من المفترض أن نظافة مكان العمل أمر بديهي، لكن المسألة أخذت منحى أكثر أهمية وخطورة مع انتشار فيروس كورونا

المستجد، فلو كانت النظافة، فيما قبل، مسألة شخصية فالحفاظ عليها أمسى، الآن، مطلبًا جماعيًا.

وتُظهر مسألة النظافة العامة تلك، سواء في مكان العمل أو في أي مكان به تجمع بشري، نوعًا من المسؤولية تجاه الآخرين،

والحفاظ عليهم وعلى سلامتهم الشخصية، ولئن كان لفيروس كورونا من فضيلة _ولا بد في بعض الأحيان أن نبحث عن

المنحة في قلب المحنة_ فهي أنه أكد أننا جميعًا، سكان تلك المركبة الأرضية، سكان هذا الكوكب، في مركب واحد، وأن

الضرر الذي يطال شخصًا ما في أقصى جنوب الكرة الأرضية قد يصل إلى ذاك الموجود في أقصى شمالها، إنها شروط

العيش في العصر العولمي.

.

اقرأ أيضًا:العمل في زمن ريادة الأعمال.. تأملات فيما بعد الكورونا

.

النظافة وزيادة الإنتاجية

بين نظافة مكان العمل وزيادة الإنتاجية علاقة جد وطيدة، ولا أظنها غائبة عن أحد، فمن الناحية الفيزيقية: مكان العمل غير

النظيف يُعد مرتعًا خصبًا لانتشار الفيروسات، وهو ما يؤدي إلى زيادة فرص مرض الموظفين أو انتقال العدوى إليهم،

وبالتالي يؤدي غياب الموظفين التام أو مرضهم إلى تردي معدلات الإنتاج، وضعف الجودة في حالة حضورهم إلى العمل

وهم منهكون من المرض.

وعلى الصعيد النفسي، فإن نظافة مكان العمل سوف تعمل على توفير مكان عمل متناغم وخال من الإجهاد والقلق، ناهيك

عن أن أحدًا لا يحب العمل في مكان فوضوي أو غير نظيف، قد يكون من المحبط للغاية أن تأتي إلى مكان عملك وتضطر

إلى التعامل مع الفوضى والقمامة في كل مكان.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نحن نهتم بـ نظافة مكان العمل من أجل معدلات الإنتاج فحسب؟ هذا السؤال يقودنا

إلى قضية أكثر عمقًا، وهي أهمية المسؤولية الاجتماعية؛ فالشركة التي تحرص على صحة موظفيها لا تفعل هذا من أجل

الربح أو الحفاظ على معدلات الإنتاج فقط، وإنما لأنها تقوم بدورها الاجتماعي تجاه موظفيها والمجتمع ككل.

.

اقرأ أيضًا:التجارة الالكترونية في زمن الكورونا

.

لائحة قواعد جديدة

قررت في شركتك أن تجعل من نظافة مكان العمل أولوية قصوى، لكن الرغبة وحدها ليست كافية، ومن ثم فإن عليك أن

تضع لائحة جديدة لقواعد يتم من خلالها الحفاظ على العادات الصحية السليمة، وكذلك الاهتمام بالتخلص الآمن والصحي

من النفايات، ناهيك عن الالتزام بإجراء التباعد الاجتماعي وخلافه.

ما أنت بصدده الآن أشبه ما يكون بوضع عقد اجتماعي أو دستور جديد ينظّم عمل شركتك، ويضبط سلوكيات الموظفين

لتتناغم مع الإجراءات الاحترازية التي يجب الالتزام بها منعًا لانتشار الفيروسات.

.

الاستعانة بمنظف محترف

في بعض الأحيان لا تكون العادات الصحية السليمة كافية، خاصة إذا كنت تريد تنظيفًا شاملًا للشركة، وفي هذه الحالة قد

تكون بحاجة إلى الاستعانة بإحدى شركات التنظيف المتخصصة، وقد تفعل ذلك على أساس دوري منتظم.

ومهما كانت نوعية المهام التي ستطلب من هذا المنظف المحترف القيام بها، فإن جميعها تصب في بوتقة واحدة وهي

الحفاظ على نظافة مكان العمل وسلامة وصحة الموظفين.

.

اقرأ أيضًا:هل تكون ريادة الأعمال طوق النجاة من أزمة كورونا؟

.

عادات صحية

الحفاظ على نظافة مكان العمل ومنع انتشار الفيروسات بشكل عام مسؤولية مشتركة بين الموظفين وأصحاب الأعمال،

فعلى الموظفين الالتزام بالعادات الصحية التي سنأتي على ذكرها بعد قليل، وعلى أصحاب الأعمال مساعدتهم في الالتزام

بتلك العادات.

.

نظافة اليدين وغسلهما

إن الحفاظ على نظافة اليدين هو أهم الخطوات لتجنب انتشار الجراثيم. ويجب أن يتم غسل اليدين بالماء والصابون

لمدة 20 ثانية على الأقل.

ويجب على الموظفين استخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول في حالة عدم توفر الماء والصابون، كما يجب أن تحتوي

معقمات الأيدي على نسبة كحول تتراوح من 60 إلى 95%، لكن الغسيل بالماء والصابون مفضل، خاصة إذا كانت الأيدي

متسخة بشكل واضح.

وعلى أصحاب الأعمال أن يوفروا الصابون والكحول في مكان العمل، والتأكد من التزام الموظفين بغسل ودعك أيديهم كلما

دعت الحاجة إلى ذلك، ناهيك عن أنه من المهم توفير المناديل وصناديق القمامة اللازمة.

.

اقرأ أيضًا:الفرنشايز ما بعد كورونا.. كيف تستعد؟

.

آداب العطس والسعال

ينتشر فيروس كورونا _كما هو الحال مع غيره من الفيروسات الأخرى_ عبر رذاذ السعال أو العطس، ومن ثم يمسي التقيد

بآداب السعال والعطس أمرًا محتمًا، ومن هذه الآداب نذكر ما يلي:

-تجنب السعال أو العطس في يديك.

-تغطية فمك وأنفك بمنديل عند السعال أو العطس.

-وضع المناديل المستعملة في سلة مهملات.