كيف تتحوّل من صاحب مشروع إلى رائد أعمال ناجح؟
30 أكتوبر، 2019أيهما الأفضل تأسيس المشروع أم شراؤه ؟
3 نوفمبر، 2019
الاسم: عظيم بريمجي
السن: 74 عامًا
الجنسية: هندي
اسم الشركة: ويبرو
الثروة: 7.2 مليار دولار
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ابن وابنة
حمل شركة والده من عالم الخضراوات إلى دنيا الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات؛ ليصبح “عظيم بريمجي”؛ مؤسس شركة “ويبرو” للبرمجيات، من
أشهر رجال الأعمال في العالم، بعد أن طور شركته لتكون الأسرع نموًا، مع الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية؛ إذ تبرّع بنحو ربع ثروته للأعمال الخيرية.
.
الميلاد
وُلد عظيم هاشم بريمجى، في 24 يوليو عام 1945، بمدينة مومباي الهندية، لعائلة مسلمة تعود أصولها إلى مدينة “كوتش” بولاية جوجرات.
تربّى “عظيم” وسط عائلة تنحدر جذورها من الهند؛ ما جعل والده محمد هاشم- رجل أعمال اشتهر بلقب “ملك الأرز في بورما”- يرفض النزوح إلى
باكستان، ويتمسّك بالبقاء في وطنه؛ وذلك خلال الأربعينيات من القرن الماضي.
وفي عام 1945، أسس محمد هاشم شركة حملت اسم “ويسترن إنديان فجيتابل برودكتس”، أو “الهند الغربية للمنتجات النباتية” في أمالنر؛ وهى بلدة
صغيرة بمنطقة جالجاون بولاية ماهاراشترا، تخصصت في صنع زيوت الطهي، تحت اسم العلامة التجارية “زيت دوار الشمس فاناسباتى”.
اختلفت ميول “عظيم” عن أبيه؛ إذ انتقل للولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، بعد استكمال الدراسة الثانوية بمدرسة سانت ميري بمومباي؛ حيث التحق
بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا؛ لدراسة علوم الهندسة الكهربائية، إلا أنه واجه ألم الفراق خلال الاغتراب.
.
عودة إلى الهند
بعد وفاة والد “عظيم”، قطع دراسته الجامعية، عائدًا إلى الهند عام 1966، ليتولّى مسؤولية شركته؛ حيث قرر حينها تنويع منتجات شركة الهند الغربية؛
لتتضمن مستلزمات مختلفة من المخابز، والعناية بالبشر، والصابون، وصولًا إلى منتجات الإضاءة، والأسطوانات الهيدروليكية.
فتح “عظيم” متجرًا لتجميع السلع الإلكترونية بمدينة بنجالور الجنوبية، وتعاقُد مع مديرين ومهندسين نشأوا في الصناعة العسكرية الهندية العملاقة.
.
تأسيس “ويبرو”
في عام 1979، أصدرت الحكومة الهندية قرارًا بإيقاف شركة IBM للبرمجة في البلاد، فوجدها بريمجي فرصة ذهبية لاقتحام قطاع تكنولوجيا
المعلومات والبرمجة؛ فغير اسم شركته إلى “ويبرو” Wipro.
تعاون بريمجي مع شركة ” سنتينيل كومبيوتر كوربوريشن” الأمريكية؛ لصناعة الحاسبات الصغيرة، ثم بدأت الشركة لاحقًا، في توفير حلول البرمجيات
لاستكمال عمليات الأجهزة، حتى باتت ويبرو شركة رائدة في مجال الكمبيوتر، كما نافست في مجال البرمجة وتكنولوجيا المعلومات.
وفي عام 1983، دخل مجال تصنيع الأسطوانات الصناعية، والهيدروليكية، فحقق نجاحًا كبيرًا، شهد إثره المشروع المشترك مع شركة “جنرال
إلكتريك” عام 1989.
وفي عام 1990، دخلت الشركة مجال التقنيات، فكانت من أوائل الشركات التي شهدت تجربة خدمات تكنولوجيا المعلومات البحرية.
عقب إزالة القيود الاقتصادية في الهند، عام 1991، حرص بريمجي على تنويع مجالات “ويبرو”؛ فوصل بها إلى تصنيع المصابيح، والمساحيق،
والمكوّنات الطبيعية القائمة على النفط، والمعدات الطبية والتشخيصية، فضلًا عن منتجات أجهزة تكنولوجيا المعلومات؛ مثل: الطابعات، والماسحات
الضوئية، وغيرها.
