هل إدارة الذات قبل فريق العمل؟
26 أكتوبر، 2020مع انتشار فيروس كورونا .. كيف تحافظ علي نظافة مكان العمل؟
1 نوفمبر، 2020
من المؤسف ألا يجني المرء ثمرة غرسه، كثيرون هم أولئك الذين رحلوا في صمت وعاشوا في الظل ولم يتسن لنا أن نعرف
عنهم إلا بعد موتهم، كارلو كولودي واحد من هؤلاء الذين أثروا في مخيلة الأطفال في شتى أصقاع الأرض تقريبًا، عاش حياة
عادية، روتينية، ولم يأبه له أحد إلا بعد موته.
ليس هذا هو اللافت، في الحقيقة، فالمواهب المغمورة أكثر من أن تُعد أو تُحصى، ولكن الأمر المثير للدهشة حقًا هو أن
حياة الرجل كانت عادية تمامًا ومع ذلك كانت كتاباته مليئة بالمغامرة والإثارة والتشويق. صحيح أن كتابات المرء مرآة عاكسة
لحياته الشخصية، كما أصرّ فريدريك نيتشه على ذلك كثيرًا، لكنه صحيح أيضًا أن المرء قد يلجأ إلى صنع العوالم التي تروقه
عبر قلمه. فطالما أن الواقع متعذر فلِمَ لا نلجأ إلى الخيال؟!
كان كارلو كولودي يواجه _من الناحية العملية_ معضلتين؛ فهو أولًا مطالب بصنع عوالم متخيلة لا تمت إلى واقعه هو
الشخصي أو حياته بصلة، وإن كانت كتاباته انطوت على مسلك تعليمي/ نصائحي واضح، كما هي عادة الكتّاب في ذاك
الوقت، ومن المعروف أن كتابة الواقع _شرط إدراكه_ أسهل بكثير من السفر في عوالم المتخيل وغير الكائن أصلًا.
أما المعضلة الثانية التي واجهها هذا المؤلف العائش في الظل فكانت تتمثل في أنه يخاطب أطفالًا، من السهل جدًا أن
تكتب للكبار، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للأطفال؛ إذ لا يسعك أن تتوجه بكتابتك إليهم إلا بعد أن تحيط بعوالمهم المتخيلة
والمخبوءة علمًا، وليس ذاك بميسور كما هو معلوم. العمق المصطنع والتشدق بالكلمات الكبيرة شيء سهل، لكن التبسيط
والغوص إلى عقل الطفل وعالمه الشخصي فمسألة جد عسيرة.
ونرصد بعض معالم سيرة حياة كارلو كولودي بمناسبة مرور ذكرى وفاته (26 أكتوبر 1890م) وذلك على النحو التالي.
.
اقرأ أيضًا:قصة نجاح فارح جراي “المليونير الصغير”
.
-وُلد كارلو لورينزي في 24 نوفمبر 1828م في دوقية توسكانا الكبرى، عرف باسم الشهرة “كارلو كولودي”.
-قضى معظم طفولته في بلدة Collodi؛ حيث ولدت والدته، والتي كانت ابنة مزارع، فيما كان والده طاهيًا. كان لديه
10 أشقاء لكن سبعة منهم ماتوا في سن مبكرة.
-اكتسب كارلو كولودي معرفته الواسعة من خلال التعليم الذاتي، وأصبح صحفيًا وجنديًا كما كان مسؤولًا حكوميًا منخفض
المستوى.
-بدأ حياته المهنية في الكتابة بنشر المراجعات المقدمة إلى المجلات المختلفة بما في ذلك L’Italia Musicale.
-أسس صحيفة Il Lampione الساخرة، ثم عمل كاتبًا مسرحيًا وكاتب قصة قصيرة.
-كتب القصص والرسومات الصحفية والمشاهد الهزلية التي جُمعت في اسكتشات (1880)، عيون وأنوف (1881)،
وقصص سعيدة (1887).
-خلال حروب الاستقلال الإيطالية في عامي 1848 و1860، عمل كارلو كولودي كمتطوع في جيش توسكانا، ويمكن ملاحظة
اهتمامه النشط بالشؤون السياسية في أعماله الأدبية الأولى، وكذلك في تأسيس الصحيفة الساخرة Il Lampione في عام
1853م، التي تم حظرها بأمر من دوق توسكانا الأكبر. وفي عام 1854 أطلق جريدته الثانية Lo Scaramuccia “الجدل”.
-بدأ نشاطًا مكثفًا في الصحف السياسية الأخرى مثل Il Fanfulla، في الوقت نفسه كان يعمل لصالح لجنة الرقابة
على المسرح.
-وخلال هذه الفترة قام بتأليف العديد من القصص الساخرة، مثل: Macchiette ،Occhi e nasi ،Storielegr.
-في عام 1875 دخل مجال أدب الأطفال مع Racconti delle fate، وهي ترجمة لقصص خيالية فرنسية كتبها Perrault.
-في عام 1876 كتب كارلو كولودي «جيانتينو» (وهو عمل مستوحى من جيانيتو لأليساندرو لويجي بارافيسيني)، ومينوزولو،
وإيل فياجيو بير ليتاليا دي جيانتينو، وهي سلسلة تربوية حاولت إعادة توحيد إيطاليا من خلال الأفكار والأفعال الساخرة
لشخصية جيانتينو.
-ظهرت ترجمته من الفرنسية “حكايات تشارلز بيرولت الخيالية” في عام 1876م.
-أصبح كارلو كولودي مفتونًا بفكرة استخدام شخصية ودودة ونغمة كوسيلة للتعبير عن قناعاته من خلال قصة رمزية. في
عام 1880 بدأ في كتابة Storia di un burattino (قصة دمية متحركة)، والتي تسمى أيضًا Le avventure di Pinocchio،
وكانت تُنشر أسبوعيًا في Il Giornale per i Bambini، أول صحيفة إيطالية للأطفال.
-وتم تكييف بينوكيو في فيلم عام 1940 من قِبل شركة ديزني التي تعتبر واحدة من أعظم أفلام ديزني.
-تدور القصة حول دمية تعود إلى الحياة، صبي مؤذ وكسول، يبدأ العمل في نهاية القصة ويتحول إلى شخص حقيقي.
-وجد العلماء رمزية معقدة ومراجع كلاسيكية وروابط للفولكلور التقليدي في هذا العمل، من التوازي الديني، إلى الرمز
السياسي، وصولًا إلى الأخلاق الاجتماعية، والسعي النفسي.
-تتميز الحكاية بشموليتها، ومزيجها من الخيال والفكاهة، ووتيرتها المفعمة بالحيوية، وسحرها الأثيري، فضلًا عن تصويرها
الصادق لمخاوف الأطفال.
-توفي لورينزي في فلورنسا عام 1890، غير مدرك للشهرة والشعبية التي كانت تنتظر عمله. وتم دفنه في
San Miniato al Monte Basilica