رؤية المشروع.. هل تعرف إلى أين تسير؟
12 يناير، 2020ماهية العملية الزمنية وتنظيم الوقت
12 يناير، 2020
من المتعين على أي مؤسسة ما، طالما أرادت أن تضمن لنفسها تطورًا مطّردًا ونجاحًا مستمرًا، أن تعيد التفكير في أسسها، وأن تحاكم مبادئها من فترة
إلى أخرى، ومن بين الأدوات التي تساعدها في النهوض بهذه المهام تلك المعروفة بعناصر المؤسسات المدارة بشكل فعال.
تضع هذه الأداة يد المؤسسة على نقاط ضعفها، ونقاط قوتها، أي أنها عبر عناصر المؤسسات المدارة بشكل فعال مطالبة بالنقد الذاتي لنفسها بشكل دائم،
وتقييم أدواتها، وتصوراتها، وطرائق عملها بشكل ممنهج ومتواصل.
ليست هذه الطريقة سهلة بحال من الأحوال؛ فبعيدًا عن الوقت والجهد المطلوبين للنهوض بمهمة كهذه، فإنها تتطلب، كذلك، الموضوعية والدقة
الصارمتين، وإلا فلن يكون لعملنا هنا أي جدوى تُذكر.
.
العناصر الأربعة:
عناصر المؤسسة المدارة بشكل فعال هي أربعة عناصر تستخدمها المؤسسة لقياس نجاحها في الوفاء بأهدافها، ومدى فشلها في الوصول إلى ما تريده،
وهذه العناصر هي:
.
1- الرسالة:
رسالة المؤسسة هي الهدف من وجودها، وهو تلك الغاية التي تبغي الوصول إليها، وعبر هذه الأداة ستقوم المؤسسة _التي تتبع هذه المنهجية_ بفحص
طرقها لتحقيق هذه الأداة.
.
2- التمويل:
هنا تحاول المؤسسة التأكد من أن كل أنشطتها ممولة بشكل كاف، وأن تتأكد، في الوقت ذاته، من استقرارها المالي لأطول فترة ممكنة، وتحاول، أيضًا،
التأكد من وجود نظم إدارة مالية فعالة.
.
3- القدرة الإدارية:
تعمل المؤسسة، عبر هذه الأداة، على التأكد من أن لديها القدرة الإدارية التي يمكنها أن تدعم أهداف المؤسسة وخدماتها، وإلى تحديد ما تحتاجه لكي
تصل إلى الحد الأقصى من أهدافها المختلفة.
.
4- السلطة:
ما من مؤسسة من المؤسسات، سواء كانت تجارية أو صناعية أو حتى خيرية، تستطيع الوصول إلى أهدافها ومبتغياتها دون هذا الحد أو ذاك من
السلطة؛ إذ بدون هذا القدر من الدور السلطوي لن يتم إنفاذ قرار، ولا إمضاء أي تغيير يتم الاتفاق عليه من قِبل مجلس الإدارة.
ومن ثم، تتأكد المؤسسة، في هذه المرحلة من التقييم، من أن القدر الذي تمتلكه من السلطة أو الذي تستخدمه بالفعل يمكنها من فعل ما تريد، ومن إنفاذ
وإمضاء قراراتها المختلفة.
.
تقييم ذاتي
لعل أول ما نلاحظه على استخدام هذه الأداة أنها دعوة للمؤسسة لكي تضع نفسها بنفسها على منضدة النقد والتشريح، وأن تحاكم طرائقها، وأدواتها،
والكيفية التي تنهض من خلالها بمهامها المختلفة.
ولعل أكثر ما هو صعب في اتباع هكذا استراتيجية، بخلاف حتمية أن يكون المقيمون موضوعيين، أن النتائج قد تكون صادمة، وهنا تكون المصارحة،
وإماطة اللثام عن كل المشكلات والعراقيل التي تحول بين المؤسسة وبين المكانة التي يجب أن تكون فيها مطلوبة بل ضرورية.
ومن ثم، يمكن القول، وعن طيب خاطر، إن المؤسسات التي قررت أن تُدار بشكل فعال، وأن تتبع طريقة كهذه الطريقة، هي وحدها المؤسسات التي
وصلت إلى قدرٍ كافٍ من النضج يخولها بالاعتراف بخطاياها، ومكمن العطب في أدائها؛ أملًا في إصلاحها، ووضع قطارها على الطريق الصحيح.