القائد أم المدير.. أيهما أفضل للمؤسسات؟
20 يناير، 2020التحليل التنافسي للمشروعات الناشئة
20 يناير، 2020
يخضع التفاني في العمل لمعايير مختلفة، تنفذها أنماط متغيرة من المرؤوسين، بعد أن عانت الكثير من الشركات والمؤسسات لسنوات طويلة؛ بسب حالة
من التحدي للاحتفاظ بموظفيها.
وتسعى العديد من المنظمات العملية للاحتفاظ بالعاملين لديها، سواء من أصحاب الخبرات، أو الكوادر التي تتطلع لتطوير ذاتها بطريقة فعالة، الأمر الذي
تسبب في أن يشهد عالم الأعمال تركيزًا قويًا على ضرورة ضمان الرضا والأمان الوظيفي؛ لتحقيق مفهوم الولاء.
.
مفهوم الولاء الوظيفي
في البداية، يجب أن تعلم أن مفهوم التفاني أو الولاء الوظيفي أو Employee Loyalty، ينقسم إلى قدرة المنشأة أو المنظمة على الاحتفاظ بموظفيها
أطول فترة زمنية ممكنة؛ سعيًا للاستفادة من خبراتهم العملية في أداء الأهداف المنشودة لها، فضلًا عن بعض المشاعر الصادقة النابعة من داخل
الموظف ذاته تجاه مكان العمل؛ ما يضمن الانتماء للمؤسسة التي يعمل فيها.
ويغدو الفرد متمسكًا بعمله في حالة شعوره بالانتماء إلى المؤسسة أو الشركة، الأمر الذي يُولّد لديه شعورًا بعدم ترك العمل، ويستبعد الانتقال إلى
مكان آخر.
لا يرتبط إحساس الولاء للعمل بالمدة الزمنية التي يقضيها الموظف فيه، فمن الممكن أن ينمو هذا الشعور بداخلك فور بدء وظيفة جديدة؛ ما يساعدك
في الاحتفاظ بعملك، واكتساب المزيد من الخبرات، وبالتالي فإنك ستساهم في تحقيق أهداف المؤسسة الكبيرة.
يجب أن تعلم أن عملية الولاء الوظيفي تقترن بأخلاقيات العمل بشكل وثيق؛ حيث تتطلب ضرورة القيام بالعديد من الممارسات في ذلك السياق، بداية من
الامتثال للوائح والقوانين التي تسري على الإدارات كافة، فضلًا عن رسم سياسات أخلاقية صحيحة، تتمتع بالثقة من قِبل جميع العناصر البشرية التي
تتعاون معهم المؤسسة.
.
مظاهر التفاني في العمل
تتجلى مظاهر التفاني في العمل والولاء الوظيفي في تقبل الموظف واستيعابه لجميع أهداف المؤسسة التي يجب تنفيذها على الفور، وإظهار استعداده
وتأهبه لإنجاز المهمات المُكلف بها؛ سعيًا لتحقيق المصلحة العامة، الأمر الذي ينعكس على رغبة الموظف في الاستمرار بالعمل، وبذل قصارى الجهد
والطاقة؛ من أجل التقدم فيه.
ويخضع الموظف الذي يتمتع بانتماء وظيفي لتنفيذ السياسات المختلفة، سواء على صعيد المكافآت أو العقوبات، إضافة إلى غرس القيم والأخلاق، وبحث
الشكاوى المختلفة. وهنا؛ فإن كلمة الولاء تستدعي طرح سؤال شائك.
.
عبودية الوظيفة
ألم تسأل نفسك مرة واحدة على الأقل عن إمكانية تحول شعورك بالانتماء إلى عبودية مطلقة يمارسها الرؤساء عليك، وأنت تنفذ الأوامر بالحرف الواحد،
دون نقاش.
مع التفكير مليًا، ستجد نفسك وقعت ضحية العبودية اللا إرادية، بعد إظهار الانتماء والولاء للمؤسسة التي تعمل بها، بعد فترة من الوقت.
تستنزف الوظيفة من الفرد أثمن أوقاته، كما تسلب منه كل طاقته، ومن ثم فإنها تعطيه الفتات على هيئة راتب زهيد، لا يعادل المجهود المبذول
والإحساس الوهمي بالانتماء، فهل ترى كيف تكافح، تناضل، وتنتقل بين الأعمال المختلفة؛ من أجل ضمان الأموال اللازمة لتوفير معيشة مرضية لك
ولأسرتك، وهي _للأسف_ بمثابة عبودية في أبشع صورها؟
لا شك في أن الانتماء والولاء للمؤسسة يُعتبران من أساسيات العمل؛ إلا أنك تتعرض للكثير من المواقف التي تستوجب الحديث بجدية حولها، وعدم
الاستسلام للأوامر، والنقاش بطريقة لبقة ولائقة تضمن حقوقك، وهو الأمر ذاته الذي يحتم على الإدارات تقدير المجهود والعمل الجاد الذي يقدمه
الموظفون الأكفاء