ثمة نمط اقتصادي جديد آخذ في الانتشار، بفعل الرقمنة والتحولات التقنية الكثيرة، وهو ما يعرف بـ «اقتصاد الانتباه»؛ حيث

يحاول صانعو المحتوى، ومالكو التطبيقات والمواقع الإلكترونية المختلفة الاستحواذ على انتباهك لأطول فترة ممكنة،

وطالما أنك لست الوحيد الذي يقدم محتوى على هذه المنصات فإن المحتوى الجذاب هو سلاحك الوحيد بل هو الخيار

الذي لا بد منه أيضًا.

لا مناص إذًا من أن يكون محتواك جذابًا وفريدًا، ولا أظن أن أحدًا سيجادل في هذه النقطة، لكن السؤال هو: كيف نصل

إلى المحتوى الجذاب؟ وهو ذاته السؤال الذي نحاول الإجابة عنه على النحو التالي.

.

اقرأ أيضًا:9 أخطاء شائعة في تسويق المحتوي عليك تجنبها للتفوق علي منافسيك

.

تخصيص المحتوى

المحتوى الجذاب هو المحتوى المتخصص، سواءً كان متخصصًا في مجال معين أو متعلقًا بفئة معينة، والأمران واجبان: أي

أن تقدم محتوى متخصصًا في مجال معين ولفئة معينة، لكن المهم أن تحدد، أولًا، الفئة التي سوف تستهدفها بالمحتوى

الخاص بك، ثم أن تخصص المحتوى وفقًا لاحتياجات هذه الفئة.

يمكن أن تبدأ بالمحتوى لتصل إلى الفئة المستهدفة، أو أن تستهدف فئة معينة ثم تقدم لها المحتوى الذي يناسبها، كلا

الأمران وارد، وعليك أن تخصص محتواك.

.

تضمين الصور ومقاطع الفيديو

إذا كنت تعمل في مجال صناعة المحتوى الرقمي فستدرك جزمًا أن الجمهور أمسى ملولًا، ويريد أن يحصل على المعلومة

بأفضل وأسرع طريقة ممكنة، وتذكر أن هدفك هو جذب هذا الجمهور، ودفعه لقضاء أكبر وقت ممكن على موقعك أو

مدونتك، ومن ثم فإن الصور ومقاطع الفيديو تقدم لك خدمة كبيرة في هذا الصدد، فالناس ينجذبون إلى ما تراه أعينهم

بالدرجة الأولى ثم إلى ما تسمعه آذانهم، إنها طرق التعلم السهل والسريع، ولا يجب عليك _كصانع محتوى_ أن تسقطها

من حساباتك.

.

اقرأ أيضًا:أربعة أخطاء يجنب تجنبها من قبل مسوقي المحتوي

.

اللغة غير الرسمية للكتابة

تسعى الكثير من العلامات التجارية إلى الكتابة بشكل احترافي صارم  _وهذه ليس خطئًا في حد ذاته_ غير أن هذه الصرامة

قد تصيب جمهورك بالملل، ومن ثم سيدبر عن متابعتك أو القراءة لك؛ لذلك من المحبذ أن يكون هناك نمط غير

رسمي/ شخصي في الكتابة، حتى يشعر كل فرد من متابعيك أو قرائك بأنك تحدثه شخصيًا.

هذه الألفة ستنعكس إيجابيًا على مدى انتشار المحتوى الخاص وتأثيره في الجمهور المستهدف.

.

روح الدعابة

يحب الناس النكات، كما أن المواضيع المملة يمكن جعلها أكثر إثارة عبر إضافة القليل من الدعابة إليها.

لكن احذر، فثمة خيط رفيع هنا، فالفكاهة لا تعني الإسفاف أو الابتذال، وإنما المطلوب منك هنا أن تضفي نوعًا من الفكاهة

والمرح على المحتوى الخاص بك، فالإسراف أو الابتذال في أمر كهذا ستكون عواقبه وخيمة.

واحرص، دائمًا، على عدم نشر أي مواد مسيئة أو بغيضة، استخدم بدلًا من ذلك النكات باعتدال في جميع أنحاء المقالة،

وحاول الموازنة بين ملاحظاتك المرحة والملاحظات الأكثر جدية واحترافية.

.

اقرأ أيضًا:11 درس في إنشاء المحتوي من أعظم الشخصيات المبتكرة

.

السرد القصصي

الإنسان حيوان حكّاء _ولجوناثان غوتشل كتاب يناقش فيه هذه المسألة باستفاضة_ ولذلك يولي الناس القصص اهتمامًا

كبيرًا، فإذا أردت أن تصل إلى المحتوى الجذاب فحاول استخدام السرد في طريقة عرضك.

يمكن أن تكون هذه القصص أمثلة من الحياة الواقعية، مثل دراسات الحالة، أو يمكن أن تكون رسومًا توضيحية تساعد الناس

في فهم موضوع معقد أو غير مثير للاهتمام، المهم ألا تسقط في فخ السرد الباهت للمعلومات.

.

تشجيع فضول القارئ

هناك الكثير من الموضوعات التي قد لا تكون تعنينا بالدرجة الأولى، ولكن ومع ذلك تجد نفسك مدفوعًا للضغط على الرابط

والانهماك في قراءتها، ما السر إذًا؟ إنها لغة التشويق والإثارة، وكلما كان المحتوى الذي تقدمه ينطوي على مفاجآت أو شيء

غير متوقع كان أكثر جذبًا للجمهور.

إن المطلوب منك هو أن تلهب حماس القارئ، وأن تحسه على قراءة ما تكتب، ولكن ذلك لن يأتي بين عشية أو ضحاها،

وإنما أنت بحاجة إلى تدريب مستمر حتى تصل إلى المحتوى الجذاب بشكل حقيقي، وملكة الكتابة لا تُصقل إلا بالتجربة.