دليل تسويق المشاريع الصغيرة.. كل ما يجب أن تعرفه
30 أغسطس، 2020كتاب «ارسم مستقبلك بنفسك».. مبادئ للنجاح
31 أغسطس، 2020تعاني الكثير من مشروعات رواد الأعمال من مشكلات عديدة، والتي تؤدي إلى فشلها وانهيارها؛ منها أسباب فنية تتعلق
بطبيعة المجال الذي يعمل فيه المشروع، وأسباب إدارية أو اجتماعيه أو سوقية وغيرها، وتناول العديد من المحللين والكتاب
أسباب تعثر هذه المشروعات كما وضعوا العديد من الحلول للتغلب على هذه المشكلات.
لكن هناك سببًا لتعثر هذه المشروعات يغفل عنه الكثيرون، وهو إن لم يؤد إلى فشلها فقد يحصرها فى حجم معين دون نمو،
ألا وهو عدم وجود نظام محاسبي متكامل ومنتظم، فوجود نظام محاسبي للمشروع سوف يحافظ على موارده
وأصوله وممتلكاته.
.
وكما هو معروف فإن المحاسبة هي لغة رجال المال والأعمال، وهدفها الأساسي هو الحفاظ على الثروة في المجتمع؛ من
خلال تحليل الأحداث المالية وتسجيلها وتبويبها واعداد التقارير التي تبين المركز المالي للمشروع؛ أى ما يمتلكه من أصول
وما عليه من التزامات أو ديون، كما تُظهر المحاسبة نتيجة الأعمال من ربح أو خسارة في نهايه كل عام، فالتسجيل الدوري
المستمر لكل أحداث المشروع المالية، من تحصيل الإيرادات أو دفع مصروفات وشراء أصول أو سداد الالتزامات وغيرها
من العمليات المالية، سوف يضع باستمرار أمام رائد الأعمال صورة عن حقيقة الوضع المالي للمشروع، ومواطن
القوة والضعف فيه.
.
على سبيل المثال قد يلاحظ صاحب المشروع زياده المصروفات، ما يزيد من تكاليف الإنتاج وبالتالي يضطر المشروع الى
زيادة أسعار منتجاته، ومن هنا قد يفقد ميزه تنافسية كان يتمتع بها في السوق، لكن لا بد من أن يكون هناك تسجيل منتظم
للعمليات المالية الخاصة بالمشروع وبالتالي تكون أنواع المصروفات مقيدة بالدفاتر، وبتحليلها يتبين مثلًا ارتفاع مصروف
الكهرباء، عندها سوف يتخذ رائد الأعمال الإجراءات الكفيلة بالحد من زيادة استهلاك الكهرباء وبالتالي انخفاض تكلفة الكهرباء
ومن ثم انخفاض إجمالي المصروفات وتكلفة الإنتاج.
.
ويوفر النظام المحاسبي كذلك معلومات عن كل النواحي المالية، فأحيانًا نرى مشروعًا يحقق حجم مبيعات كبيرًا وبالتالي
إيرادات مرتفعة وتُظهر القوائم المالية ارتفاعًا في الأرباح، وفي النهاية نجد المشروع متعثرًا، وبالفحص والتحليل للقوائم
المالية نجد ارتفاعًا في نسبة المبيعات الآجلة وتراخيًا في التحصيل من العملاء، وليس هناك سياسة عامة واضحة يسير بها
رائد الأعمال في عملية البيع الآجل، ما قد يؤدى لضياع الكثير من الأموال.
.
من هنا تتضح أهمية وجود نظام محاسبي لأي منشأة مهما كان حجمها، تنبع من أهمية مجال عمل المحاسبة الرئيسي، وهو
العمليات المالية؛ أي تسجيل الأموال بأشكالها المختلفة، سواء عينية أو نقدية، عند دخولها المنشأة أو خروجها منها، والمال
كما نعلم هو عصب الحياة وقوامها وحتى نحافظ عليه لا بد من التسجيل الدقيق لكل العمليات المتعلقه به.
قد يقول قائل إن مشروعات ريادة الأعمال في بدايتها تكون صغيرة ولا تحتمل تعيين محاسب وبناء نظام محاسبي متكامل
وهذا أمر قد يكلفها الكثير، هذا صحيح وبالتالي نحن لا نقصد أن يتم بناء نظام محاسبي، سواء إلكتروني أو يدوي كامل
ومعقد، ولكن يمكن بناء برنامج محاسبي صغير على حسب حجم المشروع؛ بحيث يشمل العمليات الأساسية..
وليس من الضروري أيضًا وجود محاسب متخصص، ولكن يمكن لرائد الأعمال تعلم بعض مبادئ المحاسبة التي تمكنه من
التعامل مع النظام، والذي يمكن تنفيذه إلكترونيًا أو ورقيًا، وهناك الكثير من الشركات والمواقع والأشخاص الذين يصممون
أنظمة محاسبية وفقًا لحجم المشروع، وبالتالي لو كان المشروع ما زال في بدايته فستكون عملياته قليلة ويكفيه برنامج
محاسبي صغير يمكن لرائد الأعمال التعامل معه بسهولة.
.
ولندرك أهمية المحاسبة ووجود نظام محاسبي قوي فعلينا أن نلقي نظرة على مجموعة من الشركات العالمية التي أفلست
وخرجت من السوق، وسوف نجد أن أغلبها انهار بسبب وجود أنظمة محاسبية ضعيفة سمحت بوجود التلاعبات والغش
والاختلاسات، فما بالنا إذا كانت الشركة أو المشروع لا يوجد به نظام محاسبي من الأساس.