عندما قُتِل كريس هاني؛ رئيس الحزب الشيوعي بجنوب أفريقيا، اندلعت مظاهرات واسعة في البلاد ضد حكومة دي كليرك. كان نيلسون مانديلا وقتها،
قد خرج من السجن بعد 27 سنة قضاها فيه؛ لتمرده على الحكومة، لكنه دعا للسلام في الوقت الذي أرادت فيه الحشود الانتقام، فبدلًا من أن يكون في
صف تلك المظاهرات، وجد أنه ليس مفيدًا أن يجعل الحكومة من قائمة أعدائه وهو في تلك السن المتقدمة؛ فذلك لن يخدم مصالحه وأهدافه، فجعلها
كشريك محتمل في تلك الفترة، رغم رفضه- وهو في السجن- الانصياع لشروط تلك الحكومة.
عليك كقائد، أن تعلم من تضعه ضمن قائمة أعدائك، ومن تتسامح معه، أو تتجاهله دون أن تنسى ما فعله؛ إذ يقول أحد الحكماء:” إنَّ الغبي لا يُسامح
ولا ينسى، والساذج يسامح وينسى؛ أما الحكيم فلا يسامح ولا ينسى”.
ولابد قطعًا من وجود مشاعر الصفح والانتقام، كمشاعر الحب والكره، فإن لم تشعر قط بمرورك بمواقف أردت فيها الانتقام، فأنت أمام أمرين؛ إما أنك
تكذب على نفسك، أو أنك لا تملك سوى إرادة الاستسلام والظهور بمظهر بطولي؛ بالصفح المُجبَر عليه.
وليس المقصود بمشاعر الانتقام، الإيذاء الجسدي، بل انتقام شعوري من خلال العقل؛ فعندما تعتريك رغبة الانتقام، فلا تتسرع في تسوية الحسابات من
أجل إشفاء غليلك، بل اختر الوقت المناسب، والأدوات المناسبة، عندما تواجه أي رد فعل تسبب في إحراجك.
عندما تراكمت أسئلة الإعلاميين على الوزير الراحل غازي القصيبي، حول سبب هزيمته أمام منافسه الياباني في أمانة الأمم المتحدة، فكان رده:” عندما
تكون في معركة، والرصاص منطلق، فإنَّ التفكير المنطقي حينها يكون صعبًا؛ إذ يقول المثل: [اصبر لين، يركد الرمي]”.
ويقول روبرت جرين في كتابه” 48 قانون للسطوة”: ” إذا ترك أحدٌ النار بصرف النظر عن مدى ضعفها، فإنها ستعود في النهاية لتشتعل”. لذلك وضع
روبرت القانون الخامس عشر: “عندما تسحق عدوك، فاسحقه تمامًا”، ويقول:” يُضّيع كثيرون من الجهد والنجاح في الانتصار؛ بتوقفهم عن مواصلة
الهجوم؛ ما يتيح الفرصة للعدو؛ ليتعافى ويسعى للانتقام”.
ليس بالضرورة- كقائد ورائد أعمال- أن تتعجل في رد الفعل، فقد يستغرق ذلك وقتًا طويلًا، وربما تستطيع- بدلًا من الانتقام- أن تجعل ذلك العدو حليفًا
محتملًا، كما فعل مانديلا. لكن قبل ذلك، تأكد من أين تأكل كتف خصمك بإتقان، وعندما تبدأ في سحقه، تأكد من سحقه تمامًا، فعندما ترد الدَّيْنَ فعليك
بـ”رد الصاع، صاعين”.
.
د. عبد الله بن إبراهيم السلطان
دكتوراه في القيادة – مستشار وموجه قيادي
1 Comment
[…] وعبر إدراك هذه الحقيقة السابقة سيكون من السهل على رائد الأعمال أو صاحب المشروع الصغير ضبط عمليات الشراء الخاصة به، […]