كيفية تنفيذ فكرة مشروعك التقني؟
11 مايو، 2020التسويف عن قصد.. ادخر وقتك للأهم
11 مايو، 2020لعل أهم ما نخرج به من نتائج استطلاعات الرأي، لدليل دامغ على ما تتميز به العلامة التجارية الأجنبية من انضباط ودقة
في معايير الجودة وإدارة عملياتها، وكذا تدفق الموارد المتاحة لجميع الممنوحين، وقدرتها على الابتكار والتميز والتطور
المستمر، الذي يجعلها مواكبة للتغيرات؛ وهو ما لا نجده في العلامة التجارية المحلية.
ولعل هذا يرجع إلى أن العلامة الأجنبية قد تكون أكثر ملاءمةً لاحتياجات المستهلك المحلي، ولها انعكاسات إيجابية على
حركة الاقتصاد الوطني، واكتسبت ثقة لدى شريحة غير قليلة من المستهلكين، وتفرز ما يعرف بدوران رأس المال، وتعزز
الناتج المحلي الإجمالي. ومع كل آسف، تفتقد العلامات المحلية إلى الخبرة والدعم المقدم للمستفيدين منها محليًا ودوليًا،
بعكس العلامات الأجنبية التي تحقق نجاحات في السوق المحلية، علاوة على وجود ضعف في الخبرة الإدارية لدى أصحاب
العلامات الوطنية التي تعيق تقدم ونمو هذه العلامة بشكل صحيح؛ نظرًا للشلل الإداري الذي يصيب أركان هذه المنظومة
وعدم اكتمال الشكل الإداري الذي ينتج معه انسيابية الأعمال المالية والإدارية والفنية.
ولا شك في أنَّ العلامات الأجنبية تتميز بوضوح القوانين التي تحققها عقودهم بشكل تفصيلي ودقيق، يمنع أية ممارسات
أو تصرفات أو انتهاكات قد تصيب أيًا من مكونات هذه العلامة، ويتيح إدارتها وتشغيلها بالشكل الذي يجعلها أكثر جاذبية
للمستثمرين المحتملين، ولها أهداف واضحة واستراتيجيات بعيدة المدى، مع تركيزها دائمًا على الجودة، كما لديها رسالة
واضحة ومعلنة، علاوة على مراعاتها العوامل البيئية وصحة الإنسان، وملاءمة المنتجات لجميع أفراد العائلة، وطموحها لأن
تكون دائمًا في المقدمة، وهذا سر نجاحها.
.
لقد نجح الفرنشايز الأجنبي في سرقة أذهان وعقول المستهلكين؛ ليجعل لديهم صورة ذهنية جميلة، تجعلهم يتشوقون
وينتظرون طويلًا قدوم هذه العلامة التي احترمتهم، فبادلوها بالمثل.
.
ومن هنا، فإن الطريق طويل أمام علاماتنا الوطنية لمجاراة العلامات الأجنبية وتخطيها بأسلوب إدارة ناجح، ومنتجات إبداعية
مذهلة، وخدمات تفوق الخيال، وبصمة يستشعر معها العملاء الثقافة والفكر والإبداع للبلد الذي تنتمي إليه هذه العلامة.
.
هناك نقطة جوهرية أخرى؛ وهي عامل السعر، فقد نجحت العلامات الأجنبية في ضبط بوصلته بالشكل الذي يجد فيه
المانح والممنوح أرباحًا مريحة، وتثير لديهم غريزة التوسع والانتشار.
الموضوع ذو شجون، ولعل هذه المقالة ترسم طريق الأمل، وتفتح الباب أمام العلامات الوطنية لتبني استراتيجياتها
وأهدافها بطريقة محترفة، تضمن بقاءها في وجه المنافسة وتطوير خدماتها ومنتجاتها، وبناء قاعدة الإبداع والابتكار بداخلها،
والعمل بروح الفريق الواحد، والتجدد اليومي؛ فذلك كله يفك رموز أسرار نجاح العلامات الأجنبية.
.
ولا يفوتنا أن نقف سويًا على مسألة الفن التسويقي الذي جعل المستثمرين ورواد الأعمال يفضلون العلامات الوافدة كخيار
آمن لاستثماراتهم؛ ما يقودناإلى سر هامً تتمتع به العلامات الأجنبية، وهو الاهتمام بالبحث والتطوير، وقراءة منافسة السوق
جيدًا، واعتمادها على قياس النتائج وفق ما هو مخطط له.إنه النضج الفكري، والتشغيلي، والإداري، والمالي، والتسويقي،
الذي جعل العلامات الأجنبية تتربع على عرش قطاع الفرنشايز، على حساب العلامات الوطنية.