نصائح أعضاء نادي المليونيرات – 1
23 ديسمبر، 2019تحديث الخطة الاستراتيجية.. هل هو ضروري ؟
23 ديسمبر، 2019
ثمة جهد كبير يُبذل من أجل إنشاء مشروع من المشروعات، ولكي تدخل عالم ريادة الأعمال _الذي هو مجال محفوف بالمخاطر_ فهذا الجهد وذاك
التعب ليسا كل شيء، بل إن حماية المشروع قد لا تقل أهمية عن الإتيان بالفكرة، وتأسيس المشروع وإطلاقه.
إن أي شخص يفكر في خوض غِمار تجربة ريادة الأعمال عليه إدراك أن كل الاحتمالات هنا واردة، بما فيها أسوأها؛ فالخسارة متوقعة، والفشل كذلك
وارد، ومن ثم لا يجب أن تأخذنا الأحلام الوردية بعيدًا عن الوقائع، والمعطيات العينية، ولا أن ندفن رؤوسنا في الرمال أمام شتى أصناف المخاطر
التي قد نتعرض لها.
.
برنامج للمخاطر
إذا اتفقنا على أن التهديدات ورادة قطعًا لأي مشروعٍ ما؛ بمعنى أن كل فكرة رائدة يتم تحويلها إلى مشروع واقعي ستكون معرضة لتهديد ما، من ثم فإن
وجود برنامج للمخاطر هو الآلية المثلى ليس من أجل حماية المشروع فحسب، وإنما لضمان بقائه كذلك.
ولنتذكر أن أهمية برامج المخاطر، والإدارات المختلفة التي تدشنها الشركات للتعامل مع تلك المخاطر والتهديدات تأتي من كثرتها، ومن أنها قد تكون
ذات أثر سلبي في المشروع بشكل عام.
على كل حال، ليس من الوارد ولا المنطقي القضاء على كل هذه التهديدات، وبهذه المناسبة، تجدر الإشارة إلى أن عنصر المخاطر الكامن في جوهر
ريادة الأعمال ليس سلبيًا على الإطلاق، بل هو الذي يدفعنا نحو أخذ الحيطة والحذر أكثر، وإلى أن نكون ملمين بكل المخاطر، ونحسن توقعها، وبالتالي
نتعامل معها بشكل جيد.
لكن، وبعيدًا عن هذا وذاك، فإن ما نبغي قوله هنا إن القضاء على كل المخاطر ليس منطقيًا ولا واردًا، وبالتالي فإن المسؤولية الواقعة على كواهلنا الآن
هي العمل على تقليل المخاطر، وتخفيض مستوى التهديدات كمًا وكيفًا.
.
وعلى الناحية الأخرى، علينا أن نُحسن استثمار هذا الكم المتبقي من التهديدات والمخاطر، والذي لم نستطع القضاء عليه، ولنجعله دافعنا نحو التعامل
بحذر وحيطة كبيرين.
.
استثمار المخاطر
ربما يكون الطرح الذي نقدمه هنا غريبًا بعض الشيء، إذ كيف يمكننا الاستثمار في المخاطر؟ في الواقع، إن هذا، بخلاف كونه “خيار الضرورة”
والكلمة لعالم الاجتماع الفرنسي الراحل بيير بورديو؛ أي أننا مضطرين لهذا الخيار، فإنه يمكننا كذلك استثمار هذه المخاطر وتلك التهديدات.
الخطر قائم، والتهديد موجود دائمًا، فلمَ لا نستغل هذه الحقيقة ونحسن استثمار المخاطر التي تجتاح مشروعاتنا الصغيرة، والتي لم تزل تخطو أولى
خطواتها في عالم الأعمال الزاخر بالكثير من الشركات الكبرى، ذات القدم الراسخ في مجالاتها المختلفة؟