رأس المال الخفي.. ماهو ؟
19 نوفمبر، 2019لي كا شينج.. سوبرمان القارة الآسيوية
19 نوفمبر، 2019
لا شك في أن تسارع التطور لمواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى حدوث طفرة نوعية على كل المستويات بجميع المجالات، وانطلاق ثورة حقيقية في
الاقتصاد العالمي.
وغالبًا ما يُنظر إلى مواقع التواصل على أنها منصة للتواصل والمشاركة بين المستخدمين، ولكنها تتطور بشكل لحظي حتى أثبتت أنها أكثر الطرق
والوسائل الفعالة للشركات للوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية بمختلف أنحاء العالم، ولا يخفى على أحد أن مواقع التواصل أسهمت بشكل كبير في دعم
الاقتصاد العالمي؛ من خلال إتاحة الملايين من الفرص الوظيفية، وإضفاء الطابع الديمقراطي على المعلومات ودفع العلامات التجارية لأبعد من حدودها.
قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتطورها بشكل كبير، كانت العلامات التجارية تتكبد أموالاً باهظة مقابل الإعلانات التقليدية عبر الوسائل المرئية
أو المكتبة وربما على شبكة الإنترنت، ورغم ذلك لا تصل إلى الجماهير المستهدفة، على عكس ما نشاهده الآن؛ حيث تمتلك الشركات والمؤسسات
التجارية المحتويات الرقمية وتقوم ببثها عبر نوافذ مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو الأمر الذي أدى إلى إزالة جميع الحواجز التي كانت تحول
دون الوصول إلى جماهير جديدة.
ومواقع التواصل لها فوائد كثيرة لجميع الشركات والمؤسسات التجارية وكذلك الاقتصاد العالمي، فمع ظهور الاقتصاد العالمي المضطرب نسبيًا، كان
عالم الأعمال يستفيد من مواقع التواصل للتسويق بطرق حديثة ومبتكرة في الوقت الحالي، وفي هذا الصدد يأتي السؤال: هل يُمكن للشركات الاستغناء
عن مواقع التواصل الاجتماعي؟ بالتأكيد لا؛ ففي ظل التعافي الذي يشهده العالم في الوقت الفعلي والتطور الهائل لمجالات التكنولوجيا، لم يحدث أي
تراجع حتى الآن في عملية استخدام مواقع التواصل والاعتماد عليها بشكل أساسي في استراتيجيات تلك الشركات، بل يُمكننا القول إنه زاد كثيرًا.
.
المشاركات والمحادثات المباشرة
ليس من قُبيل الصدفة أن مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بشعبية هائلة في مختلف أنحاء العالم، فنجاح هذه المواقع يعتمد بشكل كبير على المشاركة
والمحادثات المباشرة، فعندما تستخدمها في مجال عملك أو نشاطك التجاري، فإنها تُتيح لك المشاركات والمحادثات بشكل مباشر مع عملائك المُحيطين
بعلامتك التجارية، فبنفس القدر الكبير من الأهمية والقيمة التي تستحقها هذه المواقع، فهي في الحقيقة ليست وسيلة مجانية بحتة، ولكن الأمر قد يتطلب
وقتًا طويلاً لجعل هذه الوسائل تعمل من أجلك ومن أجل علامتك التجارية، وبكل تأكيد الوقت والجهد الكبير يساويان الكثير من المال.
إذن، كُن حريصًا على ألا يكون استخدامك لمواقع التواصل من أجل الدعاية فقط لعلامتك التجارية، ولكنك بحاجة أيضًا إلى استخدام هذه المواقع كوسيلة
تواصل للتفاعل مع عملائك والعملاء المحتملين، فهم يُريدون إخبارك بكل استفساراتهم ومشاكلهم التي يواجهونها في منتجاتك أو خدماتك.
.
إضفاء الطابع الديمقراطي على المعلومات
من نافلة القول، إن مواقع التواصل الاجتماعي صنعت شكلاً جديدًا في عملية التواصل؛ حيث أصبح من السهل مشاركة المعلومات والأفكار والمحتويات
الأخرى بشكل مباشر في جميع أنحاء العالم، وهو ما يعد ُفرصًا حقيقية يُمكن اقتناصها خاصة في القدرات المهنية.
ولعل سهولة تبادل المعلومات والأفكار بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، جعل هذه المواقع عبارة عن متاجر شاملة للباحثين عن فرص وظيفية
بمختلف المجالات؛ إذ يُمكن للمحترفين تبادل خبراتهم الخاصة مع المستخدمين الآخرين، وكذلك أفكارهم بشأن الوظائف اليومية أو غيرها من المعلومات
التي قد تهم الباحث عن العمل، وهو ما ساعد في خلق الشفافية الكاملة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تحسينات واسعة النطاق في سوق العمل، مثل
الأجور الأكثر عدالة والتوظيف الأكثر كفاءة؛ ما يؤدي بدوره إلى تحسين أحوال الموظفين.
.
التوسع والتمكين للعلامات التجارية
إن الدور الكبير والفعال الذي تؤديه مواقع التواصل الاجتماعي، أدى إلى تمكين العلامات التجارية من توسيع الحدود والوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية
عالمية بمشاركة، ففي هذا الصدد أشارت Hootsuite and We Are Social إلى أن هناك 3.028 مليار مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي
في جميع أنحاء العالم، حيث يُمكن للشركات والمؤسسات التجارية، التسويق للمحتوى والوصول إلى المستخدمين في نقاط اتصال متغيرة، الأمر الذي
يصبح أكثر أهمية مع استمرار دور التجارة الاجتماعية في اكتساب شعبية.
في نهاية المطاف، لا يخفى على أحد منا الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في حياة المستهلكين بمختلف أنحاء العالم، كما لا تزال مرحلة
الاندفاع الرقمي للاقتصاد العالمي في مرحلة النضج، ولكنها تسلط الضوء على الدور الكبير الذي تؤديه مواقع التواصل كأداة مهمة لتعزيز العلامات
التجارية ودفع التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.