قصة نجاح رجل الأعمال كريس غاردنر
15 يناير، 2019شركة باناسونيك .. قصة مُلهمة لرجل عظيم
15 يناير، 2019لا تنفصل ريادة الأعمال عن المخاطر. وعلى أي حالٍ، تتعلق ريادة الأعمال بإيجاد الحلول التي تسدّ حاجة معينة، ولم يتمكن أي إنسان من ابتكار
أي شيء بدون اختباره، أو إخضاعه لمبدأ التجربة والخطأ. إنّ مجرد إنشاء شركة أو مشروع يتطلب منك تحمل مخاطر الإخفاق بأشكاله المختلفة
التي تتضمن: عدم كفاية النقود، وانخفاض حاجة السوق إلى ما دون المتوقع، وشراسة المنافسة، والتحديات التي تهدد بتشتيت انتباهك.
يرى غالبية روّاد الأعمال أن المغامرة تستحق خوضها، إذا كانت تعني السيطرة على مصائرهم، والتحكم في أمورهم الخاصة، وتغيير حياة الناس.
ولحسن الحظ، يمكن لأصحاب الشركات التخفيف من وطأة المخاطر من خلال اتخاذ عدد من الخطوات الذكية المحسوبة بعناية.
وفيما يلي خمس طرق بسيطة ومؤكّدة للحدّ من التعرض للمخاطر خلال المراحل المبكرة من عمر شركتك.
.
1. التركيز على تقديم قيمة مقابل الأموال المدفوعة.
كيف تستعد لإطلاق شركة ناجحة؟ إذا كنت مثل معظم روّاد الأعمال، فيمكنك وضع الأساس من خلال إنشاء موقع إلكتروني أو تطبيق على شبكة
الإنترنت، وقراءة بعض الكتب حول الموضوع، وحضور الدورات التعليمية لرأب الثغرات المعرفية التي لديك.
ولكن الحقيقة تقول إنه في هذه اللحظة، يكون الناس على استعداد لدفع أموالهم إليك في مقابل حلّ مشكلاتهم الخاصة. ويعدّ وجود موقع إلكتروني
على شبكة الإنترنت، وتطوير المنتجات، إلى جانب التعليم الشخصي أمورًا هامة، غير أنه يمكنك إنجاز هذه المهام خلال خدمة عملائك.
وخير دليل على ذلك تجربتي الشخصية؛ فقد منحت شركتي الناشئة الأولي مكافئات للمستخدمين بفضل أفعالهم الصديقة للبيئة. لقد أمضيت ثمانية
أشهر غير مثمرة وأنا أحاول جمع التبرعات لتطوير منتجاتي. ثمّ بعد ذلك، حولت تركيزي إلى إنشاء القيمة؛ حيث قررت أن أسخر طاقاتي وإمكاناتي
في أمور لا تحتاج إلى التطوير. وبدلاً من إنشاء تطبيق، أصبحت أنا المنتج نفسه؛ حيث ساعدت المستخدمين في العثور على أقرب منشأة لإعادة التدوير،
وربطتهم بأفضل مزودي مكافآت محليين حتى يتمكنوا من استبدال نقاطهم. وقد ساعدني هذا التحول في الحصول على ما يلزمني من تقدير وقوة لجمع
المبلغ المستهدف من خلال عمليات البيع المسبق، وبدون تقديم أي منتج.
.
يمكنك تطبيق الفكرة ذاتها على الشركات والمشروعات القائمة على تقديم الخدمات، مثل التدريب، والاستشارات، وإنشاء الدورات التدريبية، والتسويق.
يمكنك استثمار مهارتك سريعًا عن طريق نقل مقترح القيمة الخاص بك إلى العميل المناسب. وللحصول على أقصى عائد على أموالك التي حصلت عليها
بشقّ الأنفس، عليك تحديد قناة تسويق عملية ومناسبة لنقل الرسالة. وبحسب نموذجك والسوق التي تعمل بها، قد تجد تلك القناة في شبكات التواصل
الاجتماعي، أو البريد الإلكتروني، أو المشروعات المشتركة، أو أي شيء آخر مختلف تمامًا.
يتيح لك مبدأ البيع أولاً تأجيل النفقات الهائلة، المتمثلة في المبالغ التي تتكبدها لتطوير المنتجات، كما أنه يحدّ من المخاطر التي قد تتعرض لها،
وفي الوقت نفسه يفتح أمامك الباب لجني إيرادات استثمارك في المراحل اللاحقة.
.
2. مواءمة مهاراتك مع المنتج أو الخدمة.
يميل روّاد الأعمال باستمرار إلى استكشاف الأفكار اللامعة التي يمكن إنمائها وتطويرها. وكثيرًا ما تتطلب تلك الأفكار وجود مهارات إضافية. ويمكن
ملاحظة المقاربة المشتركة بين المؤسسين التقنيين وغيرهم من المؤسسين غير التقنيين؛ حيث يمكن لرائد الأعمال الذي يتمتع بمعرفة ومهارات في
مجال البرمجة أن يبتكر الإصدارات الأولية للمنتج من خلال استثمار مورد واحد فقط، وهو الوقت؛ فالوقت هو المال بكل تأكيد، غير أنه يعدّ عاملاً
متغيرًا يمكنك التحكم فيه. وعلى الجانب الآخر، يجب على المؤسس غير التقني استثمار كلٍ من الوقت والمال لبناء شركة ناشئة تقنية، الأمر الذي
يرفع مستوى مخاطر العمل كثيرًا، لا سيما في السوق التي تعاني من إخفاق أكثر من 90% من الشركات الناشئة.
عندما تنجح في مواءمة رأس المال البشري ليتناسب مع الحلّ المطروح، حينها يمكنك اختباره، وتكراره، والتمحور حوله سريعًا دون تكبد أي نفقات.
وتتمثل أفضل طريقة لإطلاق شركة، بما يتطلب عددًا من المهارات التكميلية، في عرض تلك الشركة كخدمة. لقد بدأت شركات،
مثل (Basecamp) و(MailChimp)، حياتها من خلال تقديم خدمات تطوير المنتجات، والتصميم، والتسويق قبل إدخال تقنيات قابلة للتطوير إليها.
وقد أتاحت تلك المراحل الأولية الفرصة للشركتين للحصول على فهم عميق لاحتياجات العملاء، وجنيّ الأرباح والإيرادات، وبناء أسس أقوى ترتكز
عليها في المستقبل.
.
3. المحافظة على مصدر للدخل.
إذا ركزت على الاستفادة من مهاراتك وصقلها للحصول سريعًا على قيمة في مقابل الأموال المدفوعة، فلن تضطر إلى الاحتفاظ بوظيفتك اليومية
لفترة طويلة جدًا. ومع ذلك، في الوقت نفسه، عليك أيضًا التفكير في وظيفتك الثابتة كمصدر أمانٍ لك؛ فقرار مغادرة وظيفتك يتطلب بعض التخطيط.
أولاً، عليك تحديد هدف لإيراداتك الشهرية المتكررة، بما يوفر لك ما يكفي من الأمان للعمل في شركتك أو مشروعك بدوام كامل. كذلك يجب ضرب
هذا الرقم في مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر؛ حيث سيساعدك هذا الأمر على اختبار مدى استقرار نموذجك، والتوصل إلى قرار على أساس أكثر
استقرارًا وثقة.
يفضل بعض الأشخاص إدارة أعمالهم على نحوٍ غير أساسي. وإذا كنت ضمن هذه الفئة، فيمكنك اتباع الإستراتيجية ذاتها للتخطيط لعميلة تعيين أول
موظف لديك. حاول أن تخصص وقتك المحدود للمهام التي يمكنك أنت وحدك أداؤها، أو التي تضفي عليها لمستك الشخصية قيمتها الأكبر. كذلك،
يمكن للموظفين المستقلّين، ممن لديهم أدوار مختلفة، مساعدتك على إدارة شركتك وتنميتها بصفتهم موظفين عن بُعد.
.
4. ملازمة المرشدين والموجّهين.
يشكك العديد من روّاد الأعمال في أهمية تكون علاقات مع المرشدين والموجّهين، أو ربما يبدون قلقهم حيال كيفية بدء تلك العملية. عليك أن تفكر
في الموازنة بين المصروفات الأوّلية والمصروفات الدائمة باعتبارها فرصة لتقييم تكاليف الفرصة ذاتها. ويمكن للمرشد الجيد أن يساعدك على تجنب
الأخطاء، واختيار المسار الصحيح، وكذلك تسريع تقدمك نحو أهدافك. بحسب برنامج (MicroMentor)، توجد مستويات نمو أعلى في عائدات
روّاد الأعمال الذين يستعينون بالمرشدين (أعلى بنسبة 83% مقارنة بما نسبته 16%)، علاوة على زيادة احتمالية استمرارهم في العمل.
ثمّة بديل لذلك كخيار يمكن تطبيقه، وهو يتمثل في الاضطلاع بالأمر بمفردك، معتمدًا على معرفتك الشخصية فحسب، بيد أنه يمكن أن يكون مكلفًا
للغاية من حيث الوقت والمال.
توفر الموارد الحالية اليوم حلاً وسطًا مناسبًا؛ حيث توفر العديد من المجتمعات والمواقع الإلكترونية الإرشاد والتوجيه على أساس أفضل الممارسات،
إضافةً إلى ربطك بشبكة دعم يمكنك التفاعل معها والتعلّم منها. وقد أقمت شركتي الخاصة (Startup Circle)، بغرض منح روّاد الأعمال
المتحمسين فرصة للتواصل والتعلم من المؤسسين الناجحين خلال جلسات مباشرة بين الطرفين على شبكة الإنترنت.
وإذا كنت مثل غالبية روّاد الأعمال، فستشعر بحالة من الفضول لا نهاية لها. ويجب عليك أن توظّف هذه الميزة من خلال طلب إجراء مقابلة مع
أحد الأصوات البارزة في مجال عملك. كذلك، توفر لك منصّات مثل (Zoom)، و(YouTube) و(Facebook) ما تحتاج إليه من أدوات للحصول
على ضيف لامع بتكلفة بسيطة وبدون الحاجة إلى توضيح أسباب المقابلة. وعليك الانتباه إلى أن الخبراء يحبون المحافظة على مظهرهم كخبراء، ولذا
عليك أن تُظهر اهتمامًا حقيقيًا خلال الاستماع إليهم، إلى جانب إبراز خبرتهم، ونشر تأثير معارفهم. وكثيرًا ما يكون اهتمامك الفعلي كافيًا لجذب انتباههم.
كذلك، تعدّ كل مقابلة بمثابة فرصة سانحة لطرح الأسئلة، والتواصل مع قائد جديد.
.
هذا بالضبط ما كان يدور في ذهني عندما قررت تنظيم قمة تمهيدية واستضافتها. وقد استطاع هذا الحدث استقطاب ما يزيد عن 100 من روّاد الأعمال
الناجحين؛ عمل كلٌ منهم على تضخيم الرسالة من خلال شبكته الخاصة. وعلى المنوال نفسه، أتاحت (Startup Circle) الفرصة أمامي للوصول
إلى الخبراء ذوي المهارات المختلفة والخلفيات المتنوعة (ومشاركة ذلك الوصول مع الآخرين أيضًا).
.
5. تجنُب النفقات غير الضرورية.
ستعاني من وجود العديد من السُبل المؤدية إلى زيادة مخاطر العمل على نحوٍ كبير عند محاولة رفع معدل نجاحك. وتشمل المخاطر الشائعة استئجار
المساحات المكتبية غير الضرورية، أو الاستثمار في تطوير المنتجات، أو الإعلان دون التحقق من جودته، إضافةً إلى العجلة في تكوين فريق عمل،
واقتراض الأموال.
بدلاً من ذلك كله، يمكنك البدء من المنزل أو من أحد أماكن العمل المشترك؛ حيث يمكن لهذه المساحات المشتركة إتاحة الفرصة لتقسيم تكلفة الموظفين
المشتركين أو المستقلّين مع أصحاب الأعمال الآخرين، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الحدّ من النفقات العامة، ومساعدتك في العثور على المتطوعين. كما
يتيح لك نظام العمل المشترك تبادل المنتجات والخدمات، أو إقامة شراكات ترويجية مع روّاد الأعمال ذوي التفكير المماثل.
الأهم من ذلك كله أنه يتعين عليك بناء شيء واحد في كل مرة. ورغم أن التنويع يعدّ خطوة ذكية في الدورات المالية، إلا أنه يمكن أن يكون يؤدي إلى
كارثة إذا ما تحوّل إلى استراتيجية لبناء الأعمال. كذلك، لن تؤدي إدارة عدّة المشروعات في آنٍ واحد إلا إلى إعاقة أدائك. وحتى لو تمكنت من
المحافظة على نفقاتك، سينتهي بك المطاف كصاحب الصنائع السبع الذي لا يُتقن أي