.
نجاح عالمي
في عام 1999، أصبحت ويبرو، الشركة الهندية الوحيدة لصناعة الحاسبات التي تحصل على شهادة موثقة من المختبر الوطني لاختبار البرمجيات
بالولايات المتحدة، كما دخلت في مشروع مشترك لتوفير خدمات الإنترنت في الهند.
واصلت ويبرو أداءً جيدًا، مع تكنولوجيا المعلومات؛ حيث افتتحت وحدة عمليات التعهيد الخارجي للأعمال في عام 2002، مؤكدة أن أسهمها قدّمت أداءً
مميزًا خلال الفترة من عام 1998 حتى عام 2003.
نجح عظيم برميجي في استيعاب طاقة العمل؛ لنجاحه في تحقيق أهدافه، التي أصبحت جزءًا من ثقافة ويبرو؛ ما لفت إليه أنظار العالم، بعد إثبات كفاءة
هائلة في الإدارة، رفعت مبيعات الشركة السنوية إلى مليوني دولار.
ركّز بريمجي على جذب أفضل الخبرات في مجال البرمجة وتقنيات الحاسبات، كما وفّر لموظفيه أفضل أنواع التدريب؛ ما ساعد “ويبرو” في إنتاج
برامج بجودة ممتازة، وبأسعار منافسة للشركات الأمريكية؛ حيث نجح في تصدير برامجه إلى الولايات المتحدة.
استمر نجاح “ويبرو” في السنوات التالية؛ فوسّعت نشاطاتها في أكثر من 67 بلدًا حول العالم؛ لتصل قيمتها إلى أكثر من 37 مليار دولار.
.
جوائز وتقديرات
اعتبرت الصحافة العالمية “عظيم بريمجي” من أهم رجال الأعمال، بعد أن أصبحت “ويبرو” إحدى أسرع الشركات نموًا في العالم.
وفي بداية الألفية الجديدة، نال “عظيم” درجة الدكتوراه الفخرية من أكاديمية “مانيبال للتعليم العالي”، ثم في عام 2006، حصل على جائزة
لاكشيا للأعمال.
وفي عقده الثامن، انضم “عظيم” إلى قائمة فوربس العالمية لأكثر رجال العالم ثراءً، بثروة تتخطى 7 مليارات دولار.
.
المسؤولية الاجتماعية
تبرّع ” عظيم” بجزء كبير من ثروته في عام 2000، والتي كانت تقدر آنذاك بملياري دولار؛ من أجل تطوير التعليم بالهند. وفي عام 2001، أنشا
مؤسسة “عظيم بريمجي” غير الربحية؛ لتحسين جودة التعليم الأساسي، ونشر المساواة بين جميع الأطياف بالهند، والتي دعمت 150 مؤسسة غير
ربحية أخرى تعكف على خدمة المجتمع.
تولت المؤسسة تمويل جامعة “عظيم بريمجي” في بنجالور، والتي تضم أكثر من ألف طالب، وتخطط لاستيعاب 5 آلاف طالب مع أكثر من 400 عضو
هيئة تدريس.
حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ويسليان فى ميدلتاون بولاية كونيتيكت؛ تقديرًا لأعماله الخيرية خلال 2009.
وفى أبريل من عام 2013، فاجأ العالم بتبرعه بأكثر من 25% من ثروته الشخصية للأعمال الخيرية.
.
فلسفة خاصة
عُرف عظيم بريمجي بعادات تدل على الاقتصاد في حياته؛ إذ يفضل السفر جوًا على الدرجة الاقتصادية، وقيادة السيارات المستعملة، ويؤمن بأن كل
شخص يمكنه تقديم أشياء استثنائية، عندما يتم تنظيم المجموعة في فرق مهيأة للعمل بشكل جيد.
.
الدروس المستفادة:
الانتماء: يحرص رائد الأعمال على الانتماء إلى شركته، والولاء لتطويرها مع مرور الوقت؛ ما يساعده على تحقيق النجاح، والانتشار.
المسؤولية الاجتماعية: يعلم رائد الأعمال جيدًا أهمية دعمه للآخرين؛ إذ يحاول باستمرار، مساندتهم، وتقديم كل ما باستطاعته لتفعيل دوره
الريادي بالمجتمع.
القدوة الحسنة: يكون رائد الأعمال قدوة حسنة لزملائه، ويقدم أفضل الأساليب في التعامل؛ حتى يقتدوا به.