لم لا يتبع شغفه في هذه الحياة إلا قلة قليلة منا؟ فالأغلبية العظمى يهبون إلى أعمالهم لأداء وظائف لا يحبونها، بل يبذلون جهودًا
كبيرة لساعات طويلة لتحقيق أحلام ورؤى شخص آخر. وإذا حالفك الحظ، فستحظى برئيس رائع في العمل يسعى لتحفزيك
وإلهامك لتعمل على نحو أفضل، إلى جانب العمل مع زملاء ودودين يدعمون بعضهم الآخر في التحديات الداخلية والخارجية التي
تواجهونها جميعًا يوميًّا. ولكنك ما إن تعود إلى المنزل، فإنك لا تشعر بالسعادة أو بالإحباط، بل تشعر فقط أنك محظوظ بالحصول
على وظيفة ما.
أما بالنسبة لمن لم يحالفهم الحظ، فتخطي كل يوم هو بمثابة تحدٍ في حد ذاته، إذ يسيطر عليك الذعر والقلق من الاستيقاظ في
الصباح والذهاب إلى العمل، خاصةً إذا كان رئيسك في العمل يعاني من عقدة نقص، مما يزيد من صعوبة حياتك، لأنك تنتمي إلى
أجواء تدفعك دومًا إلى الشعور بأن قد تفقد وظيفتك في أي وقت، وزملاؤك يسيطر عليهم الخوف كذلك، فيطعنون الآخرين في
ظهورهم للمضي قدمًا.
قد يبدو النموذج الأول أفضل من الثاني، ومع ذلك فكلاهما غير مقبول، فالحياة أغلى وأقصر من أن نمضي ثانية واحدة في القيام
بأمور لا تروق لنا.
لذلك نقدم لك بعض النصائح لتتبع شغفك وتمتلك عملك الخاص.
.
1. تقليل حجم المخاوف المسيطرة
أي رائد أعمال يدرك تمامًا أن أي شركة بادئة تحيط بها مشاعر عدم التيقن والشك. وعملًا على التقليل من هذه المخاوف، لا بد
من وضع خطط إستراتيجية في محلها لتأتي بنتائج ملموسة. واحرص على التخطيط لعدة أشهر مسبقًا لتضمن أن يكون هذا
الانتقال سلسًا.
وفي بعض الأحيان، تكون أفضل طريقة لتقليل المخاوف هي تخيل أسوأ السيناريوهات الوارد حدوثها لتدرك أن الفشل ليس بهذا
السوء. وطالما إنك تخطط لأسوأ الحالات، فيمكنك إذًّا اتخاذ إجراءات أفضل لتجنبها.
وحتى إننا في بعض الأحيان نخشى النجاح؛ فالبدء في عمل جديد قد يقودك إلى مزيد من العمل ويمنحك مزيدًا من المال ومزيدًا
من الفرص، ولكنه قد يؤدي إلى تضييق الوقت، فضلًا عن فقدان الأصدقاء وتقليص الحياة الاجتماعية. ويجب إذًا التفكير في خلق
توازن بالحياة العملية لاحتواء هذا الخوف عوضًا عن الخوف منه.
.
2. تطوير الشبكات المهنية والإجتماعية
احرص على الانغماس على الفور في شغف جديد خارج إطار عملك كلما أتيحت له الفرصة. واحرص كذلك على حضور
اجتماعات وندوات ومؤتمرات والتواصل مع أشخاص في مختلف الشبكات المهنية والاجتماعية. وافعل كل ما في وسعك لتبدأ في
مقابلة أشخاص قد يصبحون عملاء محتملين و/أو زملاء عمل في المستقبل. وستحتاج أيضًا أن تبدأ في التفكير بأسلوب
إستراتيجي بشأن الخبراء والأشخاص المناسبين ممن يمكن الاتكاء عليهم بأكبر قدر ممكن.
.
3. تعلم مجموعات جديدة من المهارات وتطويرها
تعد الشركة البادئة تحديًا جديدًا تمامًا. فاحرص إذًا على قراءة الكتب والمدونات وحضور دورات تدريبية عبر الإنترنت إلى
جانب الوصول إلى عدد من المعلمين/ المدربين ممن قد يساعدونك في أوقات التحديات.
وغالبًا ما يكون اتباع الشغف من خلال تجربة الأمور المألوفة بالنسبة لك، ولكن إدارة الأعمال والقيادة هي جوانب تحمل مزيدًا
من التحدي؛ فإن إدارة فريق في عالم الشركات التقليدي من جهة، والجمع بين ملاك يجنون دخلًا ضئيلًا بشركة بادئة من جهة
أخرى لهما تحديان مختلفان تمامًا. ويأتي تعزيز المهارات المالية وغيرها من مهارات التفاوض والتشغيل إلى جانب جميع
التوجهات التي يجب أن يتبناها كل مدير تنفيذي على رأس الطرق التي يمكن من خلالها ضمان تحقيق النجاح.
.
4. إدارة الشؤون المالية الشخصية وكأنها شركة بادئة
بالطبع لا يوجد نتائج محددة ودقيقة لما يلي ولكن يمكن وضع بعض الأرقام العشوائية معًا:
*ما هي تكاليف إنشاء الشركة البادئة؟
*متى أتوقع جني العائدات؟
*ماذا عن النفقات الإدارية؟
*هل يمكنني الحصول على قرض؟
وما أن تصل إلى الرقم الذي تحتاجه، أضف بضع أشهر أخرى عليها لتيسير شؤون حياتك، واعتمد على ذلك لتحدد المبلغ الذي قد
تحتاج إلى وجوده بالمصرف قبل أن تقرر الانصراف عن الجهة التي تعمل لديها في الوقت الراهن.
وفي هذه المرحلة يتعين عليك التفكير في تكلفتين هما:
*موقفك المالي على المستوى الشخصي
*الحسابات المالية لشركتك البادئة.
وابدأ إذًا في اقتطاع كل الأمور غير الضرورية من حياتك وذلك لتخفيض معدل إنفاقك الشخصي لأدنى حد، ثم احسب المبلغ الذي
تحتاجه لتيسير شؤونك خلال عام واحد، وذلك لتحقق مكسبًا مفاجئًا.
واحرص على أن تُحضّر لحياتك الشخصية بما يساعدك على التكيف مع فكرة امتلاك شركة بادئة، وتطبيق مبادئك على الأعمال
والموارد المالية الخاصة بك.
.
يمثل الدعم عنصرًا غاية في الأهمية لتحقيق النجاح، فمجرد العلم بوجود أفراد عائلتك وأصدقائك محاولين إسعادك والتخفيف عنك
قد يحدث كل التغيير في مسار حياتك. وإذا لم يتوفر هذا الأمر لسبب ما، فيمكنك دائمًا أن تعثر على أفراد يتمتعون بنفس طريقة
تفكيرك، ممن يمكنك مقابلتهم في المؤتمرات والاجتماعات وغير ذلك
.
.