كيفية استثمار علاقات العمل بفاعلية
15 أكتوبر، 2019سطوة المحبة..كيف تكون سلاحًا تسويقيًا؟
15 أكتوبر، 2019
كان عالم الاقتصاد النرويجي كريستيان شونهيدر؛ هو أول من تحدث عن فكرة التخطيط الاقتصادي، وأول من أشار إلى أهميته. ثم تطورت الفكرة فيما
بعد، إبان الحرب العالمية الأولى في ألمانيا أولاً، وبريطانيا ثانيًا.
ثم انتهجت الدول الرأسمالية هذا النهج، لكنها اعتبرتها أداة مؤقتة تساعدها على نقل اقتصاداتها الوطنية من حالة السلم إلى حالة الحرب، لكن وبغض
النظر عن اعتبار التخطيط الاقتصادي نهجًا مؤقتًا، إلا أن اللافت أنه تم اللجوء إليه حال الأزمة، وهو الأمر الذي يدل على الأهمية الكبرى التي ينطوي
عليها هذا النمط من التخطيط.
.
ماهية التخطيط الاقتصادي:
تقوم الفكرة الأساسية للتخطيط الاقتصادي على حسن إدارة وتسيير قطاعات الاقتصاد الوطني من قِبل الدولة وتوجيهها نحو تحقيق بعض الأهداف
الاقتصادية والاجتماعية. أو هو، كما يعرّفه آخرون، رسم صورة عامة لقطاعات الاقتصاد الوطني في دولة من الدول.
ويذهب البعض إلى أن التخطيط الاقتصادي هو عبارة عن تحديد أهداف معينة، مع وضع الأساليب، والتنظيمات، والإجراءات التي تكفل تحقيق هذه
الأهداف بأقل تكلفة اجتماعية ممكنة.
أما المفكر وعالم الاقتصاد تشارلز بتلهايم؛ فكان له رأي آخر؛ حيث يقول: “إن التخطيط هو عبارة عن عملية يمكنها أن تنظّم جميع مجالات التنمية
الاقتصادية والاجتماعية، وتستلزم ترابطًا وتنسيقًا بين قطاعات الاقتصادي الوطني المختلفة، وهو ما يستدعي إجراء دراسة على نطاق عام وشامل؛
للتأكد من أن المجتمع سوف ينمو بصورة منتظمة ومنسقة، وبأقصى سرعة ممكنة”.
وعلى الرغم من الاختلاف في وجهات النظر حول وضع تعريف محدد للتخطيط الاقتصادي؛ والتي هي نابعة أصلاً من النظر إلى زاوية واحدة من
زواياه، فإن الفكرة الأساسية والماهية الواضحة لهذا النوع من التخطيط هي أخذ موارد الاقتصاد الوطني في الاعتبار، حالما نعمل على وضع أهداف
وخطط اقتصادية محددة.
.
كيف ينجح التخطيط الاقتصادي؟
يمكن قلب هذا السؤال ليكون على النحو التالي: كيف ينجح التخطيط بشكل عام؟ فالتخطيط الاقتصادي هو جزء من التخطيط في المجمل؛ وبالتالي فإن ما
يسري على التخطيط الإداري، في هذه الحالة بالتحديد، يسري كذلك على كل أنواع التخطيط الأخرى.
والشروط التي سنوردها الآن هي شروط نجاح التخطيط وليس التخطيط الاقتصادي فحسب. وعلى كل حال، فلكي ينجح هذا النمط من التخطيط فإنه يجب
أن يتحلى بالشروط التالية:
.
1-الواقعية:
ما جدوى خطة اقتصادية حالمة أو مثالية؟! في الحقيقة لا شيء، بل هي قد لا تساوي قيمة الحبر الذي كُتبت به، فالخطة التي يمكن تحقيقها، والتي يمكن
أن تؤدي إلى النتائج المرجوة من وضعها هي تلك القائمة على بيانات واقعية تعكس الصورة العامة للمجتمع، وتعتمد على الموارد الفعلية للاقتصاد
الوطني في الفترة التي يجري فيها التخطيط.
.
2- الشمول:
على الخطة أن تكون شاملة؛ بمعنى أن تشمل جميع الموارد الاقتصادية، وأن تملك السيطرة على كل المتغيرات، وألا تخطط لنشاط دون آخر، بل أن
تمتلك نظرة بانورامية للموارد الاقتصادية، ورؤية كلية للأنشطة التي يجب العمل عليها.
.
3- التناسق:
بمعنى أن هذه الخطة الاقتصادية أو تلك يجب أن تكون متناغمة مع الأهداف، فلا تتعارض مع أي منها، ولا تتعارض بعض أجزاء الخطة مع بعضها
الآخر، بل يجب أن تسير كل مراحل الخطة في اتجاه واحد، وأن تؤدي إلى الأهداف المحددة والموضوعة سلفًا.
.
4- التكامل:
إن الخطة الاقتصادية المتكاملة هي تلك التي تترابط فيها كل الأنشطة والمتغيرات معًا، وذلك على كل المستويات؛ فليس منطقيًا أن نخطط لنشاط ما ثم لا
نأخذ في اعتبارنا هذا المتغير أو ذاك الذي يمكن أن يأتي على الخطة الاقتصادية نفسها من القواعد.
.
5- المرونة:
يتعين على الخطة أن تكون قابلة للتعديل طوال الوقت، فإذا حتمت الوقائع والظروف الاقتصادية تغيير الخطة أو بعض الشروط فيها، فيجب أن تتغير
بشكل مباشر؛ لأن الاستمرار في العمل وفق ظروف أو وقائع لم تعد صحيحة لن يعني سوى إهدار الوقت والجهد.