المديح سلاح ذو حدين.. كيف يمكنه إحباط الموظفين؟
6 نوفمبر، 2019زيمان بوك.. قصة نجاح «هينجان» الدولية
6 نوفمبر، 2019
كل مدير يملك مقاربته الخاصة في القيادة ووفق هذا الأسلوب يقرر الآلية التي يعامل بها الموظفين. الغالبية تظن بأن معاملة الجميع بشكل
متساوٍ هي المقاربة الأفضل لانها تعني المعاملة العادلة. ولكن هناك فرق كبير بين المعاملة العادلة وبين معاملة الجميع بشكل متساوٍ. إن كنت من
المديرين الذين يفكرون بهذه الجزئية فعلى الأرجح أنت من النوع الذي يكترث لفريق عمله والذي يريد وبكل صدق أن يملك أسلوب قيادة يتناسب مع
طبيعة الذين يعملون تحت إمرته.. وعليه العدل ضروري وهام بالنسبة اليك.
لذلك إن كان سؤالك هو ما إن كان عليك معاملة الجميع بشكل متساوٍ فإن الإجابة هي كلا.. عليك عدم إعتماد المساواة في المعاملة بين الموظفين.
.
العدل لا يعني المساواة في التعامل
غالباً ما يتم الخلط بين مبدأ المعاملة العادلة ومعاملة الجميع بشكل متساوٍ. في الواقع عندما تعامل الجميع بشكل متساوٍ أنت غير عادل على
الإطلاق. وأسرع طريقة لخلق أجواء عمل سامة ولجعل معنويات الموظفين تصبح في حدها الأدنى هو حين يقوم المدير تحت ذريعة «العدل» معاملة
الجميع بالطريقة نفسها.
اعتماد هذه المقاربة سيؤدي في نهاية المطاف إلى شعور عدد كبير من العاملين تحت إمرتك وخصوصاً أصحاب المهارات بالإحباط واليأس ما سيجعلهم
يتوقفون عن وضع الجهود وصولاً إلى مرحلة الرحيل. حين تتعامل مع الجميع بالطريقة نفسها فأنت تسمح للموظفين أصحاب الأداء السيئ بجرك وجر
الفريق وفي نهاية المطاف المؤسسة إلى القاع.
عندما تسعى إلى المعاملة العادلة فعليك أن تقوم بتقييم كل موظف بشكل منفصل وتحديد المعاملة «العادلة» الأمثل لكل شخص. عدد كبير من الخبراء
باتوا يطقون اسم «متلازمة المدير الخمول» على الذين يقررون اعتماد المعاملة نفسها للجميع وذلك لأنهم غير مستعدين لبذل الجهود من أجل التمييز
بين موظف وآخر.
.
لماذا تعامل الجميع بالطريقة نفسها؟
لا يوجد شخصان يشبهان بعضهما في هذا العالم، فكيف هو الحال بمكان عمل حيث لكل لشخص احتياجاته الخاصة، ومستويات أداء مختلفة، وشخصيات
مختلفة ومقاربات مختلفة لاداء العمل وطبعاً محفزات وأهداف مختلفة.
عندما تقرر معاملة الجميع بشكل متساوٍ فأنت عملياً تجعل صاحب الأداء الضعيف والسيئ في المكانة نفسها مع أصحاب الأداء القوي والمميز.
أنت هنا تقول لأفضل العاملين لديك، بالنسبة لي لا فرق بينك وبين ذلك الموظف الخمول أو ذاك الموظف الذي ما ينفك يرتكب الأخطاء أو صاحب
الأداء التعيس.
.
معاملة الجميع بشكل متساوٍ هو السبب الأساسي الذي يجعل عدداً كبيراً من اصحاب المهارات يغادرون الشركة، فحين يجدون أنفسهم في مكان
فيه الكثير من التناقضات فهم سيتوقفون عن المحاولة لأنهم لا يحصلون على التقدير الذي يستحقون ويتم وضعهم وبشكل دائم في المكانة نفسها لأصحاب
الأداء الضعيف.
.
المعاملة «العادلة» تختلف بين موظف وآخر
كما سبق وقلنا المدير الذي يقرر معاملة الجميع بشكل متساوٍ يسعى خلف معاملة عادلة للجميع. ولكن العدل متغير هنا وهو يستند على أداء كل
موظف. الطريقة الفعالة والعادلة للموظفين هي من خلال فهم شخصية الموظفين، وقدراتهم وعوامل أخرى تميز كل موظف عن الآخر.
في حال كنت من الفئة التي تعتمد المساواة في المعاملة إليك بعض الأمور التي عليك إعادة التفكير بها قبل معاملة الجميع بالطريقة نفسها.
.
التقييم أو المديح
عدد من الموظفين يقدمون أفضل أداء بغض النظر عما إن كنت تقدم لهم المديح أو لا تقدمه. بعض الموظفين يحتاجون إلى التحفيز المستمر من أجل
تقديم أفضل ما لديهم. في المقابل هناك الموظف الذي يجد متعة وسعادة في مدحه بشكل علني، مقابل موظف يكره هذه المقاربة لأنها تحرجه.
تخيل بأنك تعامل هؤلاء بالطريقة نفسها، وتقرر بأنك لن تمدح أي شخص علناً.. فما فعلته هنا هو أنك لم تقدم المحفزات للذين يحتاجون لهذا النوع من
المحفزات. أو في حال قررت النقيض كلياً، التأثير هو نفسه، تحفيز فئة وإحباط فئة أخرى.
تخيل بأنك ترسل رسالة شكر للجميع على جهودهم بعد إنجاز مشروع ما، رغم أنك تدرك بأن نجاح المشروع تم بسبب جهود عدد من الموظفين مقابل
آخرين لم يساهموا بنجاحه بأي شكل من الأشكال وحتى إن بعضهم كانوا عقبة في مسار النجاح. رسالة الشكر تلك «مدمرة» لمن قاموا بالجهود وتشجيع
الذين لم يبذلوا الحد الأدنى من الجهود على الخمول.
.
الإرشادات والتعليمات
بعض الموظفين يحتاجون إلى تعليمات مفصلة مقابل فئة لا تحتاج سوى إلى توجيهها بشكل عام. الذين يحتاجون إلى تعليمات مفصلة إما لا يملكون ما
يكفي من المهارات وإما لا يملكون ما يكفي من المحفزات التي تجعلهم يكتشفون بأنفسهم ما الذي عليهم فعله. تخيل تعميم المعاملة نفسها للجميع، بحيث
إما لا تمنح الموظف ما يحتاج إليه من معلومات للقيام بعمله أو تضييع وقت الذي لا يحتاج لكل هذه التوجيهات.
.
الانضباط
بعض الموظفين لا يحتاجون إلى النقد والانتقاد من أجل التصرف كما يجب، بعضهم الآخر يتحول إلى قوة مدمرة من دون ضبط. في المقابل هناك بعض
الذين يتقبلون النقد ويتعاملون مع القواعد المفروضة بشكل جيد، مقابل فئة حساسة جداً لا تتعامل بشكل جيد حين يقال لها ما عليها القيام به. معاملة
الجميع بالمثل يعني فوضى شاملة وكاملة.