باتريك كوليسون.. أصغر ملياردير أيرلندي
25 أغسطس، 2019قواعد العمل.. تعرف عليها واستفد منه
25 أغسطس، 2019
يتزايد الترابط والتواصل بين سكان الكوكب يومًا بعد يوم، ولم يعد بالإمكان أن يحيا مجتمعٌ ما بمفرده، مكتفيًا بذاته، منعزلًا عن الآخرين، وهو الأمر الذي
دفع البعض إلى الحديث عما يسمونه “المجتمع العالمي”.
ولم يكن عالم المال والأعمال بعيدًا عن هذا التطور الحديث، بل كان في قلب هذه التحولات الكونية الكبيرة، إن لم يكن هو محركها الرئيس؛ فالاقتصاد هو
القوة التي يمكنها أن تُوحد العالم وتفتته في الوقت ذاته.
ولم تكن الشركات متعددة الجنسيات بعيدة عن هذا التحول العالمي، بل ربما كانت هي الاستجابة الأولى للتحول الذي جعل العالم “قرية صغيرة”، خاصة
بعد ظهور الإنترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ويستلزم هذا التحول الكوني تحولاً من نوع آخر، وهو ذاك المتعلق بفرق العمل، والطرق التي يمكن أن تُدار بها الشركات الكبرى. وبدلًا من الحديث عن
فرق العمل المتجانسة والصغيرة، بات الحديث الآن عن فرق العمل المُشتتة، فما هو هذا النوع من الفرق؟ وما أهم مميزاته وعيوبه؟ وهو ما سنحاول
إماطة اللثام عنه في السطور التالية.
.
ما هي فرق العمل المُشتتة؟
هي تلك الفرق المكونة من أشخاص لا ينتمي أفرادها إلى منطقة جغرافية واحدة، ولا يلتقون وجهًا لوجه، ويحملون آراءً وتصورات وقيمًا ثقافية مختلفة،
باختصار؛ إنها تلك الفرق التي يفصل بين أعضائها الزمن والمسافة.
وتظهر في هذا النوع من الفرق قدرة الإنسان الخارقة على التفاعل، والتواصل، والتكيف مع المختلفين عنه، والذين يفصلهم عنه الزمن
والثقافة والمسافة.
وتنطوي الفرق المُشتتة على الكثير من المميزات، والكثير من المخاطر والتحديات في نفس الوقت، فمثلاً يساعد اختلاف الثقافات والتصورات
والتوجهات على تكييف المنتج وفقًا لاحتياجات كل شريحة مستهدفة، والتي لابد أن يكون بعض أعضاء فريق العمل المشتت على دراية بها؛ نظرًا لأنه
يعيش هناك، أو ربما لأن جذوره تعود إلى هناك.
لكنه، أي هذا النوع من الفرق، يضعنا أمام تحدٍ من نوع مغاير، وهو ذاك المتعلق بحتمية خلق حالة من التناسق والتناغم في الأهداف، وطرق تحقيقها،
بمعنى؛ أنه من الواجب أولاً، وقبل اللجوء إلى تكوين فريق عمل مُشتت، تحديد كل شيء بدقة متناهية؛ لكيلا يعزف كل فرد من أفراد الفريق لحنًا مختلفًا،
وحتى لا يحدث نوع من الخلط والإرباك.
وبعيدًا عن هذا وذاك، فإن هناك سمتان لا يجب غيابهما عن الفرق المُشتتة والمحلية معًا، وهما: العمل الجماعي والثقة، وهما أمران يجب وضعهما في
الاعتبار إبان تأسيس فريق العمل؛ فكل من ليست لديه الرغبة أو القدرة على العمل الجماعي ليس أهلاً للعمل في فريق عمل من الأساس، كما أن من لا
يثق في زملائه داخل الفريق لا يمكنه العمل معهم كذلك.
.
كيف تقود فريق العمل المُشتت؟
إن قيادة فرق العمل المشتتة ليست بالأمر الهين على الإطلاق، فضلاً عن أن قادة هذه الفرق يجب أن يتمتعوا بمهارات خاصة؛ حتى يتمكنوا من توحيد
الجهود لأداء مهام واضحة ومحددة.
وأول ما يجب على قادة الفرق المُشتتة القيام به هو تعزيز الارتباط بين أعضاء الفريق، وتكريس شعور الانتماء للفريق، ويتم ذلك عبر طرق وأساليب
متعددة؛ من بينها: تشجيع الاتصال والتواصل بين أعضاء الفريق، عقد الاجتماعات المباشرة مع الأعضاء، إعلام أعضاء الفريق بالتغييرات طويلة
الأمد.. إلخ.
إن فرق العمل المُشتتة تنطوي على الكثير من المميزات؛ منها: أن العمل فيها مستمر على مدار الساعة، كما تعمل على إغناء المؤسسة بالرؤى
والتصورات الجديدة، وتوفر تواصلاً فعالاً ودائمًا مع العملاء من شتى أنحاء العالم.
كل هذه المميزات تُوجب على القادة أن يضعوا الخطط والاستراتيجيات المناسبة لاستغلالها الاستغلال الأمثل.
.
الخلاصة:
فرق العمل المُشتتة واحدة من أبرز التطورات الحديثة في علم الإدارة، وطريقة جديدة في ممارسة هذه الإدارة، ومن الممكن استغلال هذه الطريقة
الاستغلال الأمثل، إذا كنا واعين بميزاتها وسلبياتها معًا.
فضلًا عن أن الإدراك الجيد لما يمكن أن يؤديه فريق العمل المُشتت من مهام يجعلها أمرًا حتميًا، خاصة في عالم متشابك الأطراف؛ لما يمكن أن تضفيه
على المؤسسة من ابتكار وإبداع، ورؤى وتصورات جديدة ومختلفة.