إذا كنت رائد أعمال يسعى لنجاح مشروعه؛ من خلال توفير بيئة عمل صحية وإدارة متميزة، فكن على أهبة الاستعداد لأي أمر طارئ يدفع موظفيّك

لإظهار الغضب والتذمر، كالضغوط التي يشعرون بها في حياتهم الشخصية، أو نشوب النزاعات مع زملائهم أو مرؤوسيهم، أو اتخاذ الإدارة قرارات

تعسفية أو تعجيزية.

يقتصر دورك هنا على تحويل الأمر برمته إلى مدير الموارد البشرية بشركتك؛ ليطبق القوانين التي تسعى إلى تحقيق الأمان الكامل، والحفاظ على بيئة

عمل آمنة، وضمان جودة الإنتاج، وتوفير الربح للشركة، فأنت لست مُلزمًا بحلّ مشاكل موظفيّك الغاضبين والمتذمرين أو تقديم المشورة إليهم.

ولكن عليك أيضًا ألا تتجاهل غضبهم، بغض النظر عن سببه الحقيقي، لذلك نستعرض من خلال هذا المقال كيفية التعامل مع موظفيّك الغاضبين

بطرق مهنية وعلمية:

–  لا تتعجل في رد فعلك على سلوك الموظف المحبط أو الغاضب، ولكن يجب عليك في هذه اللحظة أن تتعامل مع تصرّفه وفقًا لسياسة الأمان

والضوابط التنظيمية المُتّبعة في الشركة.

.

–  دوّن السلوك الذي ارتكبه الموظف، وقم بقياس تأثير هذا السلوك الغاضب على مشروعك وعلى زملائه، وأطلعه على النتيجة التي حصلت عليها.

.

–  من الحكمة أيضًا أن تلجأ إلى عقد مشاورات سريّة حول الموظف الغاضب مع مديرين آخرين، لتُكون صورة كاملة عن موقفه قائمة على الفهم

والتحقق عما جرى، واطلب رأيهم حول ما ينبغي القيام به.

.

ستُجيز لك هذه المشاورات حق التفويض لاتخاذ إجراءات تأديبية، وستنبِّه موظفي الشركة الآخرين بأنَّ هناك خطبًا ما، كما سيتسنى لك مراجعة الموقف

لتتصرف بشكلٍ موضوعي بعيدًا عن العاطفة.

.

–  أخبر الموظف الغاضب، أنَّ ثمَّة بعض الأمور تودّ مناقشتها معه، وحدد موعدًا للاجتماع به، وذكره بتصرفاته وسلوكياته الإيجابية، مستشهدًا بمواقفه

وآراء زملائه وأصدقائه عنه.

.

وأعلمه بأنك لاحظت تغيّر سلوكه المغاير لطبيعة شخصيته، وأنك تنتظر منه أن يوضح الأسباب التي دفعته لهذا التذمر أو الغضب، وأشعره بأنك تنصت

إليه باهتمام شديد.

.

–  إذا عقدت اجتماعًا بالموظف الغاضب، وكانت مشاعر الإحباط تستحوذ على تصرفاته، حينها نحِّ تصرفاته الغاضبة جانبًا، وامنحه خيار العودة للحديث

عن المشكلة لاحقًا بعد أن يهدأ، وأعلمه أنك تدرك وتتفهم إحباطه وانفعاله، فهذه الطريقة تؤدي إلى جعله أكثر إنتاجيةً على المدى البعيد.

.

–  إذا كان سبب غضبه الإجراءات أو القرارات التي اتّخذَتها الشركة، وضّح له الأساس المنطقي الذي استندت إليه.

.

–   أكد للموظف الغاضب أنَّ دورك المهني هو ضمان أن يحظى جميع الموظفين ببيئة عمل آمنة، وأنَّك تحترم الحدود الشخصية، وابذل قصارى جهدك

لمساعدته في الخروج من حالة الإحباط التي تنتابه، واقترح عليه أن تحوله للإخصائي الاجتماعي بالشركة ليعمل على حل مشكلته.

.

–  لا ضرر من تقديم الدعم المعنوي الإيجابي للموظف الغاضب، والمبادرة بقول عبارات التعاطف التي تُعبِّر عن تفهمك لمشاعر غضبه؛ لتهدئ من

روعه وتجعله ينتبه لأخطائه ويُعدل سلوكه.

.

–  أطلع الموظف الغاضب على سياسات الانضباط والأمان المُتَّبعة في الشركة، بما في ذلك موضوع فسخ العقد إذا كان تمادي في غضبه بشكل لا يليق

وتصرفاته تستدعي هذا الأمر، أما إذا تراجع وعدَّل من سلوكه، فيجب عليك منحه دعمًا إيجابيًا.