كيف تستغل فلسفة الشريك المنافس في نمو اعمالك التجارية
7 يونيو، 20174 مميزات للتسويق الإلكتروني تجعله أفضل من التقليدي
7 يونيو، 2017منذ قدوم المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني إلى أتلتيكو مدريد سنة 2011 و ثالث الأندية الأكثر شهرة في اسبانيا بعد ريـال مدريد و برشلونة يقدم لنا
دروسا واقعية في مقارعة الكبار و تحقيق النجاحات الكبيرة بأقل الإمكانيات المادية.
و سواء أكنت من عشاق فلسفته أو من معارضيه من الفطنة أن نتعلم من كرة القدم و مختلف الرياضات الأخرى ما يجعلنا ننجح في حياتنا العملية، بعيدا
عن التعصب الأعمى و ما ينتج عن ذلك من عداء و حرق الأعصاب و تضييع الوقت في جذال لا ينتهي.
في أقل من 4 مواسم تمكن أتلتيكو مدريد من الظفر بخمسة ألقاب ليصبح واحدا من أنجح المدربين في تاريخ النادي إن لم نقل الأفضل على الإطلاق،
فيما اكتسب النادي المزيد من الشهرة أوروبيا و عالميا و زادت شعبيته.
و اليوم هذه هي فرصتنا جميعا لنتعلم من أتلتيكو مدريد سيميوني دروسا ذهبية للتألق في ريادة الأعمال و بناء فرق عمل ناجحة و مستقرة و قادرة على العطاء.
.
1 . لست بحاجة إلى ميزانيات ضخمة لتحقيق نجاح كبير
يتحجج دائما أصحاب المشاريع الناشئة بقلة الموارد المادية المتاحة لديهم و هو ما يجعلهم يتوقفون و ينسحبون، بينما في الواقع كل الشركات و
المؤسسات الضخمة التي نراها اليوم كانت بالأمس لا شيء و بدأت قصتها من فرد واحد و بضعة دولارات و فكرة مميزة و إصرار صاحبها على النجاح.
فلسفة دييغو سيميوني مبنية فعلا على هذه القاعدة و التي تستغل الموارد المتاحة بشكل معقول، و هي فلسفة مختلفة عن تلك التي تنهجها أندية غنية و
على رأسها ريـال مدريد و برشلونة.
و الدرس هنا أنه يمكنك منافسة الكبار في السوق إذا ركزت على استغلال نقاط قوة مشروعك و التي لا تتوفر لديهم، و لست بحاجة للمال لشراء ما
يجعلك أفضل منهم، يمكنك التفوق بإمكانياتك فقط.
.
2 . لست بحاجة إلى جلب موظفين خبراء يمكنك صناعتهم!
لا يمكن لشخص أن ينكر بأن أتلتيكو مدريد هو مصدر لأسماء مهمة انتقلت إلى النجومية فيما بعد، سيرجيو أجويرو، فيرناندو توريس، راداميل فالكاو،
دييجو كوستا، ديفيد فيا، ماريو ماندزوكيتش، أنطوان جريزمان، تيبو كورتوا، دافيد دي خيا و أسماء اخرى.
و تعتمد فلسفة دييغو سيميوني على صناعة النجوم سواء من خلال شراء لاعبين صغار ذات خبرة قليلة أو استدعائهم من الفريق الثاني، و مع مرور
الوقت في التدريبات و المباريات التي يخوضها هؤلاء يكتسبون الخبرة و الثقة و النجومية.
الدرس هنا هو أنك كصاحب شركة ناشئة لست بحاجة إلى جلب فريق عمل مكون من الخبراء و الموظفين الذين اعتادوا العمل في الشركات الكبيرة،
ففي النهاية هؤلاء متطلبين ماديا و ليست لديهم الاستعدادية للمخاطرة معك في انجاح المشروع، و غالبا ما تكون لديهم التزامات عائلية تفرض عليهم
البقاء في شركاتهم التي تضمن لهم راتبا مستقرا و مزايا أفضل.
بينما الموظفين الجدد يتمتعون بحماسية و إقبال أكبر على العمل و ليست على عاتقهم مسؤوليات كبيرة، كما أنهم بحاجة إلى الخبرة و فرصة العمل معك
هي مثيرة و مهمة بالنسبة لهم.
بيئة العمل التي يعمل بها موظفين شباب جدد تكون بالفعل مصدر للخبراء فيما بعد، و هي أكثر انفتاحا على صناعة أسماء جديدة و بالتالي فإن انسحاب
أحدهم من فريق العمل لا يؤثر على الشركة إذ يترك وراءه من هو قادر على تعويضه، لذا عادة ما تنظر الشركات العملاقة إلى فرق عمل الشركات
الناشئة على أنها كنز حقيقي تصر عليها في صفقات الاستحواذ!
.
3 . الصبر و الإلتزام و النظام قيم مهمة للنجاح
في مقابلة مع إحدى الإذاعات الإسبانية، أكد سيميوني أنه تعلم من والديه العمل الجاد و أنه تأثر برتابة الحياة في سارسفيلد، الإلتزام و الصبر و التنظيم
هي أساسيات فلسفته و هو يؤمن بأن هذه القيم كافية للقتال من أجل النجاح و السير نحو الأفضل.
لا يمكن لشركتك الناشئة أن تنجح بين ليلة و ضحاها، و مع الجهود المبذولة تحتاج إلى الصبر حتى تجني نتائج كبيرة فيما بعد.
بعض المشاريع كان لها أن تنجح لولا أن أصحابها قرروا التخلي عنها بعدما تبين أن مسيرة النجاح أطول مما كانوا يعتقدون.
و للعلم فإن التحلي بالصبر يجعلك تطبق الخطة المرسومة بالتدريج وفق نظام محدد و الإلتزام بالكفاح و العمل الجاد دون ملل و لا كلل.
.
4 . القتالية و الكفاح الواضح حتى النهاية
طيلة الموسم الكروي يقاتل أتلتيكو مدريد سيميوني على كافة الألقاب بداء من الليغا الاسبانية و كأس الملك و دوري أبطال أوروبا …، و حتى في المواسم
التي نجده في الرتبة الثالثة خلف برشلونة و الريال يظل يقاتل حتى النهاية للحاق بينهما، على عكس فرق أخرى تصاب بالإحباط بمجرد الإنتكاسة لفترة
قصيرة من الزمن.
و القتالية في حقيقتها هي إيمان مطلق بالقدرة على الفوز و تحقيق الأهداف المرجوة، و هي نابعة من الثقة بالنفس و الحافز الموجود بداخل الشخص
القتالي، و هي أيضا أساسية من أساسيات فلسفة الفوز و الإنتصار.
ليس سهلا أن تفوز في المنافسة بعالم الأعمال و تحتاج منك كمؤسس للشركة أن تكون شخصا قتاليا مكافحا و هذا سيؤثر على فريق العمل الذي سيتأثر بصفاتك.
.
5 . مؤسس قائد أفضل من مؤسس مدير
هناك فرق كبير بين القائد و المدير، و عليك أن تختار من ستكون في الواقع الأول أم الثاني؟ قصص النجاح الأكثر اثارة هي من صنع القادة و ليس
المدراء من يقف وراءها في الحقيقة.
في أتلتيكو مدريد لا يبدو دييغو سيميوني مجرد مدرب عادي، بل قائد و ملهم للاعبين و شعار لفلسفة إبتكرها و تميز بها الفريق عن المنافسين، و هو
يزرع في كل لاعب ثقافة الانتصار و عدم التقليل من شأن الذات و يحمسهم للعب بروح حماسية.
لذا من الجيد في مؤسستك أو مشروعك أن تكون القائد عوض المدير، فهذا من شأنه أن يكون أفضل لك و للعاملين معك.
.
أضحى أتلتيكو مدريد أيقونة للكفاح و النظام و الإلتزام و العمل الدؤوب بدون ملل و لا كلل، و مهما تعددت الانتكاسات لا يفقد الفريق روحه القتالية و
هذه الصفات هي التي تعكس سمات شخصية و فلسفة دييغو سيميوني التي استطاعت أن تغير قواعد اللعبة و تجلب النجاح لهذا النادي المميز.
أنت أيضا بإمكانياتك المتواضعة و فريق عملك المكون من الأشخاص ذات الخبرة القليلة يمكنك أن تبني شركة عملاقة قادرة على ترسيخ اسمها و فرض
نفسها في السوق، إذا التزمت فعلا بترسيخ هذه الدروس في بيئة العمل و أرض الواقع